مئات اللبنانيين والمغاربة عالقون في أبيدجان وسط وقف الرحلات

بيروت تشكل خلية لمتابعة رعاياها.. والمغرب بدأ بترحيل النساء والأطفال

TT

بينما احتدمت المعارك في أبيدجان، بدأت عدة دول اتخاذ إجراءات عاجلة لإجراء رعاياها، خصوصا مع ورود تقارير عن تعليق الرحلات الجوية. في هذا الصدد، أعلن لبنان عن تشكيل خلية أزمة لمتابعة أوضاع جاليته في ساحل العاج، بينما أكدت مصادر رسمية في الرباط أن زهاء 500 مغربي لا يزالون عالقين في أبيدجان.

وصرح وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي الشامي، أمس، بأنه طلب من الأمم المتحدة والسفارة الفرنسية المساعدة في حماية اللبنانيين في أبيدجان، و«بالفعل لقد أنقذت طائرة مروحية تابعة للقوات الفرنسية مساء أمس (أول من أمس) عائلة لبنانية كانت عالقة في الاحتجاجات»، مؤكدا أن «السفارة الفرنسية والأمم المتحدة استطاعتا نقل 300 إلى 400 عائلة لبنانية إلى ثكنة فرنسية، وبالتالي يمكن القول إن الجالية اللبنانية بخير حتى الآن». وأضاف الشامي أنه اتصل بالسفير الأردني في أبيدجان «باعتبار أن الأردن يشارك في قوات الأمم المتحدة في أبيدجان، وذلك بهدف مساعدة الجالية اللبنانية هناك». وأضاف: «يجب أن تسير رحلتان إلى أبيدجان من قبل شركة (طيران الشرق الأوسط - الخطوط الجوية اللبنانية) وإذا أمكن نقل العائلات بالبواخر»، لافتا إلى أن «الوزارة سوف تعمد إلى نقل العائلات غير الميسورة على نفقتها، إذا اقتضى الأمر». ونقل أمس عن ممثلين للجالية اللبنانية في أبيدجان قولهم إنه «لا توجد عمليات إجلاء لأبناء الجالية، والمطار مقفل، والوضع سيئ جدا». بدورها، قالت «الخطوط الجوية المغربية» إنها اضطرت إلى تعليق رحلاتها بين الدار البيضاء وأبيدجان؛ نظرا لتردي الأوضاع الأمنية، في حين أغلقت بعض المؤسسات المغربية في العاصمة العاجية من بينها مصارف بسبب اضطراب الأوضاع. وسينعكس تعليق رحلات «الخطوط المغربية» إلى أبيدجان على خطط الحكومة المغربية لترحيل جميع المغاربة العالقين هناك.

وقالت مصادر متطابقة: إنه تم إيواء عدد من المغاربة بمخيم «بورت بويي» التابع للقوات الفرنسية في أبيدجان، بيد أن وكالة الأنباء المغربية نسبت إلى بعض هؤلاء خشيتهم من الميليشيات، وقالوا إن هذه الميليشيات تزرع الرعب ليلا في عدة أحياء شعبية في أبيدجان. يُشار إلى أن معظم الأجانب الذين في حماية الجنود الفرنسيين هم من أفراد الجالية اللبنانية. وتتمثل مهمة القوة الفرنسية (ليكورن)، المشكلة من نحو 900 عسكري، في دعم عملية الأمم المتحدة في ساحل العاج وضمان أمن الرعايا الفرنسيين والأجانب.

كانت السلطات المغربية قد استطاعت ترحيل نحو 430 شخصا أغلبهم من الأطفال والنساء جوا من أبيدجان إلى الدار البيضاء، وذلك منذ اندلاع الأزمة التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي جرَّاء رفض غباغبو الإقرار بهزيمته في الانتخابات. كان أكثر من 100 آخرين قد تمكنوا من مغادرة ساحل العاج بعد تفاقم الأزمة واندلاع مواجهات بين المعسكرين بأبيدجان وبأنحاء أخرى مختلفة من البلاد.

وتوجد جالية مغربية كبيرة في ساحل العاج يعمل أغلبها في مجال التجارة، خاصة في مجال النسيج والصناعة التقليدية والأدوات المنزلية، ومعظمهم ينحدرون من مدينة فاس، كما أن المغرب يشارك ببعثة عسكرية ضمن قوات الأمم المتحدة تضم 700 جندي. وقالت الأمم المتحدة أمس إنهم يعملون في تفانٍ لخدمة الأشخاص الفارين من المعارك الدائرة هناك.. وأوضح بيان للأمم المتحدة أن جورج روتنباخ، رئيس مكتب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ساحل العاج «أشاد بتفاني الكتيبة المغربية التي يحظى حضورها القوي إلى جانب النازحين بالتقدير». كان روتنباخ قد زار مخيم البعثة المغربية بدويكوي (484 كم غرب أبيدجان) التي تعتبر مسرحا لمواجهات عنيفة بين مقاتلي المعسكرين المتصارعين. ويؤوي معسكر البعثة المغربية أكثر من 200 شخص فروا من المعارك معظمهم من النساء والأطفال كما تقدم عناصر القوات المسلحة الملكية خدمات صحية للنازحين. ونشرت عملية الأمم المتحدة بساحل العاج فرقا بدويكوي لضمان حماية نحو 10 آلاف نازح يوجدون داخل البعثة الكاثوليكية بهذه المدينة.