أبو مازن: نتنياهو لن يفرض أجندته.. ونريد الوحدة مع حماس والسلام مع إسرائيل

لمح إلى أنه قد يترك منصبه إذا لم يحصل على الدولة في سبتمبر

TT

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي خيره فيها بين «السلام مع إسرائيل والمصالحة مع حماس» قائلا إنه يختار السلام مع إسرائيل والوحدة مع حماس.

وأبدى أبو مازن استغرابه من تصريحات نتنياهو التي وردت في الكنيست، قبل 3 أيام، قائلا لوفد إسرائيلي ضم 17 عسكريا سابقا في مجلس السلام والأمن في إسرائيل، التقاهم في مكتبه في رام الله، «نتنياهو يقول للعالم بأني لا أمثل الشعب الفلسطيني لأن غزة ليست تحت سيطرتي، وعندما أتحرك لتوحيد الشعب الفلسطيني يقول إن علينا الاختيار بينه وبين حماس». وأضاف: «منطق نتنياهو مرفوض ولا يمكن له أن يفرض علينا أجندته فنحن نريد الوحدة مع حماس ونريد السلام أيضا». وأكد أنه سيواصل السعي من أجل المصالحة مع حركة حماس، لأنه لا يمكن التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل دون الوحدة الوطنية.

واستغل أبو مازن لقاءه بأعضاء مجلس السلام والأمن ليؤكد على استحقاق إقامة الدولة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ملمحا إلى أنه سيترك منصبه إذا لم يحصل على الدولة في ذلك التاريخ، وفق مصادر إسرائيلية حضرت اللقاء. وقال أبو مازن إن السلطة تمهد الآن لقيام الدولة الفلسطينية والإعلان بشكل متبادل مع إسرائيل عن إقامتها.

ولدى سؤاله عن السيناريوهات المحتملة للتطورات بعد تصويت الهيئة العامة للأمم المتحدة، إذا ما كان رفضا، قال أبو مازن، حسب ما نشرت «هآرتس»: «لا أرغب بتوضيح ذلك، ولكن إذا عدت صفر اليدين من الأمم المتحدة فسوف تجتمع القيادة الفلسطينية لاتخاذ قرار بشأن الخطوة القادمة.. لدينا سلطة مستقلة، ولكن من دون استقلال، والاحتلال موجود وغير موجود.. وفي كل لحظة يستطيع الاحتلال اجتياح مناطق السلطة والقيام بكل شيء.. يستطيع الاحتلال منعي كرئيس سلطة من السفر في شارع بيت إيل.. أحتاج إلى تصريح في كل مرة أغادر أو أعود، هذه هي السلطة».

وأضاف: «إذا كنتم لا تريدون المفاوضات، ولا تريدون التوصل إلى اتفاق.. فماذا يجب أن نفعل؟. لقد فرضنا الأمن هنا في السنوات الأربع الأخيرة والأوضاع مستقرة الآن: قانون ونظام، والاقتصاد يتطور، وحياة طبيعية في كل مكان في الضفة الغربية، يجب استغلال هذه الفرصة للتقدم، ولكننا لا نستطيع البقاء في هذه الأوضاع مقابل لا شيء».

وفي المقابل نفى أبو مازن، أن يكون قد أشار في حديثه إلى حل السلطة، وقال إن هناك الكثير من التساؤلات بشأن استمرار الوضع الحالي.

وسأل الحضور أبو مازن عن إمكانية بقاء المستوطنين في الدولة الفلسطينية، فقال إنه لا يستبعد ذلك، غير أنه أكد أن على كل مستوطن يريد البقاء أن يكون مواطنا في الدولة الفلسطينية. موضحا: «لست ضد اليهود أو الإسرائيليين، وفي حال اختار إسرائيلي العيش في الدولة الفلسطينية لن نمنع ذلك وسيكون مواطنا في الدولة».

وردا على سؤال عن قضية اللاجئين قال أبو مازن: «لا أحد يستطيع أن يتنازل عن هذه القضية فهناك 5 ملايين لاجئ فلسطيني تركوا بيوتهم وأنا واحد منهم ويجب استعادة حقوقهم».

ويأتي حديث أبو مازن عن الوحدة مع حماس قبل السلام مع إسرائيل في وقت ما زالت فيه الحركة الإسلامية، ترفض مبادرته الأخيرة التي قال فيها إنه مستعد للذهاب إلى غزة من أجل تشكيل حكومة مستقلين تحضر لانتخابات تشريعية ورئاسية.

وتعتبر حماس وفق ما جاء على لسان صلاح البردويل، احد مسؤوليها، لصحيفة فلسطين التابعة للحركة، أن أبو مازن «ابتعد عن النقاط الجوهرية العالقة في ملف المصالحة الوطنية منذ أربع سنوات». وأضاف: «إن رؤية وأفكار عباس في تأجيل القضايا الجوهرية والكبرى، والتركيز فقط على الخروج بتشكيل حكومة فلسطينية متخصصة، وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية يعد التفافا على مبادرة حركة حماس التي أطلقتها للخروج من الأزمة الفلسطينية التي تعيشها».

ورفضت فتح مبررات حماس، ودعتها لقبول فوري لمبادرة أبو مازن وعدم التذرع، بمسائل مختلفة، من بينها الحالة الأمنية لرفض استقباله في غزة.

ودخلت مصر بقوة على خط المصالحة، وعقدت لقاءات مع مسؤولين في فتح وحماس بانتظار زيارة يقوم بها الرئيس الفلسطيني قريبا للقاهرة، لحسم مسائل متعلقة بهذا الملف.