إسرائيل تقتل قائدا كبيرا واثنين آخرين.. وحماس تتوعد بإذاقتها من «نفس الكأس»

قالت إنها استهدفتهم لأنهم كانوا يخططون لخطف إسرائيليين.. والسلطة تحذر من «تدهور»

TT

بددت إسرائيل، أمس، حالة الهدوء النسبي الذي ساد قطاع غزة في الأيام القليلة الماضية، وعززت المخاوف الفلسطينية من تدهور قد يقود إلى حرب أخرى واسعة، بعدما قتلت قائدا بارزا في كتائب القسام و2 من مساعديه في غارة توعدت كتائب القسام بالرد عليها وإذاقة إسرائيل من «نفس الكأس».

وفي وقت رجحت فيه مصادر إسرائيلية أن تندلع الحرب على غزة بعد منتصف مارس (آذار) الحالي، في الوقت الذي يحتفل فيه اليهود بعيد الفصح، إذا ما استمر التدهور الحالي، زعم الجيش الإسرائيلي أن الغارة التي تم التخطيط لها بالتعاون مع جهاز الأمن العام «الشاباك» استهدفت ناشطين «خططوا لاختطاف مواطنين إسرائيليين خلال عيد الفصح».

وقال الناطق باسم الجيش إن «طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت خلية إرهابية تابعة لحماس كان تخطط لخطف إسرائيليين في شبه جزيرة سيناء وفي إسرائيل خلال عيد الفصح» اليهودي. واعتبر الناطق أن ذلك «لا يعتبر خرقا للتهدئة، وإنما ضربة وقائية».

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن عمليات من هذا النوع تستهدف من سمتهم «عناصر الإرهاب» ستتواصل بشكل «مركز» للحفاظ على «مستقبل الهدوء بين غزة وإسرائيل».

واستهدفت إسرائيل إسماعيل لبد، أحد أبرز قادة القسام، الذي تصفه بمصدر الخطر، وشقيقه عبد الله، ومحمد الداية، في قصف سيارتهم من طراز «سوبارو» قرب خان يونس، على طريق صلاح الدين الواصل بين شمال غزة وجنوبها. واعتبرت كتائب القسام اغتيال قادتها الثلاثة «تصعيدا خطيرا»، وحملت إسرائيل «كل النتائج» التي قد تترتب على ذلك.

وفي الضفة الغربية حذرت السلطة الفلسطينية من محاولات إسرائيل جر الفلسطينيين إلى دائرة العنف، وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، غسان الخطيب، إن التصعيد الإسرائيلي الجاري في غزة، سيقود الأمور إلى تدهور لا يرغب به أحد.

وأدانت الحكومة الفلسطينية، «جميع الممارسات الإسرائيلية المرتكبة بحق المواطنين في غزة»، ودعت الفلسطينيين إلى التمسك بالمقاومة الشعبية، لتفويت الفرصة على إسرائيل. وقال الخطيب: «إسرائيل تحاول أن تجرنا إلى دائرة العنف والعنف المضاد، لأن لها مصلحة بذلك، ولكن الشعب الفلسطيني أكثر وعيا هذه المرة من خلال تمسكه بالمقاومة الشعبية التي أحرجت إسرائيل في مختلف الميادين».

أما حركة فتح فقد أدانت هي الأخرى اغتيال 3 من قادة القسام، وقالت في بيان: «إن تواصل التصعيد العسكري الإسرائيلي الغاشم ضد أبناء شعبنا الصامد في قطاع غزة، يعتبر جريمة بشعة تُضاف لسلسة الجرائم والمجازر الدموية التي ترتكبها ضد أبناء شعبنا». وحذرت فتح في بيانها من مغبة التصعيد الإسرائيلي وانعكاساته، التي تنذر بمخطط عدواني مُبيت ضد القطاع، مطالبة بتدخل دولي عاجل لوقف هذا التصعيد الإسرائيلي الخطير وغير المبرر.

واستعدادا لتصعيد فلسطيني، أخذ الجنود الإسرائيليون العاملون في منظومة القبة الحديدية، التي نصبت الأسبوع الماضي بشكل سريع، يترقبون الأحداث ويستعدون لأول اختبار حقيقي محتمل للقبة التي نشرت في بئر السبع، بعد فترة طويلة من التدريب والاستعداد، لاعتراض الصواريخ الفلسطينية.

وقال دور كريكسمان، وهو أحد الضباط المسؤولين عن المنظومة: «في الحقيقة لدينا شعور بأننا نحمي الوطن.. لقد وصلنا فجأة إلى لحظة الحقيقية، صحيح أن هذا مبكر أكثر مما توقعنا ولكن على ضوء الظروف الميدانية في الأيام الأخيرة تقرر الخروج إلى العمل الميداني الأولي».

وقال مسؤولون في هذه المنظومة إنهم ينتظرون لحظة تجريبها الحقيقية، وأضاف قائد الوحدة، المقدم شيبي بن بوحر: «انتظرنا هذه اللحظة منذ وقت طويل، في داخل الوحدة وخارجها».

وذكرت صحيفة «معاريف» أن قيادة الجيش والمسؤولين في وزارة الدفاع وشركة «رفائيل» المسؤولة عن تطوير هذه المنظومة، ينتظرون منذ يوم الأحد في توتر. وأضافت: «تنتظر دول أخرى مدى نجاح هذه المنظومة، حتى تشتريها». ومنذ يوم الأحد يتطلع الجنود المسؤولون عن القبة الحديدية لإطلاق أول صاروخ اعتراضي باتجاه أول صاروخ «غراد» سيطلق من غزة باتجاه بئر السبع، وفق الصحيفة.

وأوضح بن بوحر: «إذا نجح جنودنا في اعتراض الصواريخ من قطاع غزة فإن هذا سيسجل كنجاح باهر لصالح جهاز الدفاع لدينا، وإذا لم ينجحوا سيتولد شعور محبط لكل مناصري هذه الخطوة».

واستطردت «معاريف»، أن الجنود المسؤولين عن المنظومة متأكدون، بعد سلسلة التجارب التي نفذوها، بأن المدى الذي يتواجدون فيه على الأقل سيكون محميا تقريبا.