«تناطح» العلمين الكردي والتركماني يتطور إلى صدامات بين طلبة في كركوك

أسفرت عن إصابة 16 طالبا.. وقيادات محلية تنفي لـ«الشرق الأوسط» وجود دوافع سياسية

TT

وقعت أمس صادمات بين طلبة تركمانيين وأكراد بالمعهد الفني في مدينة كركوك، المتنازع عليها بين العرب والأكراد والتركمان، على خلفية تناطح العلمين الكردي والتركماني أثناء الاحتفال بيوم الشهيد التركماني، أسفرت عن وقوع 16 جريحا بين الطرفين.

وفي اتصال لـ«الشرق الأوسط» مع العميد سرحد قادر قائد شرطة الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة كركوك، أكد «أن الطلبة التركمان كانوا يستعيدون ذكرى المجزرة التي تعرض لها التركمان على يد النظام السابق بمدينة آلتون كوبري عام 1991، عندما أعدم 95 تركمانيا لأسباب سياسية، وهو ما عرف بيوم الشهيد التركماني، وارتدوا الزي الأسود حدادا على شهدائهم، ولكن عددا من المتطرفين منهم رفع العلم القومي للتركمان وقاموا باستفزاز الطلبة الكرد بالمعهد الذين ذهبوا بدورهم للإتيان بالعلم القومي الكردي، فحدثت مشادات كلامية تطورت إلى مشاجرات بالأيدي بينهم استمرت لأكثر من ساعتين، حيث رشق بعضهم البعض بالحجارة، مما أسفر عن إصابة 16 من الطلبة، بينهم 10 من الطلبة التركمان». مضيفا أنه «لاحتواء الموقف أعلن عميد المعهد وقف الدراسة بالمعهد لمدة أسبوع لحين تهدئة الأوضاع والحيلولة دون تفجر الصراع مجددا بين الطلبة».

وقال شيرزاد خالد عمر، وهو طالب كردي في قسم الإدارة القانونية إن «بعض الطلاب الأكراد حاولوا منع التركمان من الاحتفال فحصلت الصدامات». بدوره، قال نسيم قادر عبد الله، وهو تركماني، إن «جذور المشكلة تعود إلى أعياد نوروز عندما شهد المعهد مشاحنات مماثلة أدت إلى وقف الدراسة»، وأضاف أن «الطلاب الأكراد في حينها كانوا يريدون الاحتفال رافعين علم إقليم كردستان»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وفور اندلاع المشاحنات، سارعت قيادات محلية إلى مكان الحادث لبذل الجهود لوقف التدهور، وأعلن حسن تورهان العضو التركماني في مجلس إدارة المحافظة والمرشح لتسلم رئاستها بعد شغورها في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الشجار حدث بين بعض الطلبة الشباب أثناء احتفالهم بيوم الشهيد التركماني، وليست وراءه أي أهداف سياسية، بل إن شبابا دماءهم حارة استفز بعضهم البعض، ثم تشاجروا بالأيدي مع زملائهم الأكراد، ووصلنا، نحن أعضاء في مجلس الإدارة، إلى مكان الحادث، والحمد لله نجحنا في تطويق الحادث، وتم حل الإشكال الذي حصل بالود والتفاهم حرصا على العلاقة الأخوية بين مكونات المحافظة». ولم يستبعد القيادي التركماني «أن تكون هناك أياد خفية أسهمت في تأجيج الصراع ومحاولة تحويله إلى فتنة أو صدام عرقي وتجنيد هذا الحادث البسيط لصالحها، ولكننا سيطرنا على الموقف وتم حل الإشكال».

من جهته، أشار العضو الكردي في مجلس المحافظة أحمد العسكري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الحادث نجم عن سوء تفاهم بسيط تطور إلى مشادة كلامية، ثم إلى مشاجرة، وهذا أمر عادي يحدث في كل مكان وزمان بين الشباب، سواء كانوا في محلة أو حتى في مباراة لكرة القدم، ولم تكن وراء الحادث أي أسباب سياسية أو عرقية أو حزبية، والأمر لا يعدو سوى تشابك بالأيدي بين بعض الشباب، وحاولنا فور إبلاغنا بالحادث الإسراع لتطويق الموقف، خصوصا أن المحافظة تعاني من وضع أمني غير مستقر، ولا نريد للصراعات الجانبية أن تتطور وتؤثر على مصير ومستقبل المحافظة أو تستهدف العلاقات التاريخية والروابط المشتركة بيننا وبين مكونات المحافظة الأخرى».

ونفى العسكري وقوع أي قتلى في الحادث. مؤكدا «أن الصدام لم يسفر سوى عن بعض الإصابات وهي في مجملها إصابات خفيفة والحمد لله، وهم تلقوا العلاج والإسعافات بمستشفى المدينة، وليس هناك ما يقلق، حيث نجحت قيادات المحافظة، سواء من المجلس أو نائب المحافظ، في تطويق الحادث وإجراء المصالحة بين المتخاصمين، ولكن عميد المعهد رأى أن يعلق الدوام لحين استتباب الوضع». مضيفا «أن التحقيقات القانونية ستجرى لتحديد الأشخاص المسؤولين عن ذلك الصدام وسيقدمون إلى المحاكمة لنيل جزائهم».