المعارضة الليبية تعلن استعداد قطر لتسويق إنتاج شرق ليبيا من النفط

وزير الدفاع البريطاني يعتقد بإمكانية تحكم الثوار في صادراته قريبا

TT

أعلن مسؤول كبير في المعارضة الليبية أمس أن قطر وافقت على تسويق النفط الخام الذي تنتجه حقول شرق ليبيا، التي لم تعد تحت سيطرة قوات العقيد معمر القذافي، حسبما أفادت «رويترز».

وقال علي الترهوني، المسؤول عن الشؤون الاقتصادية والمالية وشؤون النفط في بنغازي، التي يسيطر عليها المعارضون، إن «شركة قطر للبترول» وافقت على أخذ كل إنتاج حقول شرق ليبيا من النفط، وأبدت رغبتها في تصديره وتسويقه لحساب المعارضة. وأضاف أن الشحنة التالية من النفط الخام ستكون جاهزة خلال أقل من أسبوع.

وقال الترهوني أيضا للصحافيين أن إنتاج حقول شرق ليبيا التي يسيطر عليها المعارضون يبلغ بين 100 ألف و130 ألف برميل يوميا، مضيفا أنه قد يرتفع إلى 300 ألف برميل يوميا.

ولم يتسنَّ الحصول على تأكيد فوري من قطر لتصريحات الترهوني الذي عينه المجلس الوطني المعارض ومقره بنغازي الأسبوع الماضي لتسيير الشؤون المالية والنفطية.

وأصبحت قطر الغنية بموارد الطاقة أول دولة عربية تشارك في فرض منطقة حظر جوي تدعمها الأمم المتحدة يوم الجمعة، وحثت القذافي على التنحي عن السلطة لحقن الدماء.

وقال الترهوني إن قيادة المعارضة فتحت حسابا معلقا يراقبه مدققون سيجري استخدامه لتلقي إيرادات مبيعات النفط. وأضاف أيضا أن المعارضة المسلحة تعتزم سحب قروض بضمان صندوق الثروة السيادية الليبي، لكنه لم يوضح آلية تنفيذ ذلك. وتابع أنه لا يتوقع أن تواجه المعارضة مشكلات كبيرة في السيولة.

وفي غضون ذلك أعرب وزير الدفاع البريطاني ويليام فوكس عن اعتقاده بإمكانية تحكم القوات المناوئة للعقيد القذافي في صادرات النفط الليبية قريبا، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

وفي مقابلة مع شبكة «بي بي سي» البريطانية قال فوكس أمس إن هذه القوات يمكنها بذلك أن تحدث تغييرا حاسما في «الديناميكية السياسية» للصراع. ورأى فوكس أن التقدم الذي أحرزته قوات المعارضين منذ أول من أمس السبت يمكن أن يمهد الطريق أمامهم لفتح موانئ هامة بالنسبة لتجارة النفط. وأضاف فوكس أنه إذا واصل المتمردون طريقهم بمحاذاة الساحل الليبي فإن ذلك يعني أنهم سيتحكمون في صادرات النفط الليبية، الأمر الذي يمكن معه إعادة توزيع توازن القوى في ليبيا من جديد.

أعلن وزير الدفاع البريطاني أيضا أن التحالف الدولي الذي يتدخل في ليبيا لا يسلح المتمردين الذين يقاتلون نظام القذافي، وليس واردا القيام بذلك تنفيذا للحظر على الأسلحة. وقال فوكس لتلفزيون «بي بي سي»: «لا نسلح المتمردين ولا ننوي القيام بذلك». وجاء كلامه على هامش اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل حيث يستعد الحلف لتولي قيادة العمليات العسكرية في ليبيا، ويأمل بأن تقتصر الضربات على حماية المدنيين والمناطق المأهولة. وأضاف فوكس: «هناك حظر للأمم المتحدة على الأسلحة نحو هذا البلد في شمال أفريقيا، وعلينا القبول به».

وكان الوزير يرد على مقال نشرته صحيفة «صنداي تايمز» ذكر أن لندن وحلفاءها يعدون خططا لتسليح الثوار الليبيين بهدف الإسراع للإطاحة بالقذافي. ونقلت الصحيفة البريطانية هذه المعلومات عن مصادر قريبة من وزارة الدفاع.

وشدد فوكس على أن التقدم الأخير للمتمردين على طول الساحل يمكنهم من السيطرة على كل مواقع تصدير النفط في البلاد. وقال: «مع تقدمهم على الساحل بات المتمردون يسيطرون أكثر على المواقع النفطية في ليبيا، وإذا واصلوا التقدم من البريقة إلى راس لانوف، فهذا يعني أنهم سيتمكنون قريبا من السيطرة على الصادرات النفطية الليبية». وأضاف: «هذا سيؤدي إلى دينامية مختلفة جدا وتوازن مختلف جدا داخل ليبيا. يبقى أن نعلم مدى تأثير ذلك على الرأي العام ونظام القذافي».