إسرائيل تقتل ناشطين من الجهاد في غزة بعد ساعات من إعلان الفصائل الالتزام بالتهدئة

بدأت في نشر منظومة القبة الحديدية في محيط القطاع.. ومصادر فلسطينية: لا نية للرد ولكن العدوان القادم سيقابل بالنار

TT

قتلت إسرائيل ناشطين من سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، بعد ساعات من إعلان الفصائل الفلسطينية في غزة الالتزام بالتهدئة، ما التزمت بها إسرائيل.

وقتل الناشطان في هجوم جوي شنته طائرة إسرائيلية مقاتلة على مجموعة تابعة للجهاد، في منطقة جباليا شمال القطاع. وبينما حملت الجهاد إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعيات مقتل اثنين من عناصرها، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرة تابعة له هاجمت خلية من الجهاد الإسلامي كانت تستعد لإطلاق قذائف صاروخية تجاه إسرائيل.

ونعت مكبرات الصوت في غزة كلا من صبري هاشم عسلية ورضوان النمرود، وحملت الجهاد الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استمرار انتهاكاته واعتداءاته الدموية وعن كل ما يترتب عليها من تداعيات. وقالت الجهاد في بيان رسمي، «نشدد على حقنا في الرد والتصدي لاعتداءات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق شعبنا، وندعو إلى حماية حق شعبنا في المقاومة والدفاع عن نفسه».

وأضافت أن «ما يروجه الاحتلال وقادته المجرمون من ادعاءات حول عدم رغبتهم في التصعيد هي أكاذيب تهدف إلى تضليل الرأي العام وحشده ضد شعبنا الذي يدافع عن نفسه بكل الوسائل المتاحة». وأربكت الغارة الإسرائيلية حسابات الفصائل في غزة، بعد ساعات من إعلانهم الالتزام بالتهدئة مع إسرائيل على أن تتوقف إسرائيل هي الأخرى عن الهجمات على غزة.

وجاء ذلك في أعقاب اجتماع ضم الفصائل الفلسطينية مع حماس، وقال إسماعيل رضوان، القيادي في حماس في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع الذي استمر نحو ساعتين «أكدنا أننا ملتزمون بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها». ومن جهته قال الناطق بلسان وزارة الداخلية المقالة، طاهر النونو، إن «هذا الموقف جاء بسبب حاجة شعب غزة لإعادة بناء ما تم تدميره في الحرب الأخيرة على غزة قبل عامين والسعي لرفع الحصار عن القطاع».

وأكد مصدر في سرايا القدس التابعة للجهاد، لـ«الشرق الأوسط» أن القبول بالتهدئة مشروط. وأوضح «الهدوء يقابل بالهدوء والعدوان يقابل بالنار». وأغلب الظن أن الفصائل ستمتنع عن الرد على الغارة الإسرائيلية الأخيرة، لإعطاء فرصة لنجاح «وقف النار» لكن إذا تكرر الهجوم فإن فصائل مثل الجهاد سترد، وفق ما قالت المصادر. وكانت غزة، الأسبوع الماضي، مسرحا لتبادل الصواريخ بين الإسرائيليين والفلسطينيين، على وقع تهديدات إسرائيل بشن حرب أوسع وأكثر قسوة من الحرب الماضية (الرصاص المصبوب).

من ناحيته كشف موقع إسرائيلي على شبكة الإنترنت عن أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان نجح في إبرام هدنة محدودة بين الفصائل الفلسطينية من جهة وإسرائيل من جهة أخرى. وادعى الموقع أمس (الأحد) أن الفصائل الفلسطينية وافقت أول من أمس على خلفية وساطة قام بها أردوغان. وأشار الموقع إلى أن المسؤولين الإسرائيليين يتوقعون أن تنجح الوساطة التركية في إعادة الهدوء مرة أخرى على نفس مبادئ الهدنة القديمة، أي الهدنة غير المعلنة بين حماس وإسرائيل.

وأجبرت صواريخ «جراد» روسية الصنع التي أطلقها الفلسطينيون في الموجة الأخيرة، وسقطت في «بئر السبع» و«أسدود» الحكومة الإسرائيلية على تفعيل منظومة «القبة الحديدية» التي أدخلت إلى العمل أمس. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قام بنشر البطارية الأولى من منظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف الصاروخية وقذائف «الهاون» في منطقة بئر السبع على أن يتم خلال أيام نشر بطارية أخرى من هذه المنظومة في منطقة «أشكلون». وقالت مصادر مسؤولة في سلاح الجو الإسرائيلي إن نشر المنظومة «يأتي في إطار ما وصف بتجربة عملية، وأن استكمال نشر هذه المنظومة سيأخذ بعض الوقت قبل أن تصبح نهائية».

وعقب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على نشر منظومة القبة الحديدة، بقوله إنه لا يريد أن يوهم مواطنيه بأن منظومة القبة الحديدية بمقدورها إعطاء رد كامل وشامل للهجمات الصاروخية. وأضاف في جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس، أن «هذه المنظومة ما زالت قيد التجربة، وهي غير قادرة على حماية كل منزل ومدرسة وقاعدة ومنشأة». وقال نتنياهو «إن الرد الملائم للتهديد الصاروخي يتمثل بخليط من عناصر الهجوم والردع ومتانة المجتمع والحكومة».

وأكد نتنياهو، ردا على إعلان الفصائل الفلسطينية الهدوء في غزة، أن إسرائيل التي تعتبر حماس المسؤولة عن كل عملية إطلاق تتم من قطاع غزة، «معنية بالحفاظ على الهدوء والأمن في المنطقة، وليست معنية بتصعيد الموقف».

ومع ذلك شدد نتنياهو على أن حكومته لن تتردد «في استخدام القوة للتصدي لأي جهة تحاول استهداف المدنيين الإسرائيليين».

وكانت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، عبرت عن رضا الأجهزة الإسرائيلية، عن إعلان الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق القذائف الصاروخية، مؤكدة أن هذا الإعلان سيختبر على الأرض بشكل حقيقي في الأيام المقبلة. غير أن هذه المصادر أكدت أن إعلان التهدئة في غزة لا يعني وقف عمليات الجيش للقضاء على «الإرهابيين» الذين يشكلون خطرا محتملا أو لديهم نيات لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل. وأضافت المصادر لراديو الجيش الإسرائيلي، «إزاحة تلك العناصر ستؤدي إلى تثبيت التهدئة وحالة الاستقرار لغزة وإسرائيل». ومن جهته، قال وزير الدفاع إيهود باراك أمس، إن إسرائيل غير معنية بتصعيد الموقف، وهي تولي موضوع الحفاظ على الحياة الاعتيادية أهمية كبيرة.