ساحل العاج: قوات وتارا على أبواب العاصمة.. وغباغبو يدعو للحوار

TT

اقتربت قوات الحسن وتارا، رئيس ساحل العاج الذي تعترف به المجموعة الدولية، أمس، من العاصمة السياسية ياموسوكرو، في اليوم الثالث من هجومها، بينما دعا الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو إلى الحوار والوقف الفوري لإطلاق النار.

وتثير هذه المعارك التي تأتي بعد أربعة أشهر على بدء الأزمة التي تلت الانتخابات، عمليات نزوح للسكان كما حصل في ديوكيو (غرب) حيث لجأ 10 آلاف شخص لدى البعثة الكاثوليكية. وحققت القوات الجمهورية الموالية لوتارا التي تضم بشكل أساسي المتمردين السابقين الذين يسيطرون على الشمال منذ 2002 انتصارات مهمة أول من أمس، بدخولها دويكويه ودالوا (وسط غرب) وبوندوكو (شرق)، وابنغورو (جنوب شرق) التي تبعد فقط 220 كلم عن العاصمة الاقتصادية أبيدجان.

وأكد علي كوليبالي، سفير ساحل العاج لدى فرنسا الذي عينه الحسن وتارا، أمس، أن قوات معسكره صارت تسيطر «على ثلاثة أرباع البلاد». وتركزت المواجهات أمس في وسط البلاد حول مدينة ياموسوكرو الرمزية، باعتبارها مسقط رأس «أب الأمة» فليكس هوفويه - بوانيي، التي باتت العاصمة السياسية لهذا المصدر العالمي الأول للكاكاو. وقد سيطر المقاتلون الموالون لوتارا الذين أتوا من بواكي (وسط) معقلهم، وفي أغلب الأحيان على متن سيارات بيك أب مسلحة بالرشاشات، على مدينة تييبيسو الاستراتيجية للوصول إلى العاصمة السياسية التي تبعد 40 كلم جنوبا.

يشار إلى أن أعمال العنف التي تلت الانتخابات، أسفرت عن سقوط 460 قتيلا على الأقل ونزوح نحو مليون شخص، كما تقول الأمم المتحدة. وخلال هجومها، تحرز القوات الموالية لوتارا، والمزودة بمدافع الهاون وقاذفات الصواريخ، تقدما نحو الوسط والشرق والغرب. وعلى الجبهة الشرقية، تحرز تقدما سريعا، ولا تواجه مقاومة كبيرة، وما زالت تتقدم ببطء نحو أبيدجان، معقل نظام غباغبو. وعلى الجبهة الغربية، دارت معارك عنيفة وخصوصا في ديوكوي، حيث لجأ 10 آلاف مدني على الأقل في البعثة الكاثوليكية، كما ذكرت منظمة العفو الدولية، لكن المقاتلين يستهدفون سان بيدرو المرفأ الرئيسي لتصدير الكاكاو إلى العالم.

وقال سكان، إن قوات وتارا سيطرت على مدينة سوبري التي تبعد 130 كلم شمال سان بيدرو. وما زال في المخازن أكثر من 400 ألف طن من الكاكاو منذ دعوة فريق وتارا إلى وقف الصادرات. وزادت عقوبات غربية من تشديد هذا التدبير.

ودعا فريق غباغبو المعزول دبلوماسيا، ويزداد اختناقا على الصعيد الاقتصادي، وانتقل إلى الدفاع على الصعيد العسكري، إلى «وقف فوري لإطلاق النار» مساء أول من أمس، معربا عن استعداده لإجراء مفاوضات مع الفريق الخصم تحت إشراف الاتحاد الأفريقي في بداية أبريل (نيسان) المقبل في أديس أبابا. وحتى قبل طلب وقف الأعمال العسكرية، أعلن وتارا وحلفاؤه أن «كل الطرق السلمية لحمل لوران غباغبو على الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي قد استنفدت».

وطلب فريق وتارا من أنصار غباغبو «تسليم أسلحتهم»، معتبرا أن دعوتهم إلى وقف إطلاق النار «مناورة». وقال «على فريق غباغبو تسليم الأسلحة، وعلى (شارل) بليه غودي الكف عن التلاعب بعقول الشبان».

وعلى الرغم من إعلان رغبته في الحوار، يستعد فريق غباغبو للمواجهات المقبلة، وخصوصا معركة أبيدجان التي كان يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة. ويعمد الجيش الموالي لغباغبو إلى تجنيد متطوعين جدد. وقال رئيس الأركان الجنرال فيليب مانغو مساء أول من أمس إن «موعد التطوع الفعلي قد أزف». وكان آلاف الشبان سجلوا الأسبوع الماضي بدعوة من فريق غباغبو للدفاع عن الوطن.