أمن مخيم عين الحلوة يهتز مجددا.. وكلام عن مشروع لضرب أهداف لبنانية

اللينو لـ «الشرق الأوسط»: بقايا «فتح الإسلام» تحاول إعادة تنظيم نفسها.. وسنضربها بيد من حديد

TT

عاد مخيم عين الحلوة الفلسطيني في جنوب لبنان إلى الأضواء مجددا من «البوابة» الأمنية كالمعتاد. فبعد أكثر من 10 أشهر على استقرار تام نعم به «عين الحلوة» نتيجة الترتيبات الجديدة في صفوف حركة فتح الممسكة بالمخيم ونجاح لجنة المتابعة التي تضم ممثلين عن مختلف الفصائل الفلسطينية باحتواء الإشكالات اليومية الصغيرة، عاد الأمن ليهتز هناك مع حديث عن مشروع فتنة ينطلق من «عين الحلوة» الفلسطيني ليضرب أهدافا لبنانية محددة. المشروع وبحسب مصادر أمنية فلسطينية تحركه «أيد مشبوهة لبنانية وإقليمية»، أما أداة المشروع فـ«فتح الإسلام» مجددا.. إذ يكشف القائد العام للكفاح المسلح الفلسطيني العقيد محمود عيسى المعروف بـ«اللينو»، عن أن «بقايا التنظيم الإرهابي المنحل (فتح الإسلام) تحاول إعادة تجميع نفسها في مخيم عين الحلوة للقيام بعمليات مشبوهة»، لافتا إلى أن «بعض القوى التي لها مصلحة في استهداف أمن المخيمات والجوار تقف وراء هذه العمليات ووراء إعادة إحياء (فتح الإسلام)». وفي اتصال مع «الشرق الأوسط»، تحدث اللينو عن «توتر أمني يشهده المخيم منذ نحو الأسبوع»، متوعدا بـ«الضرب بيد من حديد للقضاء على هذه البقايا»، قائلا: «نحن نتمتع بغطاء فصائلي وشعبي ولن نسمح لهذه المجموعات بأن تتنفس وسنقتص من كل عابث بأمننا أو بأمن اللبنانيين». وتعهد اللينو بـ«إلقاء القبض على هذه العناصر وبفك كل التنظيمات المتطرفة التي تتخذ من الإسلام غطاء لها»، وأضاف: «على الرغم من إعلان حل تنظيم (فتح الإسلام) رسميا، فعلى ما يبدو فإن أميرهم أسامة الشهابي تلقى أمرا ما بإعادة التحرك، لكننا نؤكد أننا سنكون له بالمرصاد لأنه وجماعته معروفون من قبلنا وسنقتص منهم». وكان مخيم عين الحلوة قد شهد منذ أيام اشتباكات بالأسلحة الرشاشة وبالقنابل اليدوية بين حركة فتح الممسكة بأمن المخيم ومجموعة من التنظيم الإرهابي المنحل «فتح الإسلام»، أوقعت عددا من الجرحى بصفوف المجموعة الإرهابية والمدنيين.

وكشفت مصادر واسعة الاطلاع داخل المخيم لـ«الشرق الأوسط»، عن أن «سلسلة من الحوادث الليلية وقعت منذ نحو الأسبوع وبوتيرة شبه يومية تمثلت في إلقاء قنابل في الأزقة أو وضع متفجرات وكان آخرها محاولة اغتيال أحد عناصر حركة فتح أيمن الدجاني». وقالت المصادر: «الأحداث الأمنية بلغت ذروتها مع وقوع أكثر من 3 انفجارات ترافقت مع إطلاق نار كثيف في الجهة الشرقية للمخيم حيث اضطرت مجموعة مكلفة بالحراسة من حركة فتح إلى التصدي لمجموعة مسلحة من نحو 6 أشخاص يعتقد أنهم من (فتح الإسلام)». وعلى أثر الأحداث الأمنية المتتالية، أقفلت المدارس في المخيم أبوابها وعقدت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية في «عين الحلوة» اجتماعا طارئا، أعلنت بعده أن «هناك سلسلة أحداث أمنية متكررة مشبوهة تقدم عليها عناصر مشبوهة بهدف النيل من أمن واستقرار مخيم عين الحلوة»، مؤكدة «تضامن القوى والفصائل جميعا للتصدي لأي شكل من أشكال الإخلال الأمني على أرضية الشراكة الوطنية القائمة على احترام التحالفات الحالية».

يشار إلى أن تنظيم «فتح الإسلام» الذي يشاع أنه يرتبط بتنظيم القاعدة، بدأ نشاطه فعليا في لبنان عام 2006 حين دخلت الجماعة في اشتباكات دامية مع الجيش اللبناني داخل مخيم نهر البارد، شمال البلاد. وقد لقي حينها أكثر من 400 شخص، بينهم مدنيون، حتفهم على مدى ثلاثة أشهر، قبل أن يتمكن الجيش اللبناني من فرض سيطرته على المخيم. وكان أمير «فتح الإسلام» عبد الرحمن عوض، قد قتل على أيدي مخابرات الجيش اللبناني في أغسطس (آب) الماضي لينصب بعدها أسامة الشهابي رسميا أميرا جديدا للتنظيم.