الرئيس المكلف: قطعنا شوطا مهما في الاتصالات لكن لسنا قريبين من التشكيل

علوش لـ«الشرق الأوسط»: ميقاتي يبحث عن حلفاء يستقوي بهم بعد فشله مع حلفائه الجدد

TT

لم يحسم الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة في لبنان نجيب ميقاتي الموعد المفترض لإعلان تشكيلته الحكومية، رغم مرور أكثر من شهرين على تكليفه، قائلا: «قطعنا شوطا مهما في الاتصالات والجهود، لكن هذا لا يعني أننا أصبحنا قريبين من التشكيل»، موضحا أنه «يعمل تحت سقف الدستور والصلاحيات المعطاة له على معالجة العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة».

وأعرب ميقاتي، الذي شارك للمرة الثانية منذ تكليفه في اجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، عن تفاؤله بأن «تسهم الاتصالات الجارية في تسريع وتيرة العمل لإنجاز التشكيلة الحكومية»، مشيرا إلى أنه «متأكد من أن كل الأطراف تدرك حجم المسؤولية الوطنية التي تستدعي التعاون لتقديم حكومة منتجة ترضي طموحات اللبنانيين». ووصف أجواء التشكيل بـ«الإيجابية»، معربا عن أمله في أن «تنسحب على كل الأفرقاء المعنيين بالمشاركة في الحكومة».

وتعليقا على حضور ميقاتي لاجتماع دار الفتوى، أكد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، في اتصال مع «الشرق الأوسط» أنه «لا شك بعد المشوار غير الناجح مع حلفائه الجدد يحاول الرئيس المكلف البحث عن حلفاء يستقوي بهم في هذه المرحلة»، معتبرا أن مشاركته أمس «بمثابة محاولة للعودة إلى الالتزام ببيان دار الفتوى الذي أعلن التزامه به منذ شهرين».

وفي ما يتعلق بتأخير تشكيل الحكومة، أوضح علوش أن «الرئيس المكلف منذ قبوله أن يكون مرشح حزب الله في التكليف كان ينبغي أن يدرك أنه ملزم في كثير من الأمور لمن رشحه»، معربا عن اعتقاده بأن «ثمة عقدة محلية، تعترض التأليف، لم تلق أي حلول من الراعي الإقليمي، الذي يمارس إهمالا مقصودا في هذا السياق». وعن موقف «14 آذار» في حال أجبر الرئيس ميقاتي على الاعتذار عن تشكيل الحكومة، شدد علوش على أن «ثوابت قوى 14 آذار للتكليف والتأليف تتعلق بالمحكمة وبالسلاح غير الشرعي، فإذا أيدت أكثرية نيابية هذا الطرح يمكن للرئيس سعد الحريري أو أي ممثل آخر من قوى 14 آذار أن يقبل بالتكليف، وإلا فلا جدوى من العودة إلى اللغة السابقة أو إلى تسويات لا طائل منها».

في موازاة ذلك، استغرب رئيس حزب الكتائب أمين الجميل «كيف أن لبنان لا يزال من دون حكومة»، ودعا إلى أن «تشكل الأحداث التي تدور في بيتنا ومن حولنا حافزا من أجل تشكيل حكومة وطنية جامعة تمكّن لبنان من مواجهة كل هذه الاستحقاقات وتحصّن الوطن أمام هذه العواصف التي تنذر بعواقب خطيرة لن يكون لبنان بمنأى عنها فيما لو بقي الوضع على حاله، في الوقت الذي تتخبط فيه الأوساط السياسية اللبنانية بصراعات عبثيّة سئم منها اللبنانيون، وهي إن دلّت فإلى هشاشة تحالف الأكثرية الجديدة التي يتبين يوما بعد يوم حجم التناقضات فيما بينها». وشدد على أنه «لا يمكن أن يبقى الوضع على حاله، فلتتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن رغم تحفظنا المعلن والمطلق على طريقة التكليف والمنطق المعتمد في التشكيل»، داعيا رئيس الحكومة المكلف إلى أن «يصارح الناس وأن يستخلص العبر من الوضع الراهن وأن لا يغرق في المراوحة حرصا على رصيده وعلى المصلحة الوطنية وعلى حسن تطبيق الدستور».