تراجع واضح في مواقف الرئيس اليمني

اليمن: صالح يستعيد «التوازن».. و«شباب الثورة» يطالبون واشنطن بالتخلي عنه

يمنيون يتظاهرون في العاصمة صنعاء أمس ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح (أ.ف)
TT

استعاد الرئيس اليمني علي عبد الله صالح قدرا كبيرا من توازنه السياسي والشعبي، بعد أن كان قد أوشك على أن يترك السلطة جرَّاء الضغط السياسي والشعبي المطالب برحيله عن الحكم؛ فالمظاهرات المؤيدة له، التي خرجت في حشود كبيرة، اليومين الماضيين، أعادت إليه الثقة، إن جاز التعبير، خاصة أن ذلك تزامن مع تراجع واضح في مواقفه السابقة بشأن موافقته على الرحيل عن السلطة، لكن وفقا للفترة الدستورية وبالطريقة التي يريدها هو نفسه.

فقد تلقى صالح، في الآونة الأخيرة، الكثير من «الضربات» السياسية التي كادت تطيح بنظامه أو، على الأقل، التسريع بالإطاحة به، وأبرز تلك الضربات انشقاق عدد كبير من قادة الجيش عنه مع ألويتهم العسكرية، وفي المقدمة اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الغربية، قائد الفرقة الأولى مدرع، إضافة إلى الاستقالات التي انهمرت من عضوية حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، من قبل أعضاء في مجلس النواب (البرلمان)، واستقالات لمسؤولين حكوميين وسفراء ووزراء من مناصبهم.

وبحسب مراقبين، فإن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استطاع أن يستعيد قدرا كبيرا من توازنه السياسي، بما يمكنه من إدارة اللعبة السياسية، على الرغم ممَّا طرح وما سرب من وثائق تثبت إنفاق مبالغ مالية كبيرة على مسؤولين في الحزب الحاكم والسلطة المحلية وعقال الحارات والأحياء وغيرهم ممن يقومون بحشد المتظاهرين لتأييد صالح.

على الجانب الآخر، يعتقد المراقبون أن بريق «ثورة الشباب» خفت، إلى حد ما، على الرغم من أن «جمعة الخلاص» شهدت حشدا غير مسبوق من المشاركين في المظاهرات للمطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، ويرجع المراقبون هذا الخفوت إلى الكثير من الأسباب الداخلية والخارجية، أبرزها توقف المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن والمجاميع المسلحة المؤيدة للنظام، على الأقل في العاصمة صنعاء، بعد أن تحملت قوات الجيش الموالية للواء علي محسن الأحمر، مسؤولية حمايتها، على الرغم من استمرار الاعتداءات على المعتصمين في محافظات أخرى.. كانت تلك الهجمات على المتظاهرين تؤجج الأوضاع سياسيا وإعلاميا، إضافة إلى غياب رؤية واضحة بشأن الخطوات المقبلة لإرغام صالح على التنحي، بعد أن ألغيت «جمعة الزحف» على القصر الرئاسي، وباتت الأجواء ضبابية وتراوح مكانها، وضمن الأسباب، أيضا، عدم وجود مواقف دولية «مؤيدة» لـ«ثورة الشباب» أو «ضاغطة» على صالح.

ولعل أهم المواقف الدولية المنتظرة لصالح «ثورة الشباب» هي الموقف الأميركي الصريح والواضح، الذي تتعرض بسببه الإدارة الأميركية لانتقادات حادة في أوساط الشباب المعتصمين في الساحات باليمن، وفي هذا السياق، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية الإدارة الأميركية إلى «مغادرة الغموض واتخاذ موقف مساند للثورة اليمنية السلمية والمطالبة الفورية لعلي صالح بالرحيل بما يتناغم مع حقوق الشعوب ومبادئ حقوق الإنسان ورفض الاستبداد والديكتاتوريات».