بريطانيا: تباين في التغطية الإعلامية للمظاهرات.. والشرطة أوقفت 214 مشاغبا

صحف اليمين ركزت على «العنف الذي خطط له منذ أسابيع».. واليسارية شددت على «رسالة المسيرة»

TT

في حين بدأت لندن أمس تنظف شوارعها بعد يوم حافل من المظاهرات وما تخللها من شغب، كشفت الشرطة أنها أوقفت أكثر من مائتي شخص لتورطهم في أعمال عنف، وبرز التباين بين الصحف المحلية في طريقة تغطية الحدث.

وتباينت صحف أمس (الأحد)، حول توجهاتها التحريرية، في طريقة تغطية الحدث. فبينما ركزت الصحف اليمينية على تصرف «الفوضويين المعادين للرأسمالية الذين أرادوا اختطاف المناسبة»، شددت صحف اليسار على أن المظاهرات مرت في «مزاج جيد في الغالب»، وأن أعمال العنف قامت بها «أقلية استهدفت رموز الثراء».

وقالت صحيفة «الصنداي تلغراف» (يمين): إن الفوضويين ثاروا في وسط لندن، بينما نظم مئات الآلاف مسيرة احتجاجية على إجراءات الخفض التي أقدمت عليها الحكومة. وراحت الصحيفة تصف هؤلاء الفوضويين بـ«المعادين للرأسمالية» الذين «بدأوا في إضرام النار وتهشيم بنوك وفنادق ومحلات»، مما تسبب في «خلق فوضى في أنشط شارع تسوق في بريطانيا»، في إشارة إلى شارع أكسفورد ستريت. ولفتت الصحيفة إلى أن أعمال العنف بدأت بينما كان زعيم حزب العمال إد ميليباند يخاطب المتظاهرين في الهايد بارك. وكتبت قائلة: «في الوقت الذي كان فيه ميليباند يتحدث، بدأ الهجوم المنسق على ما يبدو ضد محلات وعناصر الشرطة في أكسفورد ستريت». وتابعت أن «مجموعات الفوضويين قضوا أسابيع يعدون لتحركهم عبر (فيس بوك) و(تويتر) وعرضوا (على هذين الموقعين) خريطة توضح للناس الوقت والمكان الذي يتعين استهدافه بالهجوم».

وبدورها، كتبت صحيفة «الأوبزرفر» (شقيقة «الغاردين» التي تصدر كل أحد) أن أكثر من ربع المليون شخص شاركوا في المظاهرة التي جابت شوارع وسط لندن من أجل تقديم رسالة قوية للحكومة بشأن خططها التقشفية. وذكرت الصحيفة اليسارية أن عدد المشاركين في المظاهرة «فاق توقعات المنظمين». وأضافت أن المظاهرات سارت في «مزاج جيد في الغالب»، إلا أن أعمال عنف تخللته وطالت «رموز بعض الأثرياء، مثل فندق (ريتز) وبنوك ومحل خاص بالسيارات الفخمة، إضافة إلى احتلال محل (فورتنوم آند ماسون)». وشددت الصحيفة على أن «المجموعة الرئيسية من المتظاهرين سارت بطريقة سلمية على طول الطريق المقرر له من إنبانكمنت إلى هايد بارك».

وفي المقابل لاحظت صحيفة «الإندبندنت» (وسط) أن لندن شهدت في الحقيقة «مظاهرتين» أول من أمس، «الأولى والأكثر أهمية شارك فيها نصف المليون شخص خرجوا متظاهرين ضد سياسات الإنفاق التي تطال خدمات عامة حيوية، والثانية كانت من قبل مئات قليلة من الناس حاولوا اختطاف المناسبة من خلال أعمال عنف متفرقة».

في غضون ذلك، قالت الشرطة إنها اعتقلت 214 شخصا على الأقل بسبب رشقهم عناصر الشرطة بقوارير، وارتكابهم جرائم تضر بالنظام العام والتعدي على ممتلكات الغير، والتسبب في اضطراب عنيف. وكان المئات من الأشخاص الملثمين قد استغلوا المظاهرات الضخمة التي نظمت احتجاجا على إجراءات التقشف الحكومية، وهاجموا فندق «ريتز» الفخم واحتلوا محلا تجاريا فخما للمواد الغذائية، وحطموا واجهات محلات تجارية ومصارف وأضرموا النار أمام تمثال ساحة ترافلغار الشهير. وحسب مصادر الشرطة فإن أعمال الشغب تلك خلفت 84 جريحا، بينهم 31 من ضباط الشرطة، احتاج 11 منهم إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج من إصابات طفيفة.

دافعت الشرطة عن تصديها للمشاغبين، إذ قال بوب برودهيرست المسؤول عن عملية الشرطة البريطانية، إن فرق الشرطة التابعة له كان عليها التعامل مع «مشاغبين مجانين» في ميدان الطرف الأغر وحوله في لندن. وأضاف: «كان هناك عدد ممن لا أريد أن أسميهم محتجين، قد انتهى بهم المطاف في ميدان الطرف الأغر، وكان كل شيء هادئا، إلى أن هاجم أحدهم ساعة العد العكسي للأولمبياد في الميدان فتقدمنا للقبض عليه وبدأوا يهاجموننا ويحاولون الإضرار بالساعة». وأوضح أن نحو 100 إلى 150 شخصا هرعوا يقلبون صناديق القمامة ويلقون الزجاجات والحجارة على الشرطة. وكان نحو 500 شخص قد انفصلوا عن مسيرات الاحتجاج وتوجهوا إلى شارع التسوق الشهير أكسفورد ستريت وهاجموا محلات وبنوكا.

أما الجماعة المناهضة للتخفيضات الحكومية، «أنكت» (Uncut)، فقد احتلت محلات «فورتنوم آند ماسون» في بيكاديلي، احتجاجا على ما يعتبرونه تهرب سلسلة المحلات من دفع الضرائب.

وقال زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند، الذي تحدث أمام المحتجين في المسيرة الرئيسية، تعليقا على أحداث الشغب إنه «ليس هناك أي مبرر» لمشاهد العنف. كما أدان الأمين العام لاتحاد النقابات برندان باربر أعمال الشغب وقال إن أفعال عدة مئات يجب ألا تصرف النظر عن الرسالة الرئيسية للاحتجاج الرسمي.