مظاهرات في اللاذقية وإطلاق نار على المحتجين.. بعد خطاب الأسد

شهود لـ«الشرق الأوسط»: مئات السوريين نزلوا يطالبون بالحرية.. والشرطة فرقتهم بالرصاص

عمال سوريون في لبنان يسجدون لتقبيل صورة للرئيس السوري بشار الأسد أمام السفارة السورية في دمشق أمس (أ.ف.ب)
TT

بينما كان أعضاء مجلس الشعب السوري يصفقون للرئيس بشار الأسد بعد إلقائه كلمته، كان الغضب الشعبي من كلمته التي جاءت مخيبة للآمال قد بدأ يترجم على الأرض بمظاهرات شعبية، خصوصا في منطقة اللاذقية حيث أفاد شهود عيان أن أعيرة نارية تطلق على محتجين نزلوا إلى الشوارع.

وقال شهود لـ«الشرق الأوسط» إن مجموعة من السكان في اللاذقية نزلوا إلى الشوارع بعد الخطاب يرددون «حرية» و«سلمية». ونظم اعتصام في حي الصليبة بينما مشى متظاهرون أمام قصر المحافظ. وأضاف الشهود أن قوات الأمن والشرطة بدأت بإطلاق نار كثيف لتفريق المتظاهرين.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إنه سُمعت طلقات نارية في أحد أحياء جنوب اللاذقية، على ما أفاد الصحافي عصام خوري مدير مركز التطوير البيئي والاجتماعي في اتصال هاتفي أجرته معه. وقال خوري: «سمع دوي طلقات نارية في حي الصليبة (جنوب اللاذقية) لكنه لم يكن من الممكن معرفة تفاصيل» إضافية. وأفاد أحد الشهود للوكالة نفسها أن قوات الأمن فتحت النار لتفريق متظاهرين كانوا يعربون عن استيائهم بعد خطاب الأسد، مشيرا إلى إطلاق نار غزير في حي الصليبة.

وأشار التلفزيون الرسمي من جهته إلى إطلاق نار من قبل «مسلحين»، دون إضافة أي تفاصيل. وكان 300 محتج نفذوا في وقت سابق اعتصاما رافعين لافتة تطالب بـ«السلام والحرية». وقال شهود إن الجيش كان على مقربة من المكان ولم يتدخل. وأفاد بعض السكان أن سيارة مرت على مقربة من التجمع وفتحت النار عليه، لكنه لم يكن من الممكن تأكيد هذا الخبر.

وكتبت مراسلة صحيفة الـ«غارديان» البريطانية من دمشق، تحت اسم مستعار، أن رد فعل السوريين الذين كانوا يستمعون إلى خطاب الأسد في بيوتهم وفي مقاهي دمشق كان سلبيا بشكل كبير. وقال مهندس شاب للصحيفة: «هذه نهاية سورية. لم يكن هناك اعتذار ولا وعد بالإصلاح، وهذا يجعلنا أكثر غضبا. كان يمكنه على الأقل الاعتذار عن القتلى». وقال رجل آخر للصحيفة: «الخطاب كان من دون معنى وأعطى القوات الأمنية الضوء الأخضر لكي تكمل قمعها لشعبنا. الأسد يستعمل الخوف والطائفية كأداة للتحريض».

وذكرت الـ«غارديان» أيضا أن حتى مؤيدي الأسد قد يكونون خسروا من خطابه أمس. ونقلت عن رجل أعمال مسيحي قوله: «الكثير من البعثيين كانوا يهنئونني اليوم لرفع قانون الطوارئ، ولكن الآن هم خالو اليدين في مواجهة الشعب السوري».

واعتبر هيثم المالح الناشط السوري من أجل الحقوق المدنية، متحدثا لوكالة الصحافة الفرنسية، أن خطاب الأسد خيب الآمال بالإصلاح السياسي في سورية، وينذر بمواصلة قمع التحركات الاحتجاجية في هذا البلد. وقال المالح في مكالمة هاتفية مع الوكالة نفسها إن الأسد «لم يقُل شيئا، سبق وسمعنا هذا الخطاب. يقولون دائما إن هناك حاجة إلى التغيير والقيام بشيء ما، لكن الواقع أنه لا يحصل أي شيء». وأضاف المالح مبديا أسفه: «كان الجميع ينتظر ما سيقول، ما سيفعل، لكن.. لا شيء». واعتقل المالح في أكتوبر (تشرين الأول) 2009 وأطلق سراحه الأسبوع الماضي، وقد قضى بشكل إجمالي ثماني سنوات في السجن. وقال: «إن الحكومة غير مستعدة لمنحنا حقوقنا»، مضيفا: «إننا بحاجة إلى الكثير، وهو لم يقم بشيء منذ 11 عاما»، في إشارة إلى عهد بشار الذي وصل إلى السلطة عام 2000 خلفا لوالده حافظ الأسد.