سليمان وبري يؤكدان دعم الأسد.. ورصاص ابتهاج بخطابه في بعلبك والضاحية وجبل محسن

الضاهر لـ«الشرق الأوسط»: غير مسؤولين عن ما يجري في سورية

TT

واكب لبنان الرسمي والشعبي، أمس، الكلمة التي ألقاها الرئيس السوري بشار الأسد، على خلفية حركات الاحتجاج التي تشهدها بعض المدن السورية، على وقع دوي الطلقات النارية في عدد من المناطق اللبنانية، لا سيما في معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية وبعلبك ومعقل العلويين في جبل محسن شمال لبنان. وبعد أن أكد رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، للرئيس الأسد في اتصال هاتفي، أول من أمس، دعم لبنان لسورية في مواجهة أي مؤامرة، وصف رئيس مجلس النواب، نبيه بري، كلمة الأسد بأنها تشكل «الحركة التصحيحية الثانية بقيادة الرئيس الأسد بعد الحركة التصحيحية الأولى التي قادها الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد».

وأوضح بري، الذي أجرى اتصالا بالأسد صباح أمس تناول آخر التطورات، أنه «في الأولى، وضع الرئيس الراحل الأسس لسورية المنيعة حصن وبوصلة العرب، ومسطرة قياس الموقف السياسي من قضايا الأمة، وفي الحركة التصحيحية الثانية يضع الرئيس بشار أسس سورية الحديثة، سورية حضن الحرية والمشاركة والديمقراطية المصنوعة وطنيا، ودولة الحقوق المدنية، ودائما قلعة المقاومة والممانعة». وشدد على أنه «الآن تزداد ثقتنا بالاستقرار في سورية، وهو الأمر الذي يزيد من ثقتنا في أنفسنا وفي موقفنا الثابت المعلن أن استقرار سورية ضرورة وحاجة عربية، ولبنانية على وجه الخصوص».

واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، النائب طلال أرسلان، أن «خطاب الأسد خطاب كبير لرجل كبير يتحلى بالنبل والصدق والرجولة والتواضع»، مؤكدا «وجوب الانتباه إلى ما ورد عن أن من يتورط في الفتنة عن قصد أو غير قصد، إنما هو يعمل لغير مصلحة سورية، وهو درس في الدعوة إلى الوفاق الوطني، وعلينا كلبنانيين الاتعاظ مما ورد في هذا الخطاب التاريخي الذي يصح في كل دولة ولكل زمان».

في موازاة ذلك، لاقت الاتهامات التي يروجها حزب الله عبر وسائل الإعلام الناطقة باسمه عن ضلوع تيار المستقبل وقوى «14 آذار» في افتعال الأحداث التي تشهدها سورية وإقدامه على تصدير أسلحة باتجاهها من طرابلس، نفيا قاطعا على لسان قياديي المستقبل و«14 آذار». ووضعت مصادر نيابية شمالية في تيار المستقبل، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، هذه الاتهامات في إطار «حملات مغرضة لا أساس لها من الصحة». ودعت الجهات الأمنية والقضائية إلى «التدقيق في صحة هذه المعلومات وأن تكشف عن الدلائل والأسماء المتورطة في حال كان الأمر صحيحا».

وشددت على رفض كل «سلاح يتجه من لبنان إلى سورية والعكس صحيح»، مؤكدة أن «دورنا ليس دائما أن نكون مكسر عصا». وعول المصدر الشمالي على أهمية «تكريس علاقة الاحترام المتبادلة بين لبنان وسورية»، وقال: «لا نقبل أي أذى لسورية مثلما لا نقبل بأي أذى للبنان»، مكررا الدعوة إلى التدقيق في مسألة الزوارق المحملة بالأسلحة وكشف المعلومات المتصلة به.

وانتقد النائب عن تيار المستقبل، خالد الضاهر، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أسلوب «حزب الله والتيار الوطني الحر ووسائل الإعلام التابعة لهما وبعض الإعلام السوري، لدأبهم على محاولة جر الساحة اللبنانية إلى مشكلات خارجية». واستغرب سعيهم «إلى زج أطراف لبنانية بإشكالات خارجية ومحاولتهم تصدير مسؤوليتهم عن الأزمة الداخلية إلى الخارج»، مؤكدا أن «لا علاقة لنا من قريب أو بعيد بما يجري في سورية، فالنظام والشعب يتصافان مع بعضهما البعض وإذا كان الرئيس الأسد نفسه مقتنعا بمطالب إصلاحية وبمزيد من الحريات فما علاقتنا نحن إذن بنزول المواطنين السوريين إلى الشارع وبكيفية معالجة الموضوع».

ووصف كل هذه الاتهامات بأنها «استهتار بالدولة ومؤسساتها وأجهزتها الأمنية، وهي لن تنفعهم لأننا لا نكن إلا الخير لسورية ولكل دولة عربية»، وقال: «كل تهديدهم للبنانيين بالسلاح ويأتون ليتهمونا اليوم بتصدير السلاح»، داعيا إياهم إلى أن «يخترعوا كذبة يصدقها الناس».

وشجبت الأمانة العامة لقوى «14 آذار» محاولة «بعض وسائل الإعلام الزج بلبنان في ما يجري من تحركات شعبية معارضة في سورية، والادعاء زورا أن لبعض القوى الاستقلالية اللبنانية يدا في التحريض وزعزعة الاستقرار هناك»، داعية من يقفون وراء هذه الشائعات إلى «الكف عن محاولاتهم لتوظيف ما يجري من حولنا في التجاذبات السياسية الداخلية». وطالبت باعتبار ما جرى «بمثابة إخبار إلى السلطات القضائية المختصة والتحرك فورا لوضع حد للشائعات ومعاقبة المجرمين ومكاشفة الرأي العام بنتائج التحقيق».

وتعليقا على حديث رئيس تكتل التغيير والإصلاح، النائب ميشال عون، لفت النائب عن تيار المستقبل، محمد كبارة، إلى أن عون «يزعم أن 7 مراكب محملة بالسلاح أبحرت من طرابلس باتجاه سورية لدعم المعارضين لنظام الأسد، مع أن السمك في مرفأ طرابلس لا يستطيع مغادرة الميناء من دون المرور بنقاط الجيش والأمن العام والجمارك». وقال: «لنسلم جدلا بأن هذه المراكب قد خرجت فعلا من المرافئ الطرابلسية، فهل يعقل أن تدخل المرافئ السورية المعروفة بشدة رقابتها، هذه هي السخرية بعينها». واعتبر أنه «إذا كانت معلومات الجنرال كلها مبنية على كوابيس اليقظة، فقمحا سيحصد هو وأتباعه». أما نائبا المستقبل خضر حبيب ورياض رحال فأشارا إلى أن الإعلام السوري كذب الخبر أول من أمس. وقال رحال: «إذا جرى فعلا تهريب أسلحة، فمعروف من يدخل سلاحا إلى لبنان، ومن يقوم بإدخاله هو يعرف كيف يرده». وقال: «نحن لا نتدخل في سورية كما نطالب بأن لا يتدخلوا هم في شؤوننا».