اليمن: مقتل 170 شخصا وجرح المئات في انفجار بمصنع للذخيرة في جنوب البلاد

السلطات وجهت أصابع الاتهام لـ «القاعدة» بالتورط في الحادث

TT

لقي 170 مواطنا يمنيا، أمس، مصرعهم في انفجارات ضخمة في مصنع للذخائر في محافظة أبين في جنوب البلاد، بعد يوم واحد من استيلاء مسلحين إسلاميين على المصنع، وقد شرعت السلطات في التحقيق في الحادث.

وقال شهود عيان في مدينة جعار، التي يقع المصنع بينها وبين مدينة الحصن، إن النيران وشظايا التفجيرات طارت لعدة مئات من الأمتار. وقالت مصادر محلية إن المصنع يحتوي، إلى جانب المواد المتفجرة التي تصنع منها الذخائر، على كميات كبيرة من الديناميت المخزن والمخصص لشق طرق جبلية في المنطقة، وتوقعت المصادر ارتفاع عدد القتلى في ظل وجود أعداد كبيرة من الجرحى.

هذا وتضاربت المعلومات بشأن أسباب وجود تلك الأعداد الكبيرة من المواطنين في مصنع 7 أكتوبر للذخائر، واتهمت السلطات اليمنية تنظيم القاعدة بالتورط بالزج بالمواطنين الأبرياء إلى المصنع «بغرض نهب محتوياته والعبث بها»، وقال مصدر مسؤول في أبين إن قيام المواطنين بذلك أدى إلى «اشتعال مادة البارود والمفرقعات الموجودة بالمصنع، ونتج عن ذلك انفجارات كبيرة واندلاع حريق فيه وسقوط ذلك العدد من القتلى والجرحى وتدمير المصنع تدميرا كاملا».

وحملت السلطات اليمنية «عناصر (القاعدة) وكل من تعاون معهم، مسؤولية ذلك الحادث الأليم الذي سقط فيه مواطنون أبرياء من أبناء المنطقة الذين وقعوا في فخ تلك العناصر الإرهابية»، وقال المصدر المسؤول إن تلك العناصر «لم تسمح بدخول سيارات الإطفاء لإخماد الحريق في المصنع ولا سيارات الإسعاف لنقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات»، وأن محافظ المحافظة، اللواء صالح حسين الزوعري، وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في «الكارثة الإنسانية».

ووصف مواطنون في جعار المشهد، بعد الانفجار، بأنه كان مروعا وبشعا، وقالوا إن معظم الجثث تفحمت جراء الانفجار، وأن بين القتلى والجرحى نساء وأطفال، ويأتي هذا في وقت لا يعرف فيه إن كان بين القتلى والجرحى مسلحون ممن استولوا على المصنع أول من أمس، أم لا.

وتعد مدينة جعار من أهم وأبرز معاقل الجماعات الجهادية في اليمن وتوصف بأنها «إمارة إسلامية»، وتتهم السلطات اليمنية المسلحين الذين ينتشرون في المدينة بالتورط في اغتيال وقتل عشرات من ضباط جهاز الأمن السياسي (المخابرات) ورجال الأمن منذ منتصف العام المنصرم.

وكان مسلحون تقول السلطات اليمنية إنهم من «عناصر تنظيم القاعدة»، استولوا، أول من أمس، على مصنع 7 أكتوبر للذخائر، وعلى «استراحة» خاصة بالرئاسة اليمنية والتي تعد مقرا رئاسيا، إضافة إلى مبنى الإذاعة المحلية، بعد اشتباكات مع قوات الجيش، وقال شهود العيان إن الطيران الحربي اليمني قصف مناطق في وسط وأطراف المدينة، دون أن يعلن عن سقوط قتلى وجرحى.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة أبين باتت بالكامل، في يد المحتجين منذ عدة أيام، وقد جرى تشكيل هيئة شعبية لإدارتها برئاسة محمد علي الشدادي، نائب رئيس مجلس النواب الذي استقال من عضوية الحزب الحاكم.