الأمير خالد بن سلطان محذرا: عواقب وخيمة ما لم تتخذ خطوات جادة للتعامل مع صحة المحيطات

بمناسبة مرور عقد على إنشاء مؤسسة «علم بلا حدود»

TT

شدد الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز، مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، على أنه ما لم يتم اتخاذ خطوات جادة وفورية للتعامل مع صحة المحيطات، فإن ذلك سيكون له عواقب وخيمة على المستقبل، وقال: «إذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية سريعة الآن، فإن أطفالنا وأحفادنا سيواجهون عواقب هذا الإهمال».

وكشف الأمير خالد بن سلطان أن نحو نصف الأكسجين الذي نتنفسه حاليا هو من إنتاج الحياة الطبيعية للبحار، كما أن نحو ثلثي سطح كوكب الأرض تغطيه المحيطات والبحار، التي يوجد فيها كذلك ما يقدر بنسبة تتراوح ما بين الخمسين إلى الثمانين في المائة من جميع أشكال الحياة على كوكب الأرض.

وكانت مؤسسة الأمير خالد بن سلطان للعناية بالبحار احتفت، وبحضور مساعد وزير الدفاع السعودي ومؤسس ورئيس مجلس إدارة المؤسسة في مدينة ميامي بولاية فلوريدا، الليلة قبل الماضية، بمناسبة مرور عشر سنوات على إنشاء مؤسسة «علم بلا حدود»، وأيضا بمناسبة إطلاق مهمة الرحلة الاستكشافية العالمية لبيئات الشعب المرجانية، التي ستقوم بها سفينة الأبحاث «الظل الذهبي» التابعة للمؤسسة بداية من شهر أبريل (نيسان) المقبل في المحيط الأطلسي.

وأكد الأمير خالد، في كلمة ألقاها خلال الحفل، أن مؤسسته للعناية بالبحار اكتسبت، خلال فترة عملها، منذ تأسيسها قبل عشرة أعوام في شهر سبتمبر (أيلول) 2000م من الخبرات العلمية والعملية ما يؤهلها للقيام بالدور القيادي للحفاظ على البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم، وقال: «إن المهمة العالمية العلمية الاستكشافية لبيئات الشعب المرجانية التي ستستغرق عدة أعوام هي مهمة طموحة، إلا أن نجاحها يتطلب تعاون مختلف الجهات والأشخاص المهتمين بالحفاظ على صحة البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات».

وأضاف أنه ليس من الواضح دائما أمام المراقب العادي أن المحيطات أصبحت تعاني من مشكلات صحية فعلية وحرجة «وهو الأمر الذي أستطيع أن أؤكده لكم؛ فالجنس البشري، وطوال فترات من الزمن، انتهك بشكل دائم الحياة الطبيعية للبحار والمحيطات، سواء من خلال كميات التلوث التي يصبها فيها، أو من خلال طمعه في استنزاف المصادر الطبيعية، وبطريقة تخلينا فيها عن مسؤوليتنا في الحفاظ على المصادر الطبيعية لكوكب الأرض».

وأوضح أن تركيز مؤسسة خالد بن سلطان للعناية بالبحار، اهتمامها على الكارثة التي تعاني منها الشعاب المرجانية، كنقطة انطلاق في جهودها لحماية والحفاظ على البيئات الطبيعية للبحار والمحيطات، كان لأسباب كثيرة، منها الجمال المدهش الذي تمثله الحياة الصحية لتلك الشعاب، ولأن الملايين، وفي أكثر من مائة بلد حول العالم، يعتمدون على ما تنتجه الشعاب المرجانية في طعامهم وعملهم الذي يتكسبون منه، وفي علاجهم، وفي حماية سواحلهم وفي تقاليدهم المختلفة.

الأمير خالد قال إن نحو عشرين في المائة من إجمالي الشعاب المرجانية في مختلف أنحاء العالم ماتت خلال السنوات الخمسين الماضية، كما أنه من المتوقع، وخلال فترة مقبلة لا تتجاوز دورة حياة شخص واحد، أن يموت ما نسبته خمسون في المائة من الشعاب المرجانية الموجودة حاليا في جميع أنحاء العالم؛ إذا ما استمر الحال على ما هو عليه. وأشار إلى أن الأخبار الجيدة هي أن الوقت ليس متأخرا جدا لنجاح محاولات استعادة صحة الحياة البحرية والبيئات الطبيعية، معربا عن تفاؤله الكبير بأن الجهود التي تقوم بها المؤسسة سيحالفها النجاح، لأن عملها مؤسس على العلم الجيد الذي لا بد أن يؤدي إلى دعم جميع السياسات والتنظيمات المتعلقة بالمحيطات.