أعمال شغب في سجن «رومية» في جبل لبنان

بدأت باحتجاج سجين لينضم إليه آخرون للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة

TT

واصلت وحدات القوى الأمنية والجيش اللبناني الجهود لإعادة الهدوء إلى سجن رومية المركزي في منطقة جبل لبنان، الذي ظل حتى وقت متأخر من يوم أمس يشهد أعمال شغب وتمرد داخل العنبر «د»، وهو أحد عنابر الموقوفين.

وبثت إحدى المحطات التلفزيونية اتصالا هاتفيا لشخص قدمته على أنه أحد المساجين في العنبر «د»، تحدث خلاله عن «جرحى منذ ثلاث أيام لم يتم نقلهم من السجن».

ولفت إلى أن «الاحتجاجات هي بسبب سوء المعاملة من قبل بعض الضباط». وقال السجين: «هناك إصابات بين المساجين وقد حصل إطلاق لرصاص مطاطي وحقيقي عليهم». وأشار إلى أن «الدخان الكثيف في العنبر (ب) جراء حريق يمنعهم من التوجه إلى خارج المبنى كما يمنع القوى الأمنية من الدخول إليه».

وشدد السجين على أن مطالبهم تتعلق بكل من «وضع الغرف وتزويدها بالكهرباء ونوعية الأكل وغيره»، مؤكدا أن «الحصول على الهواتف الجوالة في السجن وإدخالها إليه سهل».

وأكد أحد السجناء في اتصال مع موقع إلكتروني لبناني أن «لدينا 5 رهائن و5 قوارير من الغاز»، مهددا أنه «إذا كانوا رجالا وقاموا بمداهمة المبنى فسنقوم بتفجير المبنى ونذبح العسكر». ولفت إلى أن «مستشار وزير الداخلية والبلديات وقائد الدرك يقومان بالمفاوضات»، مشيرا إلى أنه «في السابق أعطونا الكثير من الوعود، وفي ما بعد يأتون بفرقة مكافحة الشغب ينقلون إلى طرابلس ويضربون».

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يشهد فيها سجن رومية أعمال شغب، بل شهد في السابق حركات احتجاج وتمرد بهدف تحسين ظروف معيشة نزلائه. وهذا السجن معد أساسا لاستقبال 1500 شخص، لكنه يؤوي إجمالا أكثر من أربعة آلاف سجين، ما يشكل نحو 65 في المائة من نسبة المساجين في لبنان.

ونسب إلى مصدر أمني القول إن «التمرد مستمر، ويقوم السجناء مجددا بإحراق فرش».

وتحدث المصدر عن سقوط إصابات نتيجة الدخان المتصاعد من الزنزانات وشظايا زجاج.

وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية، إن التمرد بدأ قبل الظهر، عندما «احتج سجين في مبنى الموقوفين في سجن رومية على مناقلات وإجراءات تفتيش روتيني، فحصلت مشادة بينه وبين أحد الضباط، ما لبثت أن تطورت إلى أعمال شغب». وأضاف أن «السجين المذكور هدد بإيذاء نفسه إذا لم يتم التجاوب مع طلباته»، التي لم يحددها المصدر، حسب الصحافة الفرنسية. ولم يتوقف الأمر عند السجين المحتج، بل «تضامن معه عدد من السجناء الآخرين.. فقاموا بتحطيم نوافذ وأبواب وإحراق عدد من الفرش» بغية حض باقي السجناء على مساندتهم.

وبثت شاشات التلفزيون صورا للدخان المتصاعد من السجن، بينما تجمع عدد كبير من أهالي السجناء الذين كانوا آتين لزيارة أقربائهم في السجن خارجه، يحاولون الحصول على معلومات عن السجناء.

ومع توسع الاحتجاجات، بادرت القوى الأمنية إلى استقدام قوات إضافية لمساندة العناصر القائمين بعمليات الحراسة والأمن في داخل مباني السجن، منعا لامتداد الشغب إلى باقي أبنية السجن.

وأوضح المصدر الأمني أن «المحاولات قائمة لضبط الوضع، وأن قائد الدرك موجود في المكان للمعالجة». وأضاف: «بعد أن كان الأمر يتعلق بمجرد مشكلة إدارية، فجأة بدأ السجناء يطالبون بقانون عفو، وتحسين أوضاعهم»، على خلفية اتخاذ قرارات داخلية.