بيريس ونتنياهو إلى واشنطن وأوباما يزور المنطقة لاحقا

تحركات سياسية.. ومبعوث إسرائيلي لموسكو لإقناعها بعدم دعم مبادرة الاعتراف بالدولة

TT

تشهد منطقة الشرق الأوسط، في الأسابيع القادمة، تحركات سياسية واسعة بغية استئناف مفاوضات السلام، رغم أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو، ما زالت ملبوكة، ولا تعرف كيف تخرج من مأزق هذه المفاوضات، وتعاني من خلافات قطبية بين وزرائها حول السبيل الذي عليها أن تسلكه. ففي حين يطلب وزير الدفاع، إيهود باراك، أن يعلن نتنياهو استعداده لوضع جدول زمني للانسحاب من الضفة الغربية، يرد موشيه يعلون، وزير الشؤون الاستراتيجية، أن الوضع غير ملائم لانسحابات إضافية، فكل منطقة تنسحب منها إسرائيل سيحتلها المتطرفون.

في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيجتمع مع الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس في البيت الأبيض، يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء محادثات بشأن عملية السلام والاضطرابات في المنطقة. وقال في بيان، الليلة قبل الماضية، إن «الرئيس أوباما يتطلع لأن يناقش مع الرئيس بيريس مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الأمني بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والتطورات التي حدثت مؤخرا في الشرق الأوسط ومساعي السلام بين إسرائيل وجيرانها».

من جانبه، كان نتنياهو قد أعلن أنه سيسافر إلى واشنطن في مايو (أيار) المقبل ليلقي خطابا أمام الكونغرس. وهو أيضا يتطلع للقاء أوباما. بينما أعلن بيريس أن أوباما سيشارك في «مؤتمر رئيس الدولة» الإسرائيلي السنوي، الذي سيلتئم في النصف الثاني من يونيو (حزيران) القادم.

وذكرت مصادر إسرائيلية أن نتنياهو ووزراءه يشعرون بأنهم يتعرضون إلى موجة ضغوط شديدة في هذه الفترة، خصوصا أن الاتحاد الأوروبي ينوي خلال الأسبوعين القادمين طرح مبادرته للاعتراف بفلسطين دولة على حدود يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية، مع تبادل للأراضي. وهم يرون فيها مبادرة عدائية لأنها تحاول فرض موقف خارجي من دون مفاوضات. ويسعى الإسرائيليون لإجهاض هذه المبادرة بواسطة موقف مناصر لهم من أوباما. وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن نتنياهو، أوفد مستشاره يتسحاق مولخو، المستشار القضائي في وزارة الخارجية الإسرائيلية،، إلى موسكو في زيارة سرية، الأربعاء الماضي، لإقناع وزير الخارجية، سيرغي لافروف، بعدم دعم المبادرة الأوروبي. وأضافت الصحيفة أن الاجتماع مع لافروف طال أكثر من ساعة.

والتقى مولخو أيضا بالمبعوث الروسي للشرق الأوسط، سيرغي يكوليف ومسؤولين آخرين. ورغم أن الصحيفة قالت إنهما «قدما باسم نتنياهو أفكارا إسرائيلية جديدة لتحريك عملية السلام مع الفلسطينيين»، فإنها أكدت أن هدف الزيارة هو عرقلة تأييد روسيا للمبادرة الأوروبية، عشية اجتماع وزراء خارجية الدول المشاركة في اللجنة الرباعية بعد أسبوعين.

وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت تقريرا قبل أسبوع، أفاد بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدفع باتجاه تبني مبادرة سلام «دولية» تشمل مبادئ لتجديد المفاوضات وإقامة دولة فلسطينية.

يذكر أن نتنياهو أجل زيارة مولخو إلى باريس ولندن وبرلين وبروكسل للقاء مسؤولين أوروبيين والتي كانت بهدف إقناعهم بإرجاء طرح المبادرة السلمية. وقالت الصحيفة إن إرجاء الزيارة جاء بعدما أدرك نتنياهو أن زيارة مولخو ستفشل.