رئيس الوزراء الياباني يتفقد المنطقة المنكوبة بالتسونامي للمرة الأولى

الأمم المتحدة تحذر من «خطورة» الوضع

TT

قام رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، أمس، بزيارة تفقدية إلى المنطقة التي دمرها زلزال عنيف أعقبه تسونامي هائل في 11 مارس (آذار) الماضي في شمال شرقي البلاد، بينما حذرت الأمم المتحدة من وضع نووي «خطير جدا». ووصل كان من طوكيو على متن مروحية عسكرية هبطت في ميناء ريكوزينتاكاتا الصغير (مقاطعة إيواتي) الذي تضرر بشدة في الزلزال والتسونامي. وتوقف في فوكوشيما للتعبير عن تضامنه مع أعضاء فرق الطوارئ الذين يجازفون بحياتهم لمنع حدوث انصهار داخل المحطة النووية. وجاءت زيارته إلى المحطة المتضررة في حين لاحظ الفنيون فيها، أمس، وجود مياه تحتوي على كمية عالية من الإشعاع تتسرب من بئر متصدعة إلى مياه المحيط. وقال مسؤول في شركة كهرباء طوكيو (تبكو): إن العمال عثروا في بئر على مياه تبلغ درجة إشعاعها ألف ملسيفر في الساعة. وأضاف أنهم لاحظوا عندها وجود شق في البئر بعرض 20 سنتيمترا تتسرب منه المياه المشعة مباشرة إلى البحر. وتفقد رئيس الوزراء مقر المتطوعين في فرق الإطفاء ثم مركزا لإيواء الناجين. وذكر أن أحد الناجين «قال إن منزله كان على الشاطئ وسأل أين يمكن أن يبني منزلا له في المستقبل، فأجبت أن الحكومة ستفعل ما بوسعها لمساعدتكم حتى النهاية». وأكد أن الحكومة تفكر في تقديم دعم للصناعات المرتبطة بالبحار التي تضررت بشكل كبير في التسونامي، مثل مربي الأصداف.

وهي أول زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الياباني إلى المنطقة المنكوبة. وكان قد ألغى في 21 مارس الماضي، زيارة أولى، مبررا قراره بسوء الأحوال الجوية. وعلى طول الساحل سقط أكثر من 11 ألف قتيل، بينما فقد 16 ألفا آخرون. وتقوم قوات يابانية وأميركية بعملية واسعة يشارك فيها 25 ألف شخص بمروحيات وطائرات وسفن وعلى الأرض، للبحث عن جثث. وقد عثرت منذ بدء مهمتها، أول من أمس، على 32 جثة.

وقالت وكالة الأنباء اليابانية «كيودو»: إن البحث يجري في قطاع إيشينوماكي في منطقة مياجي. ويتركز البحث في محيط مدرسة فقد فيها 50 طفلا. وقد انتشر 50 غواصا قرب نهر كيتاكامي.

وتوجه رئيس الوزراء في مقاطعة فوكوشيما إلى قطاع «جي - فيليج» الذي يشكل قاعدة لمئات من أفراد طواقم الطوارئ التي تعمل في المحطة النووية المتضررة فوكوشيما دايشي (فوكوشيما 1). كان ناوتو كان قد تفقد من مروحية في 12 مارس محطة فوكوشيما المتضررة للاطلاع على الأضرار التي لحقت بها. لكن برلمانيين انتقدوه بشدة على خطوته هذه، مشيرين إلى أنه بسبب تحليقه هذا تأخرت عمليات طوارئ بالغة الأهمية بينها خصوصا إطلاق بخار مشع لخفض الضغط عن المفاعل رقم 1.

وأمام البرلمان، الثلاثاء الماضي، دافع كان عن جولته التفقدية للمحطة النووية بالمروحية، مؤكدا أنها لم تتسبب بأي تأخير لأعمال الإنقاذ.

وتبذل السلطات أقصى جهودها لتفادي وقوع كارثة نووية، بينما يتفاقم تأثير تسرب الإشعاعات إلى الجو والتربة والمياه الجوفية ومياه البحر على البيئة، وتواجه شركة كهرباء طوكيو انتقادات لأنها لم تنشر معلومات صحيحة مرتين على الأقل. وأول من أمس، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أن الوضع في محطة فوكوشيما النووية «يبقى خطيرا جدا». وأضاف: «لكن اليابان ليست وحيدة. فقد وعدني الأمين العام للأمم المتحدة (بان كي مون) بتقديم كل دعم ضروري لليابان. المهم اليوم هو وضع حد لهذه الأزمة».

من جهة أخرى، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مستويات الإشعاع في قرية يابانية قريبة من محطة فوكوشيما النووية تتحسن يوما بعد يوم وباتت أدنى من الحدود المطلوبة لتأمين السلامة. كانت الوكالة الذرية قد أعلنت، الأربعاء الماضي، أنها قامت بقياس مستويات إشعاعات «تبرر عملية إجلاء» في إيتاتي. وتقع هذه القرية على بعد 40 كم من فوكوشيما دايشي (رقم 1) وهي خارج منطقة الإجلاء في شعاع من 20 كم في محيط المحطة وحتى خارج منطقة تقع على بعد 20 و30 كم، ونصح سكانها بالبقاء في منازلهم أو الرحيل.