البريقة الليبية.. الساحل الأخضر ومجمع البتروكيماويات

الثوار يحكمون قبضتهم عليها

TT

في أيدي الثوار الليبيين تخضع الآن مدينة البريقة أو مرسى البريقة، تلك المنطقة الواقعة في خليج سرت في أقصى نقطة جنوب البحر المتوسط.

والبريقة عبارة عن منطقة صناعية تبعد نحو 600 كيلومتر شرق العاصمة الليبية، طرابلس، في أقصى جنوب البحر الأبيض المتوسط، وإداريا تتبع مدينة أجدابيا. كانت المدينة قديما عبارة عن سوق صغيرة لبيع الماشية يتجمع فيها رعاة الإبل والأغنام من الأرياف المجاورة. ويسطر تاريخها هزيمة الاحتلال الإيطالي فيها وعجزه عن دخولها بعد هزيمته في معركة بئر بلال في 10 يونيو (حزيران) 1923، ومن ثم لم يدخلها الإيطاليون إلا في عام 1928، ليحولوها إلى معتقل، سجن فيه سكان منطقة الجبل الأخضر وطبرق والمناطق المجاورة لها، ثم تم تدميرها نهائيا بعد الحرب العالمية الثانية.

كانت المنطقة خالية تماما حتى تم توصيل أنبوب النفط من حقل زلطن شرق ليبيا (169 كم) نحو الجنوب ليعاد إعمارها في عام 1960 مرة أخرى، وبلغ عدد سكانها نحو 5 آلاف نسمة أواخر عام 1972. يبلغ عدد المنازل هناك 2600 منزل في المنطقة السكنية الجديدة (البريقة الجديدة) أو المنطقة الثالثة، التي تبعد عدة أميال نحو الشمال الشرقي من مصفاة التكرير الرئيسية هناك، التابعة لـ«شركة سرت للنفط» التابعة لـ«المؤسسة الوطنية للنفط» المملوكة للدولة الليبية، بعد أن غادرت شركة «إيسو» الإيطالية، وأنهت عملها في أوائل الثمانينات.

وتوجد في البريقة عدة مصانع أهمها: مصنع الغاز، ومصنعان للأمونيا، ومصنعان للميثانول، ومصنعان آخران لسماد اليوريا، بالإضافة إلى محطة كبس الغاز المتجه إلى بنغازي وطرابلس، بالإضافة إلى عدة منشآت أخرى مثل مطار البريقة الذي يسير رحلات يومية إلى طرابلس والحقول التابعة لـ«شركة سرت»، بالإضافة إلى الميناء التجاري والميناء النفطي.

وتمتلك البريقة ساحلا جميلا على البحر المتوسط يرتاده سكان المنطقة في فصل الصيف، أما في فصل الربيع فإن الأرض تكتسي باللون الأخضر وتكثر الرحلات إلى الأودية والتلال المحيطة بالمنطقة، ويمارس أبناء هذه المنطقة هواية صيد الصقور والأرانب والغزلان.

في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 1981، تم إنشاء جامعة النجم الساطع التي تخصصت في تخريج كفاءات فنية تقنية متخصصة في مجالات هندسة النفط والتعدين والكيماويات والإلكترونات والجيولوجيا البترولية، والتي تم تغيير اسمها لاحقا إلى كلية التقنيات النفطية في البريقة، ثم تم إلحاقها بجامعة التحدي لتنتقل إلى مقرها الحالي في سرت تحت اسم كلية التقنيات النفطية بجامعة التحدي.

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»