مقتل 7 أجانب من العاملين بالأمم المتحدة و5 أفغان في مزار الشريف

مقتل 3 انتحاريين يرتدون النقاب في هجوم على قاعدة لقوات التحالف في كابل

ضابط شرطة أفغاني يقف بالقرب من سيارة محترقة في مقر الأمم المتحدة في مزار شريف أمس (أ.ف.ب)
TT

قتل سبعة من الموظفين الأجانب العاملين ضمن بعثة الأمم المتحدة، وخمسة متظاهرين أفغان، في هجوم استهدف مقر البعثة بمدينة مزار الشريف، شمال أفغانستان، المصادر الرسمية ذكرت أن القتلى السبعة هم خمسة نيباليين وسويدي ونرويجي، كما رجحت الأمم المتحدة أن يرتفع عدد القتلى إلى العشرين. وقد حدث الهجوم خلال مظاهرة ضمت المئات من الأفغان خرجوا بعد صلاة الجمعة، أول من أمس، احتجاجا على حرق نسخة من المصحف الشريف على يد كاهن أميركي في مارس (آذار) الماضي بإحدى كنائس ولاية فلوريدا، لكن مظاهرة مزار الشريف سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف، وسمعت طلقات الرصاص في المكان بعد أن اندس مسلحون إلى صفوف المتظاهرين وقاموا بمهاجمة مقر بعثة الأمم المتحدة، وكانت السلطات المحلية والشرطة اتهمت، مساء الجمعة، متمردين بالتسلل إلى داخل المظاهرة. بدوره, أكد رئيس عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة ألان لو روي أن بعض «المتظاهرين كانوا مسلحين علنا».

وأضاف عبد القادر: «في البدء, أخذ المتظاهرون يرشقون مبنى المنظمة بالحجارة. وبعد نحو ساعة, بدأوا بإطلاق النار», مقدرا الحشد بآلاف عدة من الأشخاص.

من جهته، أدان الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أول من أمس «بأشد العبارات»، الهجوم الذي استهدف مقر الأمم المتحدة في مزار الشريف، شمال أفغانستان، وأسفر عن سقوط سبعة قتلى خلال مظاهرة احتجاج على إحراق قس أميركي مصحفا. وعبر الرئيس الأميركي عن تعازيه لأسر ضحايا الهجوم، ودعا إلى الهدوء. وقال: «نشدد على أهمية الهدوء وندعو كل الأطراف إلى رفض العنف وتسوية خلافاتها بالحوار». وبعيد ذلك, ضمت وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، صوتها إلى صوت أوباما، وأكدت أنه «ليس هناك أي تبرير لهذه الفظاعة». وأضافت أن «موظفي الأمم المتحدة الذين قتلوا كانوا في أفغانستان لمساعدة الأفغان على بناء مستقبل أفضل». وأفادت حصيلة رسمية للأمم المتحدة نشرت في نيويورك بأن الهجوم أسفر عن سبعة قتلى، هم أربعة نيباليين وثلاثة أجانب آخرين. وأدانت الهجوم أيضا سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سوزان رايس, معتبرة أنه «مروع وجنوني».

وقالت رايس في بيان إن «هذا الطاقم المتفاني في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان ينجز عملا شجاعا كل يوم لدعم الشعب الأفغاني في ظروف بالغة الصعوبة، بما في ذلك هجمات متكررة».

وأكدت أن «استهداف هؤلاء الشجعان بأعمال عنف أمر لا يمكن التسامح معه», مؤكدة أن الولايات المتحدة ستبقى إلى جانب الأمم المتحدة «لتبني مع الشعب الأفغاني أفغانستان أقوى وأكثر استقرارا وسلاما». وكان مجلس الأمن الدولي دعا الجمعة الحكومة الأفغانية إلى توفير حماية أفضل لموظفي الأمم المتحدة.

وفي ختام اجتماع طارئ لمجلس الأمن, أصدر أعضاء المجلس الـ15 بيانا أدانوا فيه «بأقسى العبارات» الهجوم، ودعا مجلس الأمن في بيانه «الحكومة الأفغانية إلى إحالة المسؤولين (عن الهجوم) على القضاء واتخاذ كل الإجراءات الممكنة, بمساعدة من (إيساف)، القوة الدولية للمساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان, من أجل توفير الحماية لموظفي الأمم المتحدة ومقراتها».

وهذا الهجوم هو الأكثر دموية على المنظمة الدولية في أفغانستان، منذ اجتاح تحالف دولي هذا البلد في نهاية 2001 لتدمير البنية التحتية لـ«القاعدة» والإطاحة بنظام طالبان.

وفي غينسفيل (الولايات المتحدة)، دعا القس الأميركي تيري جونز، الذي أحرق نسخة من القرآن الشهر الماضي, إلى تحرك «فوري» للولايات المتحدة والأمم المتحدة ضد مرتكبي أعمال العنف في أفغانستان, زاعما أن الدين الإسلامي بأكمله يجب أن يحاسب على ذلك. وأضاف: «حان الوقت لمحاسبة الإسلام». إلى ذلك، أفادت مصادر متطابقة بأن مسلحين هاجموا، صباح أمس، برشاشات وقاذفات مضادة للدروع معسكرا لقوة «إيساف» بقيادة حلف شمال الأطلسي في كابل، فأصابوا ثلاثة عسكريين بجروح خفيفة، قبل أن يقتلوا. وتبنت حركة طالبان الهجوم، مؤكدة أنها قتلت «عدة أميركيين».

وأعلنت شرطة كابل في بيان أن «ثلاثة انتحاريين وصلوا إلى مدخل معسكر فينكس وهم يرتدون النقاب, أحدهم فجر عبوة كان يحملها، بينما أطلق الآخران النار على الحراس».