العولقي يؤكد أن الإسلاميين سعداء بالثورات ويصفها بـ«تسونامي التغيير»

قال إنهم يتابعون ببهجة نجاح حركات الاحتجاج

أنور العولقي
TT

كسر رجل الدين الأميركي اليمني أنور العولقي، القيادي البارز بتنظيم القاعدة، حاجز صمته بشأن الانتفاضات داخل العالم العربي أول من أمس، زاعما أن متطرفين إسلاميين كانوا يتابعون ببهجة نجاح حركات الاحتجاج ضد حكومات لطالما نظروا إليها نظرة احتقار.

وكتب العولقي في إصدار جديد من مجلة «إنسبير» التابعة لتنظيم القاعدة والتي تصدر باللغة الإنجليزية: «يختبر المجاهدون في مختلف أنحاء العالم لحظة نشوة وأتساءل هل الغرب منتبه إلى نمو نشاط المجاهدين في مصر وتونس وليبيا واليمن والجزائر والمغرب وشبه الجزيرة العربية».

وجاء مقال العولقي، الذي حمل عنوان «تسونامي التغيير»، بين مجموعة قليلة من البيانات الصادرة عن قيادات بتنظيم القاعدة في مقابل النظرة السائدة بين محللين غربيين يرون أن الشبكة الإرهابية فيما يبدو لا علاقة لها بتغيير غير مسبوق في الشرق الأوسط. وخلال عملية الإطاحة بحكام تونس ومصر والتهديد الذي يلوح أمام زعماء دول عربية أخرى، دعا متظاهرون لهم ميول علمانية إلى تطبيق الديمقراطية وتجنبوا أعمال العنف بصورة عامة - ويأتي ذلك في مقابل عقيدة «القاعدة» خلال سعيها إلى زرع نظام حكمها الإسلامي الصارم في مختلف أنحاء العالم.

وفي مقطع صوتي خلال الشهر الجاري، طالب أيمن الظواهري، مساعد أسامة بن لادن ومصري الجنسية، المصريين بعد أن أطاحوا بالرئيس حسني مبارك بأن ينأوا بأنفسهم عن الولايات المتحدة ويرفضوا الديمقراطية ويعتنقوا الإسلام كحل لكافة مشكلاتهم. وفي معرض ترويجه لفكرة أن «القاعدة» تستحق بعضا من الثناء غير المباشر، قال إن رغبة الولايات المتحدة لرفع دعمها لمبارك وزعماء مستبدين آخرين كان «نتيجة مباشرة» لهجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).

ومقال العولقي استخدم فيه العامية بدرجة أكبر وكانت به نبرة ثقة واضحة، تأكيد على أن التغيير الكبير في الدول العربية جعل زعماء دول غربية «مرتبكين وقلقين وغير سعداء برحيل بعض أقرب أصدقائهم وأكثر من يعتمدون عليهم».

ونقل أقوالا عن معلقين أميركيين يصفون الانتفاضات بأنها رفض لـ«القاعدة»، بما في ذلك تأكيد وزيرة الخارجية هيلاري رودهام كلينتون على أن «نجاح الاحتجاجات السلمية أفقد المتطرفين مصداقيتهم».

ويقول العولقي، الذي يعتقد أنه مختبئ في اليمن، إن هذه الاستنتاجات سابقة للأوان. وكتب قائلا: «لا يجب بالضرورة أن تكون النتيجة بالنسبة لنا هي ظهور حكومة إسلامية كي نعتبر ما يحدث خطوة في الاتجاه الصحيح».

وأكد على أنه من خلال «كسر حواجز الخوف» والإطاحة بالزعماء الذين وفروا حماية لـ«مصالح استعمارية أميركية»، من المفترض أن تلعب الانتفاضات لصالح فلسفة تنظيم القاعدة على المدى الطويل. وأشار إلى اليمن وليبيا، حيث يتمسك الحكام هناك بالسلطة، كأماكن قد تفتح الاضطرابات داخلها احتمالات تمكن الجهاديين من تنظيم أنفسهم.

ويأتي بيان العولقي فيما عبر مسؤولون أميركيون عن شعورهم بالقلق بشأن هذه الاحتمالية. وفي ليبيا قال مسؤول عسكري أميركي هذا الأسبوع إن معلومات استخباراتية تفيد بأن عناصر «القاعدة» أو حزب الله كانوا من بين المتمردين الذين يقاتلون العقيد معمر القذافي. وفي اليمن، يمكن أن يقلل ضعف قبضة علي عبد الله صالح على سدة الحكم من الضغوط على تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية».

وفي تعبيره عن أمل بأن تنتشر الثورة من اليمن إلى السعودية، تساءل العولقي: «ألا يدرك الغرب كيف يمكن أن ينطلق العمل الجهادي بمجرد تساقط الأنظمة الحاكمة داخل الخليج؟».

وقال جاريت براتشمان، المحلل المتخصص في مكافحة الإرهاب ومؤلف «الجهادية العالمية»، إن المروجين لتنظيم القاعدة «انتهازيون - وبغض النظر عما يحدث فإن هؤلاء يحاولون أن ينسجوا الأمر ليحقق مصلحتهم».

ولكنه قال إن العديد من المنظرين المؤثرين بتنظيم القاعدة يعتقدون أن رحيل القيادات المستبدة سيكون ميزة. ويقول براتشمان: «يعرف تنظيم القاعدة أنه هامشي في هذا الأمر، ولكنه قد يفتح مساحة عمل يريدونها لوقت طويل».

ويعتقد أن مجلة «إنسبير»، والتي نشر منها خمسة أعداد على مواقع الجهاديين الإلكترونية، من عمل سمير خان، وهو أميركي ولد في السعودية نشأ داخل كوينز وكارولينا الشمالية قبل أن ينتقل إلى اليمن في 2009. وتستهدف المجلة التي تحتوي على الكثير من الرسوم الغرافيك المسلمين الشباب المنجذبين إلى قضايا التطرف. ويتضمن العدد الأخير دعوة إلى القراء ليرسلوا أسئلة عبر البريد الإليكتروني للعولقي وتعليمات بخصوص كيفية استخدام رشاش «إيه كيه».

وقد ساهم خان بنفسه في «إنسبير» بدعوة المصريين إلى عدم الاكتفاء بالإطاحة بمبارك وأن يسعوا إلى تطبيق الحكم الديني. وتساءل مشيرا إلى الشريعة الإسلامية: «السؤال الذي يطرح نفسه حاليا: ماذا ستفعلون إذا قررت حكومتكم عدم الحكم بالشريعة؟ أين سيكون ولاؤكم؟ للدولة أم الله؟».

* خدمة «نيويورك تايمز»