حلف الأطلسي يوافق على تولي القيادة الكاملة لعمليات ليبيا

TT

قال دبلوماسي ومسؤول في حلف شمال الأطلسي إن الحلف وافق، أمس، على تولي القيادة الكاملة للعمليات العسكرية في ليبيا.

وذكر مسؤول في الحلف، بعد اجتماع لدوله الثماني والعشرين: «قرر حلف شمال الأطلسي تنفيذ جميع جوانب قرار الأمم المتحدة 1973 لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالمدنيين المعرضة للهجوم من جانب نظام القذافي».

وقال دبلوماسي من إحدى دول الحلف إن القرار يعني أن الحلف أصبح يسيطر الآن سيطرة كاملة على كل جوانب العملية، وينهي بذلك مفاوضات شاقة استمرت قرابة أسبوع بشأن تسلسل القيادة. وأفاد مصدر دبلوماسي أطلسي، فضل عدم ذكر اسمه، في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «شهد مقر (الناتو) على مدى أسبوع اجتماعات انتهت إلى التوصل لاتفاق حول دور الحلف في تطبيق قرار الأمم المتحدة بشأن منطقة حظر الطيران الجوي، إلى جانب المراقبة للتأكد من فرض حظر على وصول أسلحة إلى ليبيا، قد تستخدم في قتل المواطنين». وظلت مسألة توجيه ضربات جوية إلى أهداف أرضية لحماية المدنيين من قوات القذافي، من مسؤولية القوات الدولية التي تشارك فيها الولايات المتحدة مع بريطانيا وفرنسا، إلى جانب دول أخرى. ولكن واشنطن أظهرت مؤخرا رغبتها في انتقال عملية القيادة إلى «الناتو»، وسيتخذ قرار سياسي في هذا الصدد في اجتماع دولي مرتقب بلندن غدا الثلاثاء. ويأتي ذلك بعد أن أعلن بيتر ماكاي، وزير الدفاع الكندي، أن الفريق الكندي شارل بوشار، سيقود عمليات «الناتو» في ليبيا. وكان الفريق بوشار يشغل منصب نائب رئيس القيادة الموحدة للدفاع الجوي والفضائي في أميركا الشمالية، والآن يشغل منصب نائب رئيس القيادة الموحدة لحلف «الناتو»، التي يوجد مقرها في مدينة نابولي الإيطالية.

وكان فرانكو فراتيني، وزير خارجية إيطاليا توقع تولي حلف شمال الأطلسي قيادة العمليات في ليبيا أمس (الأحد) أو اليوم (الاثنين).

من جهته، قال قائد مجموعة «الناتو»، جيوفري بوث إن السيطرة على منطقة حظر الطيران سوف تنقل بشكل متقن من التحالف بقيادة الولايات المتحدة إلى «الناتو» في غضون ساعات.

وقال بوث: «لا أعتقد أنه سوف يكون هناك أي توقف في فرض منطقة حظر الطيران، ولن تكون هناك أي فرصة لكي يستغلها أي شخص».

إلى ذلك، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي، إن التخطيط لعملية فرض حظر طيران فوق ليبيا يفترض أن تستمر المهمة ثلاثة أشهر، لكن هذا يمكن أن يمدد أو يقلص طبقا للمطلوب. وقال المسؤول: «معظم الافتراضات التخطيطية تقوم على أن تستمر العملية ثلاثة أشهر، لكن إذا رأى قائد الحلف ضرورة لتمديدها فما عليه إلا أن يقول: أتوقع أن تكون أطول أو أقصر». ومن المقرر إدارة العملية من قاعدة جوية لـ«الناتو» في مدينة أزمير التركية، وسوف تكون القيادة العامة في نابولي التي تشرف بالفعل على عمليات فرض الحظر البحري.

وأعلن الحلف أن قيادته للعمليات العسكرية في ليبيا، ستتم بطريقة مشتركة، وستبدأ فعلا من الناحية العملية في غضون ساعات، وأكدت الناطقة باسم الحلف أونا ليجنسكو، في تصريحات نهاية الأسبوع الماضي، أن القيادة ستكون بمثابة «ناتو مصغر»، مشددة على أهمية المشاركة العربية في العملية. وأضافت أن مهمة «الناتو» تنحصر في إدارة منطقة حظر الطيران فوق ليبيا، بينما تستمر قوات التحالف المؤلفة من بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا في إدارة العمليات على الأرض في ليبيا. وزادت قائلة: «مهمة الناتو تأتي في إطار حرصنا على تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة». وحول ما إذا كان الحلف سيمنع توريد الأسلحة إلى القوات الموالية للقذافي فقط، أشارت الناطقة إلى أن القرار الدولي يشدد على فرض مراقبة لمنع توريد الأسلحة إلى ليبيا بالكامل، على حد وصفها، واعتبرت في تصريحاتها أن موافقة البرلمان التركي على تعاون أنقرة مع الحلف يعتبر أمرا جيدا، و«هذا ما سيسمح بوضع الإمكانات كافة تحت تصرف الحلف لاتخاذ القرارات المناسبة». من جهته، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، آندريه راسموسن، إن بلدان الحلف اتفقت على تطبيق منطقة حظر الطيران فوق ليبيا لحماية المدنيين. وأضاف راسموسن: «سنتعاون عن قرب مع شركائنا في المنطقة ونرحب بمساهماتهم». لكن هذا الإعلان ليس نهائيا، لا سيما أن اجتماعا سيعقد في لندن غدا الثلاثاء لبحث القضية.

وحسب تصريحات في الحلف، اتفقت الدول الأعضاء على تعزيز منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، وإسناد مهمة العمليات العسكرية للحلف في الأيام القليلة المقبلة.