إسرائيل تحشد قوات مدرعة حول غزة

مصادر عسكرية: حماس تملك صواريخ لإسقاط الطائرات

TT

قالت مصادر عسكرية إسرائيلية: إن المفاجأة التي تحضر لها حركة حماس تتمثل في إسقاطها طائرات إسرائيلية بصواريخ محمولة على الكتف. وأكد ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو يتهيأ فعلا لاحتمال تعرض طائراته لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات من هذا النوع.

وقالت صحيفة «إسرائيل اليوم»، أمس: إن ذلك هو الاعتقاد السائد لدى قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي. في غضون ذلك، استبدل الجيش بقوات المظليين التي تحيط غزة قوات كبيرة من المدرعات والمشاة، المعروفة بمهمات الاجتياح، وذلك بدعوى «خطر تدهور أمني قد يستدعي القيام بعملية اجتياح واسعة». والحجة التي يتذرعون بها لخطر التدهور هذا تكمن في قرار إرسال أسطول حرية جديد لنصرة قطاع غزة في الشهر المقبل.

ونسبت الصحيفة إلى قادة في سلاح الجو القول: إنه توجد بحوزة حماس صواريخ تطلق من على الكتف باستطاعتها تهديد الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، وبحسبهم فقد تم تهريب هذه الصواريخ مؤخرا إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.

وترى «إسرائيل اليوم» أن التصعيد الأخير في قطاع غزة هو ثمرة عمل إسرائيلي في حقيقة الأمر، وبالذات عندما هاجمت الطائرات الإسرائيلية موقعا مأهولا لحركة حماس.

وقال الضابط الكبير: «وحتى لو قاد هذا إلى تصعيد، فإن الهجوم على موقع حماس كان مبررا.. الجولة الأخيرة كانت تستحق هذا، كي يبذلوا في حماس الجهد اللازم لخلق هدوء حقيقي ومن أجل ألا نعيش نحن في توتر متى سيسقط صاروخ القسام التالي».

ولم ترد حماس على هذه التقديرات الإسرائيلية، وهي عادة تلتزم الصمت تجاه حجم قوتها العسكرية، لكن الحركة تربط بين ما تصفه تهويلا إسرائيليا لقدراتها العسكرية واستعداد إسرائيل لشن حرب على القطاع؛ إذ ترى الحركة أن إسرائيل تحاول أن تبرر للعالم سبب عدوانها المستمر على القطاع. وأمس، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى منع إطلاق قافلة دولية كبيرة إلى قطاع غزة، قائلا له في مكالمة هاتفية: «إن عناصر إسلامية متطرفة تخطط لإرسال هذه القافلة في مايو (أيار) المقبل بغية الاستفزاز وتأجيج الخواطر». وزعم نتنياهو أن قطاع غزة مفتوح لإدخال جميع أنواع السلع عبر المعابر البرية. وشدد نتنياهو في مكالمته على أن «حماس هي حركة إرهابية تدعمها إيران بالصواريخ»، مذكرا بأن «الوسائل القتالية التي ضُبطت على ظهر سفينة فيكتوريا مؤخرا إنما تكشف عن جزء من المساعي الإيرانية لتهريب الأسلحة إلى القطاع عبر البحر، وهو ما يدفع إسرائيل إلى العمل بحزم ضد تسيير قوافل السفن إلى القطاع».

وبعد هذه المكالمة فورا نشرت المعلومات عن الحشود حول قطاع غزة. اللافت أن هذا التطور المفاجئ جاء غداة قيام الجيش بأول تدريبات عسكرية في عهد رئيس أركان الجيش الجديد، بيني غانتس، التي على الرغم من أنها تعتبر تقليدية تتم مرة في السنة بشكل دوري، فإن أهدافها الاستراتيجية أثارت عدة تساؤلات؛ فقد أعلن أنها استهدفت معرفة مدى الاستفادة من التدريبات التي جرت حتى الآن، لاحتمال مواجهة حرب متعددة الجبهات. والمقصود بذلك مواجهة خطر حرب على أكثر من جبهة في آن واحد: مع قطاع غزة وجنوب لبنان، وخطر اتساعها لتصبح حربا شاملة مع سورية وإيران أيضا.

وجرت التدريبات في منطقتي الجولان السوري (المحتل) والنقب، وتم فيها فحص عمليات التنسيق بين القوات المحاربة، من سلاح الجو وسلاح البحرية مع سلاحي المشاة والمدرعات خلال المعارك والتخلص من الإخفاقات كلها التي ظهرت خلال حرب لبنان الأخيرة (2006)، التي دلت على خلل في التنسيق.