دعا معارضون ليبيون أمس إلى مصادرة أموال ما قالوا إنه اتحاد تم تأسيسه في مصر على أيدي أنصار للقذافي منذ أكثر من عقد من الزمان، تحت اسم «اتحاد القذافي».
وغيرت ثورة 17 فبراير الليبية الطريقة التي كان يتعامل بها الليبيون مع مصر. وبعد عقود من العمل في إطار ضيق اتسم بالنزعة القبلية لخدمة رجال القذافي، بدأت في القاهرة فعاليات تدعو إلى التعاون المشترك بين شعبي البلدين بعيدا عن التحيزات القبلية الضيقة، التي يقول مصدر قريب من الحكومة المصرية إنها كانت «مصدر قلق».
وقال إبراهيم عميش، مسؤول الدائرة السياسية بالتحالف الوطني الليبي (المعارض)، إن أحمد قذاف الدم، ابن عم القذافي، الذي شغل لفترة طويلة موقع منسق العلاقات المصرية - الليبية، كان أحد أبرز القائمين على إنشاء بؤر موالية للقذافي في مصر. وأضاف أن موقف قذاف الدم من النظام الليبي غير واضح، رغم إعلانه تخليه عن منصبه وعدم عودته لليبيا.
وأضاف عميش: «لا نعرف ما الدور الذي يقوم به قذاف الدم في الوقت الحالي، لكن حجم ما تم إنفاقه في الفترة الماضية ومحاولات زرع الفتنة بين القبائل بمصر وليبيا هو أمر يخيف المعارضة الآن.. نخشى أن يتم استغلال هذا ضد المعارضة، ونطلب من السلطات المصرية أن تجمد الأموال الليبية بمصر فورا».
وتلا عميش على جمع من الليبيين المعارضين ما قال إنه تقرير أمني، لم يتسن لـ«الشرق الأوسط»، التأكد من مصدره، يرصد أنشطة لأنصار القذافي بمصر، طيلة العقدين الماضيين، مشيرا إلى ازدياد هذا النشاط في السنوات الخمس الأخيرة، من خلال إنشاء «اتحاد القذافي»، الذي قال إنه يتمتع بأموال كبيرة ويمنح أعضاءه أموالا وتسهيلات لتأسيس شركات وشراء مساكن، وضم في عضويته شخصيات قبلية من مدن الفيوم ومرسى مطروح والسلوم.
وتحدث المعارض الليبي حميد حسونة عما قال إنها ممارسات لنظام القذافي كان يريد من خلالها استغلال الروابط القبلية بين الشعبين المصري والليبي، لتحقيق مآرب خاصة، وأن الجانب المصري كان يشعر بالقلق من ممارسة هذا النشاط الذي بدأ منذ أواخر عقد التسعينات من القرن الماضي.
واستقر المقام بقذاف الدم في مصر، منذ مطلع الشهر الحالي، بعد أن وفد إليها في مهمة لم يكشف عنها. وقالت المعارضة إنه كان يريد، في بداية الثورة الليبية التي انطلقت من الشرق المجاور للحدود المصرية ضد القذافي، أن يحشد أنصارا لنظام العقيد الليبي من أبناء القبائل الموجودة في مصر المنضوية تحت اتحاد تأسس قبل نحو عشر سنوات تحت اسم «اتحاد القذافي»، لكن الصعوبات التي قابلها في حشد مناصرين للقذافي من مصر، جعلت مهمته تبوء بالفشل.
وذهب محمد فايز جبريل، عضو المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة الليبية، إلى أبعد من ذلك، حين ذكر في لقاء المعارضة الليبية بنقابة الصحافيين، أن قذاف الدم حاول تجنيد العديد من القبائل الموجودة بمصر لقتال الثوار الليبيين.
وأمام اللغط الذي استمر طيلة الأسبوعين الماضيين حول مهامه في مصر، شدد قذاف الدم على ما سبق أن أصدره في بيان قال فيه إن قبائل أولاد علي والقبائل العربية القريبة من حدود البلدين «هم امتداد طبيعي لقبائل الجبل الأخضر الأشم والبطنان، وهم جسر متين للعلاقة الليبية - المصرية، ولن يكونوا غير ذلك».
ويعتبر المعارضون الليبيون عملية إطلاق مبادرة «مصريون من أجل ليبيا الحرة» قبل يومين بمثابة الرد العملي على المستوى الشعبي ضد «اتحاد القذافي» الذين يقولون إنه لم يعد من الممكن وجود مثل هذه الكيانات القبلية التي كانت مكرسة لخدمة شخص الحاكم في ليبيا لا الشعب الليبي.
وتضم المبادرة شخصيات مصرية، وفق ما أعلن في نقابة الصحافيين، مثل الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، وعدد من النشطاء والمفكرين المصريين والليبيين.
وفي مصر، أوضح مصدر مقرب من الحكومة أن أي إجراءات ضد أملاك النظام الليبي، الذي ما زال يتزعمه القذافي، سيتطلب وجود واقع مغاير في ليبيا، مثل حكومة ليبية جديدة معترف بها تطالب بتجميد ما يمكن أن ترى أنه أرصدة ليبية في مصر.