البشير: متمردو دارفور يحاربون إلى جانب كتائب القذافي

المتحدث باسم «العدل والمساواة» لـ«الشرق الأوسط»: تصريحاته عنصرية وتحريضية ضد أبناء جلدته

TT

قال الرئيس السوداني عمر البشير من الدوحة إن المتمردين من دارفور، الموجودين في ليبيا يقاتلون إلى جانب كتائب العقيد القذافي ضد الثوار الليبيين، وشدد على أن استراتيجية حكومته في حل أزمة دارفور تقوم على القضاء على من سماهم فلول الحركات المسلحة، فيما اعتبرت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور تصريحات البشير بأنها إعلان حرب، ووصفت تجديده لاتهامات سابقة بأن المتمردين الدارفوريين يقاتلون إلى جانب العقيد الليبي معمر القذافي بأنه خطاب تحريضي وعنصري ضد أبناء جلدته.

وجدد البشير في لقاء مع السودانيين المقيمين في الدوحة، أول من أمس، اتهامات سابقة أطلقها وزير خارجيته علي كرتي بأن الجماعات المسلحة في دارفور تقاتل إلى جانب كتائب القذافي في حربها ضد الثوار في ليبيا، وقال «إخواننا الموجودون في ليبيا من حركات دارفور كلهم سلحوهم وكلهم صاروا معهم وبعض منهم أسر وعملوا مشكلة للسودانيين».

وقال البشير إن استراتيجيته في دارفور تقوم على القضاء على فلول الحركات المسلحة أولا ثم جمع السلاح. وأضاف «لأنه دون جمع السلاح سيكون السلام هشا، وجمع السلاح سيكون العامل الأساسي في خلق الاستقرار في دارفور»، وبشأن المفاوضات الجارية في الدوحة بين حركات دارفور المسلحة ووفد الحكومة السودانية، قال «الهدف من المفاوضات هو الوصول إلى وثيقة معترف بها دوليا يدعى إليها في مؤتمر أهل دارفور ليجيزوها لتكون الوثيقة النهائية وبعد ذلك لن يكون هناك تفاوض»، معتبرا أن الخرطوم مستفيدة من التحول في مصر بقدر استفادة المصريين، واتهم وزير الخارجية المصري السابق أحمد أبو الغيط بالتواطؤ مع ليبيا لإفشال سلام دارفور في الدوحة.

إلى ذلك، أكد البشير أنه لا حل لقضية منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها مع جنوب السودان دون إشراك قبيلة المسيرية العربية في الاستفتاء على مصير الإقليم، وقال «في قضية أبيي بروتوكول أبيي ينص صراحة على أن من يحق لهم التصويت هم المواطنون المقيمون في أبيي من الدنكا نقوق والمواطنين السودانيين الآخرين وهم قالوا إن المواطنين السودانيين الآخرين (ما في) لا يوجدون وهذا يعني المسيرية (ما في)، ونحن نقول بالصوت العالي إنه ليس هناك استفتاء سيقوم في أبيي إلا بالمسيرية». وأضاف «نرفض القسمة بأن المواطن من الدرجة الأولى هو المواطن الساكن والمواطن من الدرجة الثانية هو المواطن الراعي، فالراعي والزارع كلهم مواطنون سودانيون من الدرجة الأولى وحقوقهم متساوية في كل شيء». وفي شأن ترسيم الحدود المختلف عليها مع الجنوب، قال البشير «هم - يقصد الجنوبيين - سبب التأخير، وهم سبب التعقيد، وهم من يشتكون لدينا قضية الحدود وهي لم ترسم حتى الآن والاتفاقية تنص على لجنة مشتركة بين الشمال والجنوب لترسيم الحدود. ونحن سمينا جانبنا وانتظرنا 6 أشهر وهم لم يسموا ناسهم». وقال إن تقسيم البترول مع الجنوب إما أن يتم على أساس جغرافي أو شراكة تامة، وقال «أما البترول، فإما كله - جله - شراكة، البترول والمنشآت شراكة، أما تقسيم جغرافي ليأخذوا البترول ونأخذ المنشآت، فهذا من القضايا العالقة». وفي قضية ازدواجية الجنسية بعد الانفصال، قال البشير، «ليس هناك جنسية مزدوجة. واعتبارا من التاسع من يوليو (تموز) القادم الشمالي شمالي والجنوبي جنوبي». لكنه اعتبر أن استقرار الجنوب مهم لنا لأن أطول الحدود سيكون مع الجنوب.

من جهته، قال المتحدث باسم الحركة جبريل آدم بلال لـ«الشرق الأوسط» إن تصريحات البشير في العاصمة القطرية الدوحة، التي زارها أول من أمس حول دارفور تعتبر إعلان حرب وتعود بالدارفوريين لتصريحات سابقة له في عام 2004 عندما قال إنه لا يريد أسيرا أو جريحا. وأضاف «تصريحات 2004 مثلت دليلا للمحكمة الجنائية الدولية التي تطالب الآن بالقبض عليه». وتابع «تصريحات البشير في الدوحة كانت بمثابة خطاب لرئيس هيئة أركان جيش، وليس لرئيس جمهورية في تهديدات واضحة.. إنها تصريحات أمنية». وقال إن البشير لا يدعم منبر الدوحة إطلاقا بل يسعى إلى مواصلة الحرب وإبادة من تبقى من شعب دارفور.

وحول حديث البشير بأن متمردي دارفور يقاتلون إلى جانب النظام الليبي في مقاتلة الثوار، قال بلال إن التصريحات تتقيح بعنصرية بغيضة ستجعل حياة السودانيين العالقين في ليبيا ويقدر عددهم بمليون شخص في خطر حقيقي. وأضاف «هذا ليس رئيس جمهورية لبلد ويحكم شعبا إنه شيء آخر بتحريضه على قتل أبناء جلدته في بلد آخر»، وقال «هذا خطاب عنصري من رئيس عنصري لا يهمه أبناء شعبه وهو متعطش للدماء». وأضاف «بدلا من أن ينقل السودانيين العالقين في الحدود التونسية أو المصرية إلى بلادهم فإنه يحرض على قتلهم»، محملا الحكومة السودانية مسؤولية أي مخاطر يواجهها السودانيون في ليبيا، داعيا المحكمة الجنائية الدولية للتدقيق في تصريحات البشير، مناشدا المنظمات الدولية حماية كافة السودانيين في ليبيا، وقال إن البشير وضع أبناء السودان من مختلف جهاتهم وأعراقهم في مواجهة القتال الدائر في ليبيا باعتبار أن الشعب الليبي لا يعرف من هو الذي ينتمي إلى دارفور أو شمال السودان، وتابع «نحن لسنا طرفا في ما يحدث في ليبيا وعلى البشير أن يتحمل كل كلمة قالها في تحريضه العنصري على أبناء بلده».