الأمير سلمان يترأس اجتماع مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة

اطلع على سير مشروع أطلس السيرة النبوية

الأمير سلمان بن عبد العزيز يدعو الله قبل أدائه الصلاة في المسجد النبوي الشريف (صور خاصة بـ«الشرق الأوسط» بعدسة بندر بن سلمان)
TT

في إطار زيارته للمدينة المنورة، اطلع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس، على سير عمل مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية الذي تشرف على تنفيذه دارة الملك عبد العزيز ضمن مشروعاتها العلمية لخدمة التاريخ الإسلامي، كما اطلع على الأجزاء المنفذة من المشروع وخططه المستقبلية وما تحقق من أعماله الميدانية والبحثية، وما تضمنه المشروع من ورش عمل ولقاءات علمية.

من جانبه، قدم كل من الدكتور فهد السماري الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، والدكتور فهد الدامغ رئيس المشروع، شرحا مفصلا حول ما تحقق ضمن خطة عمل المشروع الذي يهدف إلى توثيق الأماكن والمواقع التي ذكرتها السيرة النبوية توثيقا تفاعليا، وبأحدث التقنيات الحديثة، وفي مقدمتها تقنية الأقمار الصناعية بالتعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة التعليم العالي، وما وجده المشروع من تعاون من الجامعات السعودية، وما قدمته من مصادر تاريخية وكتابات ودراسات أكاديمية وبحوث علمية حول السيرة النبوية في العهد المكي والعهد المدني من خلال فريقي عمل مشروع أطلس السيرة النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة اللذين بذلا جهدا كبيرا للتواصل بين المشروع والمصادر التاريخية المختلفة في المدينتين المقدستين.

كما اطلع أمير منطقة الرياض على الخطوات التي يعتزم المشروع تنفيذها خلال فترة إنجازه المحددة وما يطمح إليه من توثيق للجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم العطرة، معبرا عن شكره للقائمين على المشروع والمتعاونين معه من الأكاديميين والمؤسسات والوزارات.

وطالب الأمير سلمان بسرعة تنفيذ المشروع وفق المنهجية المحددة وتذليل جميع الصعاب المتوقعة في سبيل إكماله وإتاحته للباحثين والمؤرخين داخل المملكة العربية السعودية وخارجها لخدمة حركة البحث المتخصصة في السيرة النبوية خاصة، والتاريخ الإسلامي بصفة عامة.

من جانبه، أوضح الدكتور فهد الدامغ مدير المشروع أن مشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية يهدف إلى إعداد مرجع علمي في السيرة النبوية يقوم على تحويل النصوص التاريخية المدونة في المؤلفات المكتوبة إلى مخططات وأشكال، وخطوط، ومسارات مرئية، في ثنايا خرائط وصور فضائية، باستخدام وسائل بحثية متطورة بعد توثيق أحداث السيرة النبوية ومعالمها ومواقعها من مصادرها الأصلية ومن واقع التتبع الميداني.

إلى ذلك، ترأس الأمير سلمان بن عبد العزيز، وبصفته رئيس مجلس نظارة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة أمس اجتماع مجلس النظارة، بحضور الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة نائب رئيس مجلس نظارة المركز، لمناقشة الموضوعات ذات العلاقة بتطوير أعمال المركز وأنشطته في المرحلة المقبلة لخدمة تاريخ المدينة المنورة.

وقد رحب أمير منطقة الرياض بأعضاء المجلس، متمنيا أن يكون المركز في مرحلته المقبلة منارة إشعاع لخدمة الإسلام والمسلمين من خلال رصد وتوثيق تاريخ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم بكل جوانبه المختلفة، وتاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها، والعالمين العربي والإسلامي.

وأوضح الشيخ صالح المغامسي مدير مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، أن الاجتماع أقر الأطر العامة لتطوير المركز وتفعيل دوره، ووضع تصور لما يجب أن يكون عليه من الجاهزية الإدارية والاستعداد العلمي للنهوض بدوره في خدمة البحوث والدراسات المتعلقة بالمدينة المنورة، امتدادا لدوره السابق في هذا الجانب. وقال «إن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض وافق على رغبة الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز نائب رئيس مجلس نظارة المركز وأعضاء المجلس في توليه رئاسة المجلس التي ستكون دفعة قوية في رقي أعمال المركز وتطور أنشطته وتعدد خدماته العلمية وتفعيل حضوره في حركة البحث العلمي».

وأشار إلى أن المجلس وافق على انضمام الدكتور فهد السماري، الأمين العام لدارة الملك عبد العزيز، لعضوية المجلس، وأن الاجتماع اطلع على الدراسات المقدمة لرسم سياسة المركز العملية والعلمية، ووافق على كل ما أوصت به، حيث اعتمد المجلس على ضوئها النظام الأساسي، وآلية الإجراءات المالية والإدارية للمركز، وكذلك الموافقة على الخطة التطويرية للجوانب العلمية للمركز التي أنشئ من أجلها. كما وافق المجلس على عقد لقاء تشاوري علمي مفتوح مع الباحثين والمهتمين والمعنيين بتاريخ المدينة المنورة حول موضوع «خدمة تاريخ المدينة المنورة» لاستقطاب الاقتراحات والآراء والأفكار لدعم الخطة التطويرية للمركز ودعم مسيرته المقبلة لتحقيق مساعيه لخدمة تاريخ طيبة الطيبة، وبناء جسور تواصل مع المشروعات والأفكار لقيام عمل مؤسساتي منظم يتمثل في هذا المركز.

وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز دشن الليلة قبل الماضية عقب زيارته للجامعة الإسلامية كرسي «الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود لدراسات تاريخ المدينة المنورة» في الجامعة الإسلامية الذي يأتي انطلاقا من رسالة الجامعة الإسلامية ودارة الملك عبد العزيز لدعم المكانة العلمية للمملكة العربية السعودية في الأوساط الإقليمية والعالمية، وإثراء السمة البحثية للعلماء السعوديين، وإبراز مكانتهم على الساحة الدولية، والعناية كذلك بالدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية والتطبيقية، والتوسع في بحوثها ودراساتها، والعمل على تطويرها ونشرها.

وحددت اتفاقية إنشاء الكرسي الذي وقعته الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ومثلها مديرها الدكتور محمد العقلا، ودارة الملك عبد العزيز ومثلها أمينها العام الدكتور فهد السماري، أن يحمل اسم الكرسي «كرسي الأمير سلمان بن عبد العزيز لدراسات تاريخ المدينة المنورة» وأن يوضع الكرسي في لوحة الشرف الذهبية بالجامعة، وأن يوضع اسم الكرسي على جميع الأعمال والبحوث الخاصة بالكرسي.كما حددت الاتفاقية لإنشاء الكرسي قيام دارة الملك عبد العزيز بدعم ورعاية الكرسي بتقديم الخدمات الاستشارية والبحثية للكرسي، وترشيح ممثل لها في مجلس إدارة الكرسي وفريقه العلمي وفق الأنظمة واللوائح بعقد إنشاء الكرسي.

إلى ذلك، كرم الأمير عبد العزيز بن ماجد، الأمير سلمان بن عبد العزيز وأقام له حفل غداء بمنزله بسلطانة احتفاء بزيارته.. وقد أقيم حفل خطابي بهذه المناسبة بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وألقى الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة كلمة الأهالي رحب فيها بأمير منطقة الرياض، وقال مرحبا به نيابة عن الأهالي في طيبة الطيبة «مرحبا بك وأنت تعبد ربك في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، مرحبا بك وأنت تسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، مرحبا بك وأنت تحاضر وتبين الأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة لتزداد النفوس سكينة والقلوب اطمئنانا، مرحبا بك وأنت تولي مركز بحوث ودراسات المدينة عنايتك ليمضي في رسالته على أكمل وجه، مرحبا بك وأنت ها هنا بين أهالي مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصر ودار أميرها المبارك». وقدم له أمير منطقة المدينة المنورة هدية تذكارية، تناول بعدها أمير منطقة الرياض والحضور طعام الغداء.

حضر حفل الاستقبال والغداء الأمير سعود بن فهد بن عبد العزيز، والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العليا للسياحة والآثار، والأمير سعود بن عبد العزيز بن ماجد، والأمير محمد بن سلمان المستشار الخاص لأمير منطقة الرياض، والأمير سعود بن سلمان، والأمير نايف بن سلمان، والأمير بندر بن سلمان، والأمير عمر بن عبد العزيز بن ماجد، والأمير عبد الله بن عبد العزيز بن ماجد، والشيخ صالح الحصين الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف.