كوسوفو وصربيا تتفاوضان مجددا.. وسجلات النفوس أكبر عقبة

الطرفان يستأنفان جولة ثانية من المباحثات في بروكسل تتطرق إلى مسائل فنية

TT

استؤنفت أمس في بروكسل الجولة الثانية من الحوار بين بريشتينا وبلغراد، حول المسائل الفنية، لإرساء جو من الثقة يسهم في تخفيف حدة التوتر بين الجانبين، وفي منطقة غرب البلقان، وذلك تحت إشراف الاتحاد الأوروبي، ومشاركة الولايات المتحدة الأميركية.

وقال رئيس وفد المفاوضات الصربي، بوركو ستيفانوفيتش، أمس، إن «الحوار تطرق إلى قضيتي الطاقة، وإمدادات الكهرباء، واستفادة الشركات الصربية، والسكان الصرب في كوسوفو من هذه الخدمات، وتقنين عمل شركة الاتصالات الصربية في كوسوفو». وكان ستيفانوفيتش قد ذكر أول من أمس أن «الحوار سيتطرق إلى ثلاث قضايا، هي سجلات المواطنين (سجلات النفوس)، والكهرباء، والجمارك». ويعتقد أن سجلات النفوس تشكل مشكلة في الحوار بين الطرفين، لأن كلا منهما يعتبرها رمزا للسيادة. وترفض بلغراد تسليم النسخ الأصلية لسجلات النفوس، كما أكدت على ذلك مرارا، بينما تؤكد بريشتينا أنها لن تعترف سوى بالنسخ الأصلية.

وقالت رئيسة وفد المفاوضات الكوسوفي إيتيتا طاهيري إن الحوار الحالي «يقتصر على قضيتي الاتصالات والكهرباء، لكننا سنواصل الحوار، ما دامت هناك إمكانية لإيجاد حلول للقضايا العالقة بين الطرفين». واعتبرت أن إمكانية اعتراف صربيا، بسجلات المواطنين، في كوسوفو «اعتراف باستقلاله». وقالت إن حكومتها لن تعترف سوى بالوثائق الأصلية التي تؤكد مواطنة أي ممن يزعم ذلك في كوسوفو، وتابعت: «نحن طلبنا الوثائق الأصلية، وما لدينا حتى الآن هو نسخ فقط، بينما سجلات المواطنين الأصلية تم أخذها إلى بلغراد أثناء الحرب». وحول قضيتي الاتصالات والكهرباء قالت طاهيري: «نحن نحاول تطبيع العلاقات بين البلدين، إذ إن التدخل الصربي في عمل الاتصالات ونظام الطاقة في كوسوفو، لا يسبب خسائر في جودة الخدمات فحسب، وإنما يسبب خسائر مادية كما يضر العلاقات في المنطقة».

وكان رئيس الوفد الصربي ستيفانوفيتش قال إن «قضية الكهرباء سيستفيد منها صرب كوسوفو، ومسألة الطاقة من القضايا التي يرجو فريقنا حلها مع كوسوفو في أقرب الآجال». واعتبر ذلك من «الحلول للمشاكل التي عانى منها الصرب طويلا في كوسوفو». ونفى أن يكون اتفاق الكهرباء يشمل توسيع الشبكة لتشمل الألبان في كوسوفو. وقال: «لا يجب النظر لهذا الحل بأنه يمكن لهاشم تاتشي (رئيس وزراء كوسوفو) أن يستفيد منه لإنارة منزله في بريشتينا، كما رأيت في بعض التعليقات، هذا غباء». وجدد تأكيده أن قضية الكهرباء لن تكون الورقة الوحيدة على طاولة المفاوضات في بروكسل، إذ «هناك أيضا سجلات المواطنين (سجلات النفوس) التي تثبت أماكن ولادتهم وإقامتهم، ومسألة الجمارك التي تشهد بطئا في حلها، بسبب النزاع الدائر بخصوصها، ولا نعتقد أن الحل في الأفق». كما أشار إلى أن فريق المفاوضات الكوسوفي، «لم يقبل حتى الآن أي مقترحات ما لم تعامل كوسوفو كدولة من قبل صربيا، وهذا مرفوض من قبلنا، ويدل على أن الحوار ليس فنيا بحتا، ولكن له جذور تتعلق بمصير كوسوفو».

وردا على ما أوردته بعض وسائل الإعلام في كوسوفو، حول إمكانية التوصل إلى اتفاق نهائي حول إحدى القضايا المطروحة خلال يونيو (حزيران) القادم. قال ستيفانوفيتش: «ليست هناك إمكانية لتوقيع أي اتفاق مع كوسوفو كدولة، بقطع النظر عن كون كوسوفو دولة مستقلة، وهذا ما لا نرغب فيه». وأردف: «جميع ما سيتم التوقيع عليه هو بين حكومتين».

إلى ذلك، قال مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي، ستيفان فيلي، إنه راض عن الحوار الجاري بين بريشتينا وبلغراد. وتابع بعد لقائه أمس وزير الاندماج الأوروبي في حكومة هاشم تاتشي، فلورتشيتكو: «المفوضية الأوروبية، حاضرة بقوة في هذا الحوار، وهي تعمل من أجل تقريب وجهات النظر بين كوسوفو وصربيا في القضايا التي يناقشانها» وإن «الاتحاد الأوروبي، يعمل على استكمال خطوات كوسوفو نحو الاتحاد الأوروبي والتي بدأت منذ سنة 1999».

يشار إلى أن الحوار بين بريشتينا وبلغراد قد بدأ يوم 8 مارس (آذار) الحالي واستغرق يومين، بينما اختصرت محادثات أمس يوما واحدا.