اليابان: الحكومة تنتقد بشدة شركة الطاقة بسبب خطأ عن مستويات الإشعاع

كوريا الجنوبية ترفض التخلي عن محطاتها النووية

TT

انتقدت الحكومة اليابانية، أمس، المعلومات الخاطئة عن مستويات الإشعاع التي أعلنتها الشركة المشغلة للمحطة النووية التي ضربها الزلزال الأخير، واعتبرت أن ذلك أمر «لا يمكن الصفح عنه على الإطلاق»، في الوقت الذي واجهت فيه جهود منع انصهار قضبان الوقود الكارثي عقبات جديدة.

ويسعى المهندسون جاهدين للسيطرة على مجمع فوكوشيما المؤلف من 6 مفاعلات منذ أن لحقت به أضرار بسبب زلزال وأمواج مد ضربت البلاد في 11 مارس (آذار) أسفرت أيضا عن سقوط 27 ألف شخص بين قتيل ومفقود في أنحاء شمال شرقي اليابان. وأجبرت الحرائق والانفجارات وتسرب الإشعاع المهندسين مرارا على تعليق العمل، وكانت أحدث واقعة، أول من أمس، عندما ارتفعت مستويات الإشعاع إلى 100 ألف مرة عن المستوى العادي. كانت شركة «طوكيو إلكتريك باور» (تيبكو) المشغلة للمحطة قد قالت إن المستويات بلغت 10 ملايين مثل المستويات العادية.

وقال يوكيو إيدانو، كبير أمناء مجلس الوزراء: «من ناحية أعتقد أن العاملين في الموقع أصبحوا يعانون الإرهاق الشديد، لكن اختبارات الإشعاع تلك يجري استخدامها في اتخاذ قرارات متنوعة متعلقة بالسلامة، وبالتالي فإن تلك الأخطاء لا يمكن الصفح عنها على الإطلاق». وأضاف إيدانو أن انصهارا جزئيا لقضبان الوقود داخل المفاعل مسؤول عن ارتفاع مستويات الإشعاع في المفاعل رقم 2. ومضى إيدانو يقول: «يقتصر وجود الإشعاعات المحملة في الجو بشكل أساسي داخل مبنى المفاعل. لا بد أن نتأكد من عدم تسرب هذه المياه إلى التربة أو إلى البحر».

وأدى ارتفاع مستويات الإشعاع إلى تعليق العمل خلال مطلع الأسبوع في المفاعل، وحذر خبراء من أن اليابان تواجه معركة طويلة لاحتواء أخطر أزمة نووية في العالم منذ 25 عاما. وأقرت شركة «تيبكو» بأنها تواجه عملية متشعبة ذات نتائج غير مضمونة لاحتواء ارتفاع حرارة قضبان الوقود والحيلولة دون انصهارها.

وقال ساكاي موتو، نائب رئيس شركة «تيبكو»: «للأسف ليس لدينا جدول ملموس في اللحظة الراهنة يمكننا من أن نحدد عدد الشهور أو السنين» التي ستنتهي خلالها الأزمة. واعتذر أيضا عن الخطأ في تقدير مستويات الإشعاع.

وهناك أنباء إيجابية بشأن مستويات الإشعاع في البحر قبالة المحطة، التي ارتفعت بشكل كبير، أول من أمس، إلى 1850 مرة أكثر من المستويات العادية. وعلى الرغم من أن الخبراء قالوا إن الإشعاع في مياه المحيط الهادئ سيتلاشى سريعا فإن مستوياته في الموقع خطيرة بشكل واضح، ونال المهندسون هناك، وعددهم نحو 450، استحسانا وتعاطفا في أنحاء العالم على شجاعتهم وإحساسهم بالمسؤولية. وفي الأسبوع الماضي أصيب عاملان في فوكوشيما بحروق في الساق من الإشعاع بعد وصول المياه إلى أحذيتهم كما تعين على مهندسين أمس الخروج من المفاعل رقم 2 بعد الإعلان عن مستويات الإشعاع الجديدة. وخارج منطقة الخطر المحيطة بمحطة فوكوشيما عثر على آثار للإشعاع في مياه الصنابير في طوكيو على بعد 240 كيلومترا إلى الجنوب.

ويقول مسؤولون يابانيون وخبراء نوويون دوليون: إن المستويات البعيدة عن المحطة ليست خطيرة على الإنسان الذي يواجه جرعات أعلى من الإشعاع بشكل يومي من مواد طبيعية أو الأشعة السينية أو الرحلات الجوية.

ولم يظهر كثيرا رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان خلال هذه الأزمة، لكنه ربما يواجه أسئلة محرجة بعد أن قالت وكالة «كيودو» للأنباء إن زيارته للمنطقة بعد يوم من وقوع الكارثة أخرت رد فعل «تيبكو» إزاء الوضع في ذلك الوقت. ونفى إيدانو أمس أن يكون ذلك ما حدث.

وزادت الأزمة النووية من مأساة اليابان بعد الزلزال الذي بلغت قوته 9 درجات وأمواج المد العاتية التي دمرت ساحلها الشمالي الشرقي وحولت بلدات بأكملها إلى أنقاض. وعانى السكان في تلك المناطق بشكل متكرر توابع أعنف زلزال يضرب اليابان على الإطلاق منها هزة بلغت قوتها 5.6 درجة، أمس، أدت إلى التحذير من احتمال وقوع أمواج مد.