أدى متظاهرو ساحة السراي بمدينة السليمانية صلاة الجمعة الثالثة وسط تجمع الآلاف من المواطنين، الذين جددوا تمسكهم بمطالبهم بالإصلاح السياسي في كردستان. وبعد انتهاء مراسم الصلاة، توجه عدد كبير من المتظاهرين من ساحة السراي إلى مبنى قائمقامية مركز المحافظة الواقعة بالقرب من ساحة الغزلان (ئاسكة كان) التي لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن ساحة السراي، بهدف التظاهر أمامه وتأكيد مطالبهم للسلطة، وحدثت هناك اشتباكات بين المتظاهرين وقوات شرطة النشاطات المدنية، بعد أن بدأ المتظاهرون برشق أفراد الشرطة بالحجارة، مما أجبرهم على إطلاق الرصاص في الهواء بهدف تفريقهم، وأسفرت المواجهات عن سقوط 12 جريحا، أربعة منهم من المتظاهرين المدنيين وثمانية من قوات الشرطة المدنية. وأعلنت مصادر في مستشفى السليمانية أن «18 جريحا وصلوا المستشفى لتلقي الإسعافات وكانت جروح جميعهم بسيطة».
وعلى الفور، أصدر المجلس المؤقت لقيادة مظاهرات ساحة السراي تصريحا أعلنته ناسك قادر، المتحدثة الرسمية باسم المجلس، أكدت فيه أن «المظاهرات التي تجري خارج ساحة السراي لا علاقة لنا بها، حيث أكدنا على المتظاهرين أن يبقوا في أماكنهم بساحة السراي للتعبير عن احتجاجاتهم ومطالبهم، ولسنا مسؤولين عما جرى بعد خروج عدد من المتظاهرين إلى خارج الساحة».
وعلى الصعيد ذاته، وجه متظاهرو ساحة السراي بالسليمانية وقوى المعارضة الكردية، انتقادات إلى الجهات الأمنية بالمحافظة حول اعتقال أحد علماء الدين الذي ألقى خطبة سابقة بساحة السراي أثناء إقامة صلاة الجمعة، دعا فيها إلى الجهاد ضد السلطة، وأصدرت مديرية الآسايش (الأمن المحلي) بالمدينة بيانا صحافيا، تلقت «الشرق الأوسط» نصه، تقول فيه «أوردت بعض الصحف والمواقع الإلكترونية نبأ اعتقال الملا كامران علي من قبل قوات مكافحة الإرهاب، ونحن في مديرية الآسايش نؤكد للجميع أن اعتقال الملا علي جرى في البداية من قبل مركز شرطة السراي بموجب المادة العاشرة من قانون المظاهرات، ولكن بسبب أن المدعو دعا في خطبته بيوم الجمعة أمام المتظاهرين إلى (الجهاد) ضد السلطة، فقد غير قاضي التحقيق التهمة المنسوبة إليه من التظاهر إلى المادة الثانية من قانون مكافحة الإرهاب، وبناء عليه فقد أرسل المتهم المذكور إلى مديريتنا لإجراء التحقيقات القانونية معه، وهو قيد التحقيق حاليا في المديرية».
إلى ذلك ، نشرت نقابة الصحافيين في إقليم كردستان تقريرها الشهري حول انتهاكات حقوق الصحافيين، رصدت فيه العديد من الانتهاكات خلال شهر مارس (آذار) الماضي، منها 16 هجوما واعتداء على مراسلي القنوات الإعلامية أثناء تغطيتهم لأحداث الشارع الكردي.