نتنياهو يعترف لأول مرة بوجوده في إسرائيل: أبو سيسي أدلى بمعلومات قيمة للغاية

زوجة المهندس الفلسطيني المخطوف من أوكرانيا: لا صلة لزوجي بحماس

TT

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لأول مرة باختطاف المهندس الفلسطيني ضرار أبو سيسي، مدير محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، مدعيا أنه قدم معلومات مهمة وقيمة للغاية، أثناء التحقيق معه. وفي مقابلة أجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الليلة قبل الماضية قال نتنياهو ردا على سؤال حول ما إذا كانت المعلومات تتعلق بمكان وظروف احتجاز الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس، جلعاد شاليط: «أنا لا أريد أن أتحدث عن علاقة مع موضوع شاليط أو غيره. ولكن المعلومات التي أدلى بها كانت قيمة جدا. فهو رجل حماس ويعرف الكثير».

ورفض نتنياهو الحديث عن ظروف اختطاف أبو سيسي، لكنه أكد أنه معتقل «بشكل قانوني ووفق كل المعايير في إسرائيل». وأضاف: «يمكنني القول أن أبو سيسي قدم لنا معلومات ذات قيمة حول الجندي شاليط»، منتهزا هذه الفرصة للتأكيد أنه «لا يمر يوم واحد دون أن نعمل من أجل الإفراج عن شاليط. فهناك عمليات نقوم بها ولكن لا نفصح عن جميعها من أجل استعادته». وأردف قائلا «نحن نريد استعادة شاليط.. فأي رئيس حكومة سيفرج عنه سيكون أكثر شعبية وسيصفق الشعب له». وقال متسائلا «من لا يريد الإفراج عن شاليط؟.. ولكن الشروط التي وضعتها حماس هي شروط مبالغ فيها.. هي تطالب بالإفراج عن 450 معتقلا، وهي تريد أن نفرج عنهم وإبقاءهم في الضفة الغربية.. وإن فعلنا ذلك فهم سيقتلون مستوطني مستوطنة أرييل وتل أبيب وحيفا والقدس المحتلة».

وأشار نتنياهو إلى ضرورة النظر جديا في مطالب حماس، معلنا «استعدادي للإفراج عنهم ونقلهم إلى غزة أو إلى تونس أو حتى ليبيا.. لكني لست على استعداد أن يفرج عنهم للضفة ليقتلوا مرة أخرى مئات المستوطنين». وتساءل مجددا «ماذا سيحدث لو أفرجت عنهم وأبقيتهم في الضفة وقتل ابني في حافلة».

وكرر نتنياهو نفس الكلام في لقاء صحافي مباشر على الإنترنت و«يوتيوب» شارك فيه نحو 4000 شخص، من 90 دولة في العالم، بينها سورية ولبنان واليمن وإيران. وسلك بذلك مسلك الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، وعدد من زعماء الغرب، الذين بادروا إلى لقاءات كهذه. ورأى المراقبون في هذه الخطوة محاولة منه لمواجهة الانحدار في شعبيته لدى الجمهور الإسرائيلي.

وتأتي تصريحات نتنياهو بعد أن اتهم والد شاليط الحكومة الإسرائيلية بالتقصير في بذل الجهود من أجل الإفراج عن ابنه. وقال والد شاليط: «الحكومات الإسرائيلية لم تتمكن حتى الآن من ممارسة ضغوط ناجعة على حركة حماس، ولذلك حددت ثمنا عاليا للإفراج عن ابني».

من ناحيتها نفت فيرونيكا زوجة المخطوف أبو سيسي أن يكون له علاقة بحركة حماس، مؤكدة أنها «لا تعرف ماهية المعلومات القيمة التي أعطاها زوجها لإسرائيل». وأضافت «كثير من الأقوال وكثير من الآراء قيلت.. هناك آراء كثيرة، ولكن لا يوجد أي وثائق تثبت هذه الأقوال، ولم توجه إليه اتهامات رسمية ولم تعرض أي أدلة حتى الآن في إسرائيل». وفي حديث مع إذاعة الجيش الإسرائيلي قالت زوجة أبو سيسي وهي من أوكرانيا: «أنا أعرف زوجي أفضل من أي شخص آخر، أنا قلقة على زوجي، عائلتنا ليس لديها أي اتصال سياسي مع أي حركة سياسية، ولا حتى حماس». وأضافت: «لا يمكن لأجهزة الاستخبارات الأوكرانية مساعدة إسرائيل في القبض على زوجي»، مستطردة «إذا كانت الشرطة الأوكرانية متورطة في اختطاف زوجي، فإن الذين شاركوا هم من رجال الشرطة الفاسدين فقط.. وهذا سيكون عارا عليهم». وتابعت القول: «ذهبنا إلى أوكرانيا للهجرة مع عائلتنا قبل 12 عاما بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة وانطلاقا من الاهتمام بأطفالنا».

يذكر أن أبو سيسي اختطف أثناء وجوده في أوكرانيا في فبراير (شباط) الماضي، وكان قد سافر إلى أوكرانيا (وطن زوجته) لكي يحصل على الجنسية الأوكرانية.