اتصالات سرية للاتفاق على خروج آمن للقذافي إلى زيمبابوي أو فنزويلا

التريكي يرفض من القاهرة أي تكليف للعمل مع النظام.. ويحذر من غرق ليبيا وضياعها

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة وجود اتصالات دبلوماسية مكثفة بين مسؤولين سابقين في النظام الليبي والإدارة الأميركية للاتفاق على خروج آمن للقذافي إلى زيمبابوي أو فنزويلا، ويبدو أن الاتفاق قد اقترب من نهايته خاصة في ظل الوضع الأمني الصعب الذي تعيشه كل المدن الليبية بلا استثناء إضافة إلى النقص في خدمات الحياة اليومية، حيث بدأ يشكو منه الجميع. ولفتت المصادر إلى أن الحصار آخذ في التصعيد والتضييق على النظام الليبي بما يؤشر إلى الدعوة للحل والخروج من الوضع الراهن وإلا فسيكون البديل ضياع ليبيا إلى الأبد.

بينما عكس بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أصدره الدكتور علي التريكي، وزير الخارجية الليبي الأسبق، وأمين شؤون الاتحاد الأفريقي في ليبيا، الذي وصل إلى القاهرة بعد إعلان موسى كوسا استقالته بساعات، حيث رفض التريكي تكليفا بالذهاب إلى نيويورك لرئاسة بعثة ليبيا في الأمم المتحدة خلفا لعبد الرحمن شلقم، الذي انشق على النظام الليبي.

وأعرب التريكي عن حزنه وأسفه العميقين، وقال: «أرى أن ليبيا الحبيبة تسفك دماء أبنائها، وأرى أن هذا البلد المجاهد الذي ضحى بنصف سكانه ضد الطليان يغرق وقد يندثر ويتفتت، وقد تضيع دماء شهدائه من أجل البلاد سدى!».

وأضاف في البيان «لقد سفكت دماء أبناء ليبيا من جديد نتيجة العناد وسوء التقدير وعدم الإدراك وتحمل المسؤولية حتى أدى ذلك إلى فتح المجال للتدخل الأجنبي بغض النظر عن مبرراته الإنسانية، والذي أخشى أن يتطور في غير صالح الليبيين».

وأشار التريكي إلى أن «ما تم ويتم في مصراتة والزنتان والزاوية وإجدابيا وبنغازي وغيرها من مدننا أمر غير مقبول ولا يمكن تبريره». وقال البيان الذي أصدره التريكي في القاهرة، إن «علينا كليبيين أن نشعر بالمسؤولية وألا ندع هذا البلد يهوى إلى المصير المجهول». وأضاف «لقد عملت طوال حياتي من أجل ليبيا عزيزة ولم أدخر جهدا في سبيل ذلك، ولم أبخل عليها في هذه الظروف العصيبة، ولذلك قررت عدم الاستمرار في العمل وعدم قبول أي عمل يسند إلي من قبل النظام الحالي، ليس تهربا من المسؤولية ولكن للأسباب التي ذكرتها سالفا، وفي الوقت نفسه أدعو الله أن يوفقني بعمل شيء يسهم في إنقاذ هذا الوطن الغالي».