وزير خارجية ليبيا يلتقي مسؤولين فرنسيين في تونس ويغادر إلى لندن وسط تضارب أنباء حول انشقاقه عن القذافي

دول مجلس التعاون الخليجي تنوه بمؤتمر لندن * بريطانيا تطرد 5 دبلوماسيين ليبيين

مقاتلون ليبيون يحملون زميلا لهم اصيب في العقيلة التي تعرضت لقصف مركز من قوات القذافي أمس (إ.ب.أ)
TT

أعلنت وكالة الأنباء التونسية أن وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا «غادر مطار جربة جرجيس الدولي التونسي في اتجاه لندن على متن طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية السويسرية». مشيرة إلى أن عبد العاطي العبيدي، المكلف بالشؤون الأوروبية في الخارجية الليبية، الذي كان قد دخل مع كوسا الأراضي التونسية الاثنين الماضي «عاد أمس (الأربعاء) إلى ليبيا». ويشار إلى أن مسؤولا أوروبيا كبيرا زار جزيرة جربة التونسية أمس.

وكان مصدر مطلع قد كشف لوكالة الأنباء الألمانية أن كوسا غادر تونس بعد أن التقى «مسؤولين فرنسيين» في أحد فنادق جربة.

ووصل كوسا إلى تونس يوم الاثنين الماضي عبر معبر رأس جدير الحدودي المشترك بين تونس وليبيا.

وتضاربت الأنباء مساء أمس بشأن توجه كوسا إلى لندن، وانشقاقه عن نظام القذافي. بيد أنه لم يتسن التأكد من صحة الخبر.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس أن لندن طردت خمسة دبلوماسيين ليبيين، من بينهم الملحق العسكري، على خلفية مخاوف أن يشكلوا خطرا أمنيا.

وصرح هيغ أمام النواب «أعلن أمام المجلس أننا اتخذنا اليوم إجراءات لطرد خمسة دبلوماسيين ليبيين من السفارة الليبية في لندن، من بينهم الملحق العسكري، وذلك في دليل على قلقنا العميق إزاء موقف النظام (الليبي)».

وأضاف أن «الحكومة اعتبرت أن بقاء هؤلاء الأشخاص في بريطانيا سيشكل خطرا على أمننا».

وأوضحت، من جهتها، وزارة الخارجية لوكالة الصحافة الفرنسية في وقت لاحق أنه «لن نعطي تفاصيل حول نشاطاتهم. لكننا نعتقد أن (الدبلوماسيين المطرودين) من بين الموالين لنظام القذافي في السفارة، وهم يمارسون ضغوطا على المعارضة الليبية ومجموعات الطلاب في بريطانيا وسيهددون الأمن القومي في حال بقائهم في البلاد».

على صعيد آخر، أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أنه لم يلاحظ «أي اعتراض» من قبل الدول العربية المشاركة في اجتماع لجنة الاتصال حول ليبيا في لندن أول من أمس على انتقال قيادة العمليات العسكرية إلى الحلف الأطلسي.

وقال جوبيه، خلال لقاء صحافي مع نظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري: «لقد تحادثت إلى الكثير من الوفود العربية، من الأردن والإمارات وقطر ولم أر أي اعتراض على الانتقال». وشدد جوبيه على أهمية «إقامة حوكمة سياسية للعملية في ليبيا»، مع تشكيل مجموعة الاتصال في لندن باقتراح من فرنسا وبريطانيا. من جهته، صرح الفهري بـ«أننا نأخذ علما بقرار انتقال القيادة والتنسيق إلى الحلف الأطلسي». مذكرا بأن «العلاقة بين المغرب والحلف تعود إلى ما قبل» انهيار جدار برلين.

ولدى سؤاله عن إمكانية اعتراف المغرب بالمجلس الوطني الانتقالي الذي شكلته المعارضة الليبية، على غرار ما فعلت فرنسا وقطر، أعلن الفاسي الفهري أن «الاتصالات جارية مع المجلس». وأضاف «في رأينا أن خطاب المجلس الوطني متعقل ومطمئن». إلى ذلك، نوهت دول مجلس التعاون الخليجي الست بأهمية نتائج مؤتمر لندن الوزاري حول ليبيا. معتبرة أنها تصب في دعم الشعب الليبي، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية، في تصريح صحافي أمس: إن «المشاركة الخليجية في المؤتمر، ممثلة في الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية قطر، والشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير خارجية الإمارات، قد جددت تأكيد حيوية الدور الخليجي في دعم القضايا الكبرى ومناصرة الحق والحرية».

ولفت العطية إلى «التأكيدات الواضحة التي أطلقها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري في شأن دعم إرادة الشعب الليبي ورأى أنها تعكس سمات الدبلوماسية القطرية التي تحظى باحترام إقليمي ودولي». وأضاف أن «دول مجلس التعاون الخليجي ستواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الليبي». مشيدا «بمضمون البيان الذي شدد على الحاجة الملحة للجهود الإنسانية والعمل على إيصال المساعدات للمدن والمجتمعات التي تعاني من ظروف إنسانية صعبة».