قوات القذافي تواصل قصف مصراتة.. والثوار يطردونها من البريقة النفطية

قوات المارينز الأوكرانية أجلت في ميناء طرابلس 200 مدني على متن سفينة حربية

ثوار ينبطحون ارضا تفاديا لانفجارات واخرون واقفون في حالة تأهب خلال مواجهات بينهم وبين قوات القذافي في ضواحي مدينة البريقة ( رويترز)
TT

طرد الثوار أمس القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي من معظم مدينة البريقة إلى ضواحي البلدة النفطية الواقعة في شرق البلاد، في إطار تقدمهم البطيء صوب الغرب، ويلاحقهم القصف في كل خطوة.

وخلال الشهر المنصرم تبادلت المعارضة وكتائب القذافي السيطرة على البريقة التي تمتد على مسافة تزيد على 25 كيلومترا أكثر من مرة مع استمرار القتال بينهما على الطريق الساحلي الذي يفصل بين الشرق الذي تسيطر عليه المعارضة ومعقل القذافي في الغرب.

وتحركت المعارضة، التي أظهرت تنظيما أفضل مما كانت عليه في الأسابيع السابقة، بحذر أكبر بمساعدة الضربات الجوية الغربية، وتتشبث بمواقعها أكثر من ذي قبل في مواجهة قوات القذافي البرية الأفضل تسليحا.

وتحدث يوسف شوادي، أحد مقاتلي المعارضة من على بعد كيلومترات قليلة من البوابة الغربية للبلدة، قائلا: «تنتظر قوات القذافي عند البوابة الغربية بالضبط وتطلق قذائف المورتر عند أي تقدم للمعارضة».

وتبدو آثار المعارك واضحة؛ حيث شوهدت عشرات الشاحنات الصغيرة والسيارات المحترقة على جانب الطريق الذي يمر بالبلدة، ويسمع دوي انفجارات من اتجاه البوابة الغربية ويتصاعد دخان أسود من المنطقة.

وقال مقاتل آخر لم يذكر اسمه: «ما زالت قوات القذافي قرب البوابة الغربية وبعدها. القتال مستمر».

وتقدمت قوة من المعارضة من جنود متحمسين على الرغم من ضعف مستوى التدريب إلى الغرب بسرعة، متخطية بلدة بن جواد على بعد نحو 525 كيلومترا شرق طرابلس مدعومة بغارات جوية غربية في بداية الأسبوع قبل أن تشن قوات القذافي هجوما مضادا.

وبالسرعة نفسها تقهقرت المعارضة أكثر من 200 كيلومتر في النصف الشرقي من البلاد، لكن الهجوم الجديد للمعارضة أظهر درجة أعلى من التنظيم مع تقدم ضباط على درجة أعلى من التدريب بصورايخ أثقل.

إلى ذلك، نقلت قناة «الجزيرة» التلفزيونية الفضائية عن شهود لم تذكر أسماءهم قولهم أمس إن قوات القذافي قصفت حقل مسلة النفطي في شرق ليبيا، وفق ما ذكرت «رويترز».

ولم يذكر التقرير، الذي ظهر كشريط أخبار في القناة، المزيد من التفاصيل. وحقل مسلة، الذي تشغله شركة «الخليج العربي للنفط»، الواقعة تحت سيطرة المعارضين، يوجد في الصحراء على بعد نحو 400 كيلومتر جنوب بلدة أجدابيا التي تسيطر عليها المعارضة.

وفي مصراتة، قال متحدث باسم المعارضة: إن قوات القذافي واصلت قصف المدينة، مستهدفة مناطق سكنية منذ وقت مبكر من صباح أمس.

ومصراتة هي ثالثة كبريات المدن الليبية، وهي المعقل الوحيد المهم الباقي للمعارضة في غرب البلاد. وكانت المدينة محاصرة وتتعرض لهجوم من القوات الموالية للقذافي منذ أسابيع؛ حيث قتل وأصيب المئات.

وأضاف المتحدث باسم المعارضة، واسمه جمال، لـ«رويترز» في حديث هاتفي: «بدأ القصف في الساعات الأولى من الصباح وما زال (أمس) مستمرا باستخدام قذائف مورتر ونيران مدفعية. هذا إرهاب. القصف يستهدف مناطق سكنية. نعلم أن هناك ضحايا ولكن لا أعلم عددهم». وذكر المتحدث أن المدينة تعرضت كذلك لقصف مكثف، الأحد، بما في ذلك منطقة الميناء، مما أسفر عن مقتل شخصين.

ولا تتوافر خدمات طبية بالمستشفيات بمصراتة.. ويقول أطباء يعملون من خلال عيادات مؤقتة إنهم عاجزون عن إسعاف العدد الكبير من مصابي المعارك الذين يتدفقون على تلك العيادات.

وقال المتحدث: إن الوضع الطبي لا يزال صعبا، وإن هناك حاجة لإجلاء عدد أكبر من المصابين، مضيفا أنهم تلقوا وعودا من دول «شقيقة» بأن المزيد من العون في الطريق.

وفشلت الغارات الجوية التي يجري تنفيذها بتفويض من الأمم المتحدة لحماية المدنيين الليبيين في وقف هجمات الجيش الليبي حتى الآن. وأشار جمال إلى أن الحل الوحيد هو أن تساعد الحكومات الغربية في الإطاحة بالقذافي وعائلته، قائلا إن حماية المدنيين تعني التخلص من النظام الذي وصفه بأنه التهديد الوحيد للمدنيين.

وينفي مسؤولون ليبيون مهاجمة المدنيين في مصراتة قائلين إنهم يقاتلون عصابات مسلحة متصلة بتنظيم القاعدة. ومن الصعب التحقق من الروايات المقبلة من مصراتة عبر مصدر مستقل بسبب عدم سماح السلطات الليبية للصحافيين بالتغطية الإخبارية بحرية من هناك. في سياق ذلك، قالت مصادر في منظمة «أطباء بلا حدود» أمس: إن أفراد المنظمة أجلوا 71 مصابا جرَّاء الاشتباكات التي تشهدها مدينة مصراتة وقاموا بنقلهم بحرا إلى تونس لتلقي العلاج هناك.

وقال حلمي مكاوي، الذي تولى تنسيق العملية على بعد نحو 210 كيلومترات شرق طرابلس: إن العملية نجحت الليلة قبل الماضية على الرغم من الاشتباكات العنيفة.

ومن بين الجرحى الذين تم نقلهم، يوجد 3 أشخاص في حالة خطيرة، كما يعاني كثير من المصابين كسورا في العظام وجروحا قطعية في البطن. وبدأت عمليات علاج المصابين على متن السفينة؛ حيث كان برفقتهم فريق من منظمة «أطباء بلا حدود» مكون من 7 أطباء و3 ممرضين وطبيب نفسي، بالإضافة إلى 7 أطباء تونسيين شاركوا طواعية في المهمة.

على صعيد ذي صلة، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها، أمس، أن قوات المارينز الأوكرانية في ميناء طرابلس كانت تستعد أمس لإجلاء نحو 200 مدني على متن سفينة حربية فيما تعتبر أول عملية بحرية تقوم بها أوكرانيا في منطقة تشهد نزاعا مسلحا.

وذكرت الوزارة أن سفينة الإنزال البرمائية «كونستانين أوشانسكي» رست في ميناء طرابلس خلال الليل وكان منتظرا أن تغادر مساء أمس، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

ويعتزم 129 أوكرانيا و81 شخصا من بلاد أخرى مغادرة ليبيا على متن السفينة إلى ميناء في البحر المتوسط.

كانت أوكرانيا قد أرسلت طائرتي شحن في أواخر مارس (آذار) الماضي إلى ليبيا لتوصيل مساعدات إنسانية والمساعدة في إجلاء المدنيين.

ووفقا لوزارة الخارجية فإن 827 أوكرانيا غادروا ليبيا بطرق مختلفة منذ بدء الاضطرابات في ليبيا.