الهند وباكستان تتواجهان رياضيا.. لتتصالحا سياسيا

رئيسا وزراء البلدين حضرا جنبا إلى جنب مباراة الكريكيت.. ونشر ألفي شرطي حول الملعب

TT

بدأت في موهالي شمالي الهند أمس المواجهة المحمومة بين الهند وباكستان في مباراة نصف نهائي كأس العالم للكريكيت، بحضور رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني اللذين جلسا جنبا إلى جنب. وعند عزف النشيدين الوطنيين للبلدين وقف رئيسا الوزراء اللذان لم يلتقيا منذ أبريل (نيسان) 2010 ثم توجها إلى أرض الملعب حيث صافحا اللاعبين. وكان رئيس الوزراء الهندي أراد اغتنام فرصة هذا اللقاء الرياضي لإعادة الدفء إلى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وذلك عبر توجيهه دعوة لنظيره الباكستاني لحضور اللقاء.

وانطلقت المباراة في مدرج يتسع لثلاثين ألف متفرج في بلدة موهالي الصغيرة شرق ولاية البنجاب الهندية على الحدود مع باكستان. وحاولت الصحافة الهندية أمس التقليل من حجم المبارزة بين البلدين التي تحيي عقودا من مشاعر الحقد والنزعات القومية. وعنونت صحيفة «ميل توداي» الهندية الواسعة الانتشار على صفحتها الأولى: «استمتعوا بمباراة الكريكيت.. إنها ليست الحرب». كما عنونت صحيفة «هندوستان تايمز»: «إنها ليست إلا مباراة».

والهند وباكستان اللتان نشأتا بفعل تقسيم الإمبراطورية البريطانية لشبه القارة الهندية عام 1947، تواجهتا في ثلاث حروب دامية تمحورت اثنتان منها على إقليم كشمير قبل إطلاق عملية سلام صعبة عام 2004.

ويعد هذا اللقاء الرياضي الأول بين الهند وباكستان على الأراضي الهندية منذ هجمات مومباي عام 2008 (166 قتيلا) التي نسبت إلى قوة كوماندوز منبثقة عن جماعة متشددة تتخذ مقرا لها في باكستان وأدت إلى تجميد محادثات السلام بين البلدين، قبل أن يتفق وزيرا خارجية البلدين على إعادة إطلاقها في يوليو (تموز) المقبل.

ونظرا للتاريخ الدامي بين البلدين، وضعت موهالي تحت حراسة أمنية مشددة وتم نشر نحو ألفي عنصر من الشرطة والقوات شبه العسكرية حول الملعب. كما تم إرسال نحو ألف شرطي من بينهم فرق تدخل خاصة (كوماندوز) إلى الفندق في شانديقار عاصمة البنجاب الهندي وفي هاريانا حيث مكان إقامة الفريقين. وبحسب الصحافة، فإن شرطيين كلفوا بتذوق أطباق طعام اللاعبين.

وفي الهند، أعلنت شركات أنها ستمنح الموظفين عطلة في نصف النهار. أما في باكستان، فقد أعلن رئيس الوزراء نصف نهار عطلة وطنية. وتوقع المحللون تباطؤا في التداولات ببورصة مومباي. كما كان متوقعا أن يؤدي آلاف الأشخاص في باكستان صلاة جماعية تأييدا لفريق بلادهم. ووعد رئيس الحكومة المحلية في أكبر ولايات البلاد، البنجاب الباكستاني، بمنح عشرة هكتارات من الأرض لكل عضو في الفريق الوطني في حال الفوز على الهند.

لكن بعض المشجعين شددوا على الطابع الرياضي للعبة. وأكد اماربريت سينغ، 40 عاما، ويعمل تاجرا في موهالي على نيته تشجيع الفريقين. وقال إن «الهند وباكستان شقيقتان. رجال السياسة هم الذين يتسببون في إراقة الدماء. أحد الفريقين سيخسر، إلا أن الفائز الحقيقي ستكون المحبة والأخوة».

وبالنسبة للفريقين، الهدف يكمن في التأهل إلى المباراة النهائية التي ستقام في مومباي يوم السبت المقبل لتحقيق فوز ثان في البطولة، بعد أن فازت بها الهند عام 1983 وباكستان عام 1992.