أوباما يدعو بيريس للقاء يبحث فيه كيفية التأثير على نتنياهو

واشنطن لإسرائيل: لا تدركون أي ضربة سياسية ستتلقون

TT

كشفت مصادر سياسية في ديوان الرئاسة الإسرائيلية عن اتصالات حثيثة جارية بينها وبين البيت الأبيض، لترتيب زيارة رسمية عاجلة للرئيس، شيمعون بيريس، إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس الأميركي، باراك أوباما، مطلع الأسبوع المقبل. وقالت هذه المصادر إن أوباما سيبحث مع بيريس الوسائل التي ينبغي استخدامها من أجل إقناع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن).

من جهة ثانية، أعلنت مصادر سياسية مطلعة، أن هذه الزيارة تأتي في محاولة لمنع أزمة في العلاقات بين إسرائيل وواشنطن. وفسرت ذلك بالقول: «الرئيس أوباما قلق للغاية من القنوط الإسرائيلي إزاء التطورات الجارية في العالم بشأن قضية الشرق الأوسط. فهناك تحركات سياسية جارفة ترمي إلى صدور قرار عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل يقضي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967، بما فيها العاصمة (القدس الشرقية المحتلة). والشعور السائد لدى وزارة الخارجية الأميركية، أن القيادة الإسرائيلية الحالية لا تفقه كنه هذه التحركات ونتائجها، وبدلا من أن تحاول فهمها نجدها تخطط لكيفية قمعها أو الرد العصبي عليها، مثلما فعل نتنياهو، حينما هدد بالرد على هذا الاعتراف بسلسلة إجراءات أحادية الجانب».

وكان مصدر أميركي قد أبلغ المراسل السياسي في القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي التجاري المستقل، أودي سيغال، بأن نتنياهو أصبح شخصية مبهمة ومثيرة للاستغراب والاستهجان. فهو يواجه الدنيا بأسرها، ولا يتزحزح عن مواقفه. وأضاف: «كيف يمكن لرئيس حكومة في إسرائيل أن يصد الضغوط المحلية الشاملة من داخل إسرائيل، فبالإضافة إلى المعارضة السياسية والصحافة هناك مطلب واضح من الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع وجهاز المخابرات العامة (الشاباك) وعدد من الوزراء في حكومته، لأن يبادر إلى خطة تتيح إعادة المفاوضات على بنود التسوية الدائمة، ولكن نتنياهو لا يتحرك».

ومن جهة ثانية، هاجم رئيس الوزراء السابق، إيهود أولمرت، خليفته نتنياهو، بسبب سياسة الجمود والتحجر التي يتمترس فيها، وكذلك بسبب تصريحاته منذ يومين بأنه جاهز لقمع انتفاضة فلسطينية. وقال أولمرت، الذي كان يتحدث في اجتماع لحزبه «ديما»، إن سياسة نتنياهو تشكل خطرا حقيقيا على إسرائيل وبرامجها الاستراتيجية. فالجمود الذي يفرضه على المفاوضات، يعتبر كارثيا بالنسبة لمستقبلها ومصالحها العليا.

وأضاف أولمرت، أنه عندما كان رئيسا للحكومة، كرس جل وقته للمفاوضات. وتمكن من زرع الثقة في كل مكان في العالم تقريبا: «اضطررنا لخوض حربين؛ واحدة مع لبنان والثانية مع غزة. ولكن العالم وقف معنا وصفق لنا وقال إن من حقنا أن ندافع عن أنفسنا وعن المواطنين الإسرائيليين في سدروت وغيرها، وأما اليوم فإن العالم يعزلنا. وما يبثه نتنياهو هو الضعف والعجز وانتظار الحظ لعله ينقذه».

واستغرب أولمرت حالة الوهن التي تبدو لدى نتنياهو، وقال إن الأمر سيكلف إسرائيل ثمنا باهظا، قد يصل إلى تهديدها بأخطار على وجودها. وطالب الحكومة بإحداث انعطاف في سياستها باتجاه عملية سلام حقيقية، مؤكدا أن الثورات التي تجتاح العالم العربي هي فرصة نادرة يجب استغلالها لمصلحة السلام؛ «إنها تشكل انعطافا تاريخيا في منطقتنا، ولا يعقل ألا نسهم فيه بالشكل الإيجابي الملائم. ومع ذلك، فإن حكومة نتنياهو متجمدة، تفرض على إسرائيل منذ سنتين جمودا سياسيا خطيرا هدد ويهدد بعزلة خانقة لنا على كل الأصعدة والمجالات».

وتساءل أولمرت: «لقد اكتفينا بدور المتفرج على الأحداث في العالم العربي. قد أفهم ذلك عندما حصل الأمر في تونس، فهي بعيدة عنا. ولكن عندما حصلت التغيرات في مصر، فهؤلاء جيراننا؛ فماذا فعلنا وماذا نفعل اليوم؟.. وها هي الأمور تقترب منا أكثر وأكثر. فها هي سورية؛ فهل تساءلتم ماذا سنفعل إذا وصلت الثورات العربية إلى أي المناطق الفلسطينية؟ هل سننزل الجيش لقمعها ونضع أنفسنا في مكان واحد مع ليبيا؟».