آلاف المصريين في مصراتة المحاصرة يناشدون سلطات بلادهم بالتدخل لإنقاذهم

استمرار المعونات الإنسانية إلى شرق ليبيا.. وأنباء عن وصول أسلحة للثوار

لاجئون يحملون أمتعتهم على معبر راس جدير بين ليبيا وتونس هربا من المعارك في المدن الليبية أمس (رويترز)
TT

قالت مصادر ليبية ومصرية في مدينة مصراتة المحاصرة من قبل قوات العقيد معمر القذافي إن نحو ستة آلاف مصري من الرجال والنساء والأطفال يقيمون في العراء بعد أن تقطعت بهم السبل بالمدينة التي تقع في المناطق الغربية من البلاد، وتشهد كرا وفرا بين قوات القذافي وقوات الثوار، وبينما تواصلت قوافل المعونات والمساعدات الإنسانية للمشرق الليبي، ترددت أنباء عن وصول أسلحة متطورة للثوار.

وعرض تسجيل تم بثه على موقع «يوتيوب» معاناة المصريين في مصراتة، وقال متحدث مصري في المدينة التي تقع على بعد نحو 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، إن عدد الرعايا المصريين هناك يبلغ نحو ستة آلاف يقيمون في الوقت الحالي في مخيمات في العراء قرب الميناء بمصراتة في جو بارد وظروف صحية سيئة للغاية منذ نحو شهر في ظل نقص شديد للمياه والغذاء وغياب كامل للعناية الطبية.

وناشد المصريون في مصراتة السلطات المصرية إنقاذهم والعمل على إخراجهم من المدينة المنكوبة في أسرع وقت ممكن، قائلين إن آلاف المصريين يوجدون أيضا في مناطق متفرقة حول مصراتة. وظهر في شريط على «يوتيوب» مناشدة المصريين في مصراتة الجيش المصري بالتدخل لحمايتهم وإخراجهم من المدينة التي تفيد التقارير بمحاولات لقوات القذافي لاحتلال وسطها، وانتشار القناصة في أماكن متفرقة من شوارعها، وسط حصار لها من الجوانب كافة، مع قطع للمياه والكهرباء.

وشهد أمس ضربات جديدة لكتائب القذافي على مصراتة بشكل عنيف ومتواصل، موقعة عشرات القتلى والمصابين أغلبهم من المدنيين. وقالت مصادر ليبية من جانب الثوار إن قوات القذافي تخشى من سقوط مصراتة ذات الأهمية الاستراتيجية.

ومن المناطق الشرقية في ليبيا، تحدثت مصادر الثوار لـ«الشرق الأوسط» بأن شحنات من الأسلحة المتقدمة بدأت في الوصول لأيدي الثوار في الشرق الليبي رافضة الكشف عن مصادر تلك الأسلحة حتى يكتمل وصولها، عازية التقدم الميداني الذي تحققه قوات الثوار إلى وصول تلك الأسلحة الحديثة إليها. وعلى الصعيد الإنساني، تواصل تدفق المساعدات الغذائية والطبية عبر الحدود البرية مع مصر، عن طريق العديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية التي يديرها ليبيون ومصريون ومتعاطفون مع قضية الشعب الليبي؛ منها جمعية «رسالة»، و«لجنة تضامن شعب مطروح»، و«مصريون من أجل ليبيا حرة».

وأشاد حميد مكي، الناشط السياسي الليبي، بالمجهود الذي تبذله هذه الجمعيات بما فيها جمعية «ليبيا الحرة الخيرية»، مشيرا إلى توافد قوافل إغاثة إنسانية من مصر بالإضافة إلى السعودية والأردن.

وقال مكي إن بعض الجمعيات بدأت في توفير أطباء أجانب من الولايات المتحدة وبريطانيا للمساعدة في إجراء العمليات الجراحية الدقيقة للجرحى الليبيين من الثوار والمدنيين، وإن بداية عملهم كانت في مستشفى «الحرية» في طبرق، قبل أن يتوجهوا إلى مستشفى «الجلاء» في بنغازي.

على صعيد متصل، قال مكي أيضا إن العديد من الليبيين الذين نزحوا بأسرهم إلى مصر الأسبوع الماضي بسبب قصف قوات القذافي لبنغازي واجدابيا، بدأوا في العودة مرة أخرى إلى الأراضي الليبية بعد أن أوصلوا عائلاتهم إلى «بر الأمان في مدن مصرية مختلفة»، مشيرا إلى ارتفاع الروح المعنوية لليبيين مع تواصل تحقيق الانتصارات على كتائب القذافي، خاصة في اجدابيا ومن بعدها رأس لانوف.

في حين أشار أحمد الزاوي، الذي سبق أن فر بأسرته من اجدابيا إلى مصر، قبل أيام، إلى أن المدينة شهدت انتهاكات تقشعر لها الأبدان، بالإضافة إلى الدمار والتخريب، خاصة في حي دمشق، الذي تم تدميره تماما.

وفي مدينة السلوم على الحدود المصرية - الليبية، تراجعت إلى حد كبير أعداد الأسر الليبية الفارة إلى مصر بعدما بسط الثوار سيطرتهم بشكل كامل على المنطقة الشرقية بفضل تواصل الضربات الجوية من قوات التحالف الدولي على كتائب القذافي، بينما ازدادت أعداد الليبيين، خاصة من الشباب، الداخلين إلى الأراضي الليبية للانضمام إلى الثوار الليبيين.