أسرة كوري تواصل محاكمة إسرائيل في محاكمها

تتهم الجيش بقتل ابنتها الناشطة دهسا في رفح عام 2003 عمدا

TT

تستأنف المحكمة المركزية في مدينة حيفا، غدا، جلسات الاستماع إلى الشهود في الدعوى المدنية التي رفعتها عائلة الناشطة الأميركية الراحلة راشيل كوري، ضد إسرائيل، بتهمة قتل ابنتها عمدا مع سبق الإصرار، في مدينة رفح في قطاع غزة بتاريخ 16 مارس (آذار) 2003، وذلك بعد توقف دام 5 شهور.

وقُتلت كوري في رفح بعدما دهستها جرافة من طراز «كاتربيلر دي 9 آر» تابعة للجيش الإسرائيلي، بينما كانت تتظاهر سلميا مع آخرين ضد هدم البيوت الفلسطينية هناك.

ومن المقرر حضور قائد الوحدة العسكرية التي قتلت راشيل، الذي عرفته المحكمة بالحرفين «س. ر» للإدلاء بشهادته.

كان «س. ر» قد أشرف على عمل الجرافة من داخل ناقلة جند مدرعة وجدت في الموقع.

وتحاول عائلة كوري، منذ عام تقريبا، الحصول على حكم في قضية ابنتها من محكمة، بدأت النظر في دعوة العائلة في مارس 2010 بالاستماع إلى شهادات 4 من زملاء راشيل في حركة التضامن الدولي، الذين شهدوا مقتلها، واستمعت لاحقا لشهود رسميين قدمتهم الحكومة الإسرائيلية، ومن ضمنهم محقق الشرطة العسكرية الذي قاد التحقيق في القضية وسائق الجرافة التي دهست وقتلت راشيل، بالإضافة إلى مرافق السائق الذي كان موجودا في الجرافة.

وتتهم عائلة كوري الحكومة الإسرائيلية بقتل راشيل بشكل متعمد، أو على الأقل الإهمال والسماح لجنودها وضباطها بالتصرف بشكل أرعن وغير مسؤول واستخدام جرافة عسكرية مصفحة من دون الأخذ بعين الاعتبار وجود المدنيين العزل المسالمين في رفح، وترد الحكومة الإسرائيلية بقولها إن مقتل راشيل تم في منطقة عسكرية مغلقة وأثناء صراع مسلح، وينظر له كعملية حربية، مما يعفي الحكومة والجيش من أي مسؤولية.

وحققت عائلة كوري تقدما لصالحها في جلسة 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قبل رفع الجلسات لعدة شهور، في الشهادة التي أدلى بها مرافق قائد الجرافة بعد أن تناقضت شهادته مع الشهادة التي أدلى بها قبله قائد الجرافة؛ إذ قال المرافق إن راشيل كانت تقف خلف تلة ترابية، بينما قال السائق إنها كانت تقف بين التلة والجرافة، تماما كما قال أصدقاؤها وعائلتها.

وتكسب المحاكمة أهمية كبيرة، بسبب جنسية راشيل الأميركية، وعادة ما يحضر ممثلون عن السفارة الأميركية في إسرائيل وناشطون ومؤسسات حقوق إنسان أميركية وغربية.

وقالت سيندي كوري، والدة راشيل، في تصريح تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه: «إن هذه المحاكمة تكتسب أهمية كبرى في ظل التظاهرات الشبابية السلمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط التي تناضل لاستعادة الحقوق والحريات العامة».