أمير قطر: الليبيون هم الذين سيحددون مستقبلهم

الثوار يقاتلون للسيطرة على البريقة * خبراء: قوات القذافي زرعت ألغاما أرضية شرق البلاد > الطيران البريطاني قصف دبابات

TT

قال الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير قطر، وهي الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بالمعارضة الليبية المسلحة، كممثل شرعي للشعب الليبي، إن العمليات العسكرية في ليبيا لا تهدف إلا لحماية المدنيين وإن الليبيين هم الذين سيحددون مستقبلهم.

وأضاف الأمير في تصريحات بثتها قناة «الجزيرة» القطرية، أمس، أن القضية الليبية مسألة إنسانية لحماية المدنيين ليس إلا، وبالتالي فإن الشعب الليبي هو الذي سيحدد مستقبله.

وقال أمير قطر، إن على جامعة الدول العربية أن تلعب دورا أكبر. وأضاف أن وجود المجتمع الدولي كان ضروريا بسبب ضعف الجامعة العربية. وتابع أنه يأمل بعد «التغييرات» التي حدثت أن تلعب الجامعة العربية دورها لأنها تستطيع القيام بما يقوم به حلف الأطلسي.

وفي غضون ذلك، خاض الثوار الليبيون، أمس، قتالا ضاريا للسيطرة على بلدة البريقة شرق ليبيا، بعد يوم من نجاح القوات الموالية للعقيد القذافي في دفعهم للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ.

وتراجعت بعض قوات المعارضة المسلحة حتى بلدة إجدابيا الاستراتيجية التي تعتبر بوابة الشرق. وما زالت إجدابيا تحت سيطرة الثوار حتى أمس.

وخاض الثوار وقوات القذافي معارك كر وفر على جانبي شريط من الأرض يربط بين إجدابيا وبن جواد لعدة أسابيع. ولم يستطع الثوار الذين يعتمدون على شاحنات صغيرة مزودة بأسلحة آلية ومنصات إطلاق قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف، الحفاظ على مكاسبهم، على الرغم من مرور أسبوعين تقريبا من الغارات الجوية التي تشارك فيها طائرات أميركية وفرنسية وبريطانية.

إلى ذلك، قال متحدث باسم المعارضة الليبية لـ«رويترز» إن القوات الموالية للقذافي قصفت مدينة مصراتة، أمس، وإن 20 مدنيا قتلوا خلال القصف أمس.

وقال المتحدث، الذي يدعى سامي في اتصال هاتفي مع «رويترز»: «استؤنف القصف المدفعي صباح اليوم (أمس) ولا يزال مستمرا. الألوية (الموالية للقذافي) لم تتمكن من دخول البلدة، لكنها تطوقها». وزاد قائلا «قتل 20 مدنيا أمس (أول من أمس) بعد أن أصاب القصف منازلهم وأصيب عدد كبير. هناك مذابح في مصراتة».

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، أمس، أن الطيران البريطاني قصف ثلاث دبابات وآليتين مدرعتين وقاعدة لصواريخ أرض جوية لقوات القذافي في منطقة مصراتة غرب ليبيا، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت الوزارة في بيان، إن «طائرات (تورنيدو) أقلعت من جويا ديل كولي في إيطاليا (جنوب)، وقامت بدوريات استطلاع فوق ليبيا، أول من أمس. وخلال هذه الدوريات أطلقت صواريخ (بيفواي – 4) و(بريمستون) ضد معدات عسكرية للقوات الموالية للقذافي في منطقة مصراتة». وأضافت أن «ثلاثة صواريخ أصابت ثلاث دبابات وآليتين مدرعتين قتاليتين ومنصة لإطلاق الصواريخ».

وقالت الحكومة البريطانية، أمس، في تقرير تصدره عن حقوق الإنسان، إنه يعتقد أن نحو 1000 شخص قتلوا في الاشتباكات بين أنصار القذافي ومعارضيه.

وأضافت «بينما لم تصدر أي أرقام رسمية عن عدد القتلى، تشير عدة مصادر إلى أن نحو ألف شخص قتلوا بالفعل وأصيب عدد أكبر بكثير خلال أعمال العنف التي وقعت مؤخرا».

ومن جهته، قال الأميرال مايك مولن، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، أمس، إن ضربات التحالف في ليبيا أنهكت بشدة القوة القتالية للقذافي، لكنه ليس على وشك الانهيار عسكريا، وفق ما ذكرت «رويترز».

وقال مولن لأعضاء في الكونغرس الأميركي «قلصنا بالفعل وبدرجة كبيرة قدراته العسكرية. أضعفنا قواته بشكل عام إلى مستوى بين نحو 20 و25 في المائة».

وتابع قوله «هذا لا يعني أنه على وشك الانهيار من وجهة النظر العسكرية، لأن الأمر ليس كذلك».

إلى ذلك، قال خبراء في الألغام وفي منظمات حقوق الإنسان، أمس، إن قوات القذافي زرعت ألغاما أرضية في مناطق حول بلدة إجدابيا، مما يضيف بعدا جديدا خطيرا للصراع على الجبهة الشرقية لليبيا.

وتشمل الألغام ألغاما مضادة للأفراد برازيلية الصنع وألغاما مضادة للدبابات مصرية الصنع.

واكتشف مراقبون حقلين للألغام في الأيام التي تلت انسحاب قوات القذافي من إجدابيا يوم السبت، ويبدو أن الألغام زرعت خلال الأيام العشرة التي سيطرت فيها قوات القذافي على البلدة.