الطقس السيئ والمخاوف بشأن المدنيين يعرقلان عمليات الناتو بليبيا

الرعب والفزع يسيطرون على المدنيين القلائل الذين رفضوا الفرار

ثوار ليبيون يطلقون صواريخ من محيط مصب البريقة النفطي باتجاه كتائب القذافي أمس (أ.ب)
TT

بينما يؤكد مسؤولون بحلف شمال الأطلنطي أن الطقس السيئ والقلق المتزايد بشأن وقوع خسائر في الأرواح في صفوف المدنيين قيدا من عمليات الحلف في ليبيا ضد قوات العقيد معمر القذافي، يعيش عدد مدنيون قلائل لم يفروا من المعارك الدائرة بين الثوار والجيش الليبي في شرق ليبيا، حالة من الرعب والفزع، مختبئين في منازلهم خوفا من بطش قوات العقيد معمر القذافي بهم.

وتولى حلف الناتو مسؤولية الغارات الجوية التي تستهدف البنية التحتية العسكرية للقذافي، بالإضافة إلى فرض منطقة حظر للطيران بموجب قرار الأمم المتحدة وحظر السلاح الخميس الماضي، ليحل محل ائتلاف كانت تقوده الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وقال مسؤولون بالحلف إن العواصف الترابية كان لها أثر على العمليات الأولية وحدت من قدرة الحلف على تحديد أهداف الغارات الجوية، لكن الطقس بدأ يتحسن من يوم الجمعة، مضيفا أن الحملة دخلت كذلك مرحلة أكثر تحديا، إذ تعمل قوات القذافي على نحو متزايد في المناطق السكنية، في الوقت الذي تشن فيه هجوما مكثفا على المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضين.

وقال مسؤول كبير بالفاتيكان في العاصمة الليبية، أول من أمس، أن 40 مدنيا قتلوا في طرابلس. ويلقي سقوط قتلى بين المدنيين بظلاله على حسابات حكومات دول التحالف. وقد يؤدي أي مؤشر على تصاعد الخسائر في صفوف المدنيين إلى انهيار التوافق الهش بين الدول الغربية والعربية التي دعت في البداية إلى فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.

وفي المنطقة الصحراوية الساحلية شرق ليبيا، يعيش مدنيون قلائل فضلوا البقاء في منازلهم ولم يفروا من المعارك، لكنهم يعيشون حالة من الرعب والفزع، بعد أن قرروا الاحتماء بمنازلهم الصغيرة المبنية من الإسمنت الخام والتي تتوسط بحرا من الرمال والحجارة.

وبعدما جمعوا ما تيسر من المؤن على الرغم من انقطاع الماء والكهرباء، أصبحوا يوصدون أبواب بيوتهم ويتوجهون إلى الله بالدعاء أن يبقيهم على قيد الحياة.

ووصل محمود العبيدي، (38 عاما)، فجر الجمعة الماضي إلى البوابة الخضراء العملاقة المنتصبة غرب أجدابيا، لكن الأوامر كانت صارمة «لا يمكن العبور»، وقال الرجل الذي يعمل في المصفاة ويقيم في البريقة قبل أن يرحل مع عائلته إلى أجدابيا، لوكالة «فرانس برس»، «أتيت أتقصى أخبار أمي وأشقائي الذين بقوا في البريقة».

وأضاف: «اتصلوا بي أمس بينما كانوا مختبئين في المنزل، وقد فر كل الجيران وقالوا إنهم خائفون». وتعد البريقة وراس لانوف التي تبعد عنها 130 كلم غربا، موقعين نفطيين فيهما مصفاة ومصب تصدير وحقول نفط وغاز تقع إلى الجنوب وورشات شاسعة. وقد رحل عشرات آلاف العاملين فيها ومعظمهم من الأجانب في عجالة مع اندلاع المواجهات قبل ستة أسابيع.

وخلت مئات الفيلات الصغيرة التي تحيط بها جدران عالية، من السكان. وقد أقام الثوار عندما كانوا يسيطرون على المنطقة حراسا على مداخلها.

ومع استمرار الكر والفر نحو الشرق قرب أجدابيا، يساهم دوي مدافع الجيش الليبي في إخلاء القرى. وقال أحمد المختار، (40 عاما)، وهو يكدس أفراد عائلته في سيارة بيجو عائلية قديمة، إن «رجال القذافي قطعوا علينا الماء والكهرباء منذ أمس! وتملك الخوف النساء! إننا ذاهبون إلى بنغازي».

وأعلن الطبيب عصام أبو حربة من قسم الطوارئ بمستشفى أجدابيا، أن ثمانية أشخاص من عائلتين مختلفتين من بلدة أرغوب جنوب البريقة قتلوا الأربعاء والخميس، في حين اختلفت روايات مقتلهم.