مهاجرون تونسيون في لامبيدوزا يضربون عن الطعام للمطالبة بنقلهم من الجزيرة

تونس: وفاة عائد من ليبيا إثر إضرامه النار في جسده وإصابة عاطل برصاص الجيش

TT

أفادت مصادر طبية في مدينة صفاقس، الواقعة على بعد 350 كلم جنوب العاصمة التونسية، أن رجلا عمره 55 سنة، توفي أمس متأثرا بحروق لحقت بجسمه. وكان هذا الرجل، وهو أعزب عمره 55 عاما وعاد مؤخرا من ليبيا ويعاني من البطالة، قد أضرم النار في جسده قبل يومين، احتجاجا على ظروفه المعيشية.

وفي سياق متصل، أصيب شاب برصاصة لدى تفريق الجيش مظاهرة لشبان عاطلين عن العمل أمام مقر ولاية (محافظة) توزر (جنوب غربي)، مما دفع المتظاهرين إلى اقتحام المقر والاعتداء على الوالي بالضرب، حسبما أفاد مشاركون في المظاهرة. وقال مسؤول جمعية محلية لأصحاب الشهادات العاطلين عن العمل: «نظمنا مسيرة سلمية لأصحاب الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل، انضم إليها عدد من الأهالي، سارت إلى الولاية، لمقابلة الوالي لشرح مشكلاتنا وأوضاعنا». وأضاف: «رفض الوالي مقابلة ممثل عنا، وأطلق عناصر الجيش في المكان الرصاص في الهواء لتفريقنا، غير أن رصاصة أصابت الشاب صالح عوينات، 28 عاما، وهو عاطل عن العمل، ولكنه ليس من أصحاب الشهادات، في جنبه الأيمن، فنقلناه إلى المستشفى، حيث أجريت له عملية لاستخراج الرصاصة، وقيل لنا إن حالته مستقرة». وتابع «أن الأهالي استشاطوا غضبا لدى انتشار الخبر، فهبوا إلى مقر الولاية الذي انسحبت من محيطه قوات الجيش والأمن ودخلوه وأخرجوا الوالي من مكتبه وأشبعوه ضربا».

وعلى الرغم من حالة الاستقرار النسبي إجمالا، فتشهد تونس في الآونة الأخيرة الكثير من التحركات الاحتجاجية المطلبية والسياسية، مستفيدة من هامش الحرية الواسع بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، وفي سياق مخاض عملية الانتقال الديمقراطي.

إلى ذلك، رفض مهاجرون تونسيون يزدحم بهم رصيف مرفأ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية ظهر أمس لفترة وجيزة تناول الغذاء الذي وزع عليهم في المكان ما داموا لن يضمنوا مغادرة الجزيرة، كما أعلنت السلطات المحلية. ويطالب هؤلاء المهاجرون بمغادرة الجزيرة الصغيرة، حيث يصل عددهم إلى ما يقارب 4 آلاف، وهم ينتظرون، في ظروف غير إنسانية منذ أن أدى بحر هائج إلى تعليق رحلتهم مؤقتا إلى مراكز استقبال أخرى موزعة في مناطق إيطالية مختلفة. وقام مفوض في الشرطة، هو المسؤول المحلي عن إحلال النظام، بإقناع المهاجرين، بعد بضع ساعات، بقبول الغذاء الذي قدمته لهم جمعية إنسانية، على الرغم من أن تونسيين شكوا من أنهم لم يأكلوا سوى الأرز منذ عدة أيام.

وقد تم إجلاء نحو 2500 منهم الخميس الماضي غداة زيارة إلى الجزيرة قام بها رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني الذي أعلن أنه سيتم إفراغ الجزيرة من المهاجرين في غضون يومين أو ثلاثة أيام، قبل أن تتوقف عمليات الإجلاء بسبب سوء الأحوال الجوية. وصباح أمس، تراجعت حدة الرياح قبل أن تعود فتشتد ظهرا، مما حال دون تمكن السفن الكبرى الموجودة قبالة سواحل لامبيدوزا من الرسو والإبحار مع المهاجرين. وبعد الظهر لم تسمح الأحوال الجوية أيضا بإبحار التونسيين الذين وقفوا في طوابير على الرصيف، على أمل الذهاب في أسرع وقت.

وجدد برلوسكوني القول أمس في مداخلة هاتفية أثناء لقاء سياسي في كاتاني في صقلية، أنه سيتم إجلاء المهاجرين اليوم (الأحد). مضيفا أن إيطاليا «ينبغي أن تكون متفهمة ومضيافة لأنها بلد كاثوليكي ومتحضر». مذكرا بأنها كانت، هي أيضا وفي ماض غير بعيد جدا، دولة مهاجرين.

وأكد رئيس الوزراء الإيطالي مرة أخرى أن التونسيين الذين يستوفون الشروط يمكنهم الحصول على إقامة مؤقتة تسمح لهم بالتنقل بحرية في أوروبا. وهذا الحل لم يلق رضا فرنسا، لأن غالبية التونسيين يسعون للدخول إلى أراضيها.

ومنذ أسابيع تتهم إيطاليا الاتحاد الأوروبي لا سيما فرنسا بغياب التضامن في إدارة أزمة المهاجرين الذين وصل أكثر من 22 ألفا منهم إلى أراضيها منذ بداية السنة، وهم قادمون بصورة أساسية من تونس. وفي مقابلة نشرتها أمس صحيفة إيطالية، أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون أن «فرنسا متضامنة كليا مع إيطاليا في ما يتعلق بموجات الهجرة التي تسببها الثورات في جنوب المتوسط». وبهدف تحفيز تونس على استعادة رعاياها، تعتزم فرنسا عرض اتفاق شراكة على هذا البلد مع الاتحاد الأوروبي، كما أضاف فيون.