تعيين محافظ جديد لدرعا ومحافظ اللاذقية يلتقي بالأهالي.. ودعوات للتظاهر اليوم

مجموعات ناشطة تدعو لاعتصامات أمام مقار حزب البعث في ذكرى تأسيسه خلال «أسبوع الصمود»

سوريون في أحد أحياء وسط دمشق، وتبدو صور للرئيس بشار الأسد (إ.ب.أ)
TT

أعلنت السلطات السورية أمس تعيين محافظ جديد لدرعا، مركز الاحتجاجات التي تشهدها سورية، وأكدت سعيها لإلغاء قانون الطوارئ قريبا، حسب معلومات صحافية، بينما أطلقت دعوات جديدة عبر الإنترنت إلى التظاهر اليوم، واعتبار الأسبوع الحالي «أسبوع الصمود».

وتم أمس تعيين محمد خالد الهنوس محافظا لدرعا خلفا لفيصل كلثوم الذي أقيل من منصبه في 23 مارس (آذار) الماضي لاحتواء أزمة الاحتجاجات التي انطلقت في 15 مارس. وردا على هذا التعيين، قال ناشط حقوقي من درعا لوكالة الصحافة الفرنسية في اتصال هاتفي إن «تعيين محافظ لدرعا لا يندرج ضمن مطالب أهل درعا». وأكد أن مطالب أهل درعا تكمن في «الحد من قدرة الفروع الأمنية على وضع يدها على رقاب الناس، وإلغاء العمل بقانون الطوارئ، ومنع التعدي على حق الملكية، والإفراج عن المعتقلين، وتعديل القوانين بما يضمن الحريات العامة».

وشكلت درعا، الواقعة في جنوب البلاد على الحدود مع الأردن، مركزا للحركة الاحتجاجية في البلاد للمطالبة بإطلاق الحريات العامة والحد من الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. وشهدت سقوط أكبر عدد من القتلى منذ بدئها في 18 مارس. كما طالب المحتجون في درعا بإقالة المحافظ كلثوم وقاموا بإحراق مقره في درعا. وبث موقع «يوتيوب» السبت شريط فيديو يظهر فيه نائب سوري يتهم خلال مداخلة في البرلمان قوات الأمن بإطلاق النار «دون هوادة» على المتظاهرين في درعا.

إلى ذلك، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطة، أن اللجنة المكلفة دراسة رفع قانون الطوارئ ستنتهي من وضع التشريعات اللازمة تمهيدا لرفع قانون الطوارئ، قبل يوم الجمعة. وأكدت مصادر للصحيفة أن «اللجنة اعتمدت في التشريعات الجديدة على تجربة وتشريعات الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا في قوانين الحفاظ على أمن المواطن والوطن». وكان الرئيس السوري بشار الأسد وجه الخميس بتشكيل لجنة قانونية لإعداد دراسة تمهيدا لإلغاء قانون الطوارئ الذي فرض في البلاد منذ 1963 عند تولى حزب البعث الحكم.

ويأتي ذلك غداة تكليف الأسد وزير الزراعة في الحكومة السابقة عادل سفر تشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة محمد ناجي عطري التي قدمت استقالتها الثلاثاء الماضي لتهدئة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها سورية منذ 15 مارس.

وفي ظل هذه الإجراءات، ما زالت الدعوات مستمرة عبر «فيس بوك» لاعتبار هذا الأسبوع «أسبوع الصمود». ودعت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» إلى التظاهر اليوم الثلاثاء «في جميع أنحاء سورية (...) لما له أهمية لدى الإعلام والرأي العام العالمي لبيان استمراريتنا وإصرارنا على موقفنا». كما دعت إلى «مقاطعة شركات الخليوي الأربعاء في كافة أنحاء (سورية الحرة)». وكانت أولى الدعوات للتظاهر في سورية وجهت على موقع «فيس بوك» إلى من كل من يعاني من «النهب المنظم والاحتكار» لشركتي الهاتف الجوال العاملتين في سورية «سيرياتيل» و«إم تي إن» في 3 فبراير (شباط) أمام مجلس الشعب في دمشق. وأشار نص الدعوة «لتحركات احتجاجية الخميس السابع من أبريل (نيسان)» في ذكرى تأسيس الحزب الحاكم.

وهناك دعوات للتظاهر اليوم في المرجة وسط دمشق، أمام وزارة الداخلية. ووجهت دعوات أخرى لاعتبار يوم 7 أبريل، الذي يصادف عيد ميلاد حزب البعث، يوما للاعتصام أمام مقرات الحزب في كل المدن السورية. ويتم التداول بين المجموعات لاختيار مكان للاعتصام الكبير الذي لم يحدد تاريخه بعد.

من جهة أخرى، زار أمس محافظ اللاذقية رياض حجاب حي اسكنتوري ومخيم العائلين القريبين من حي الصليبة في جنوب اللاذقية. وشهدت هذه المناطق اضطرابات في الأيام العشرة الأخيرة على خلفية الاحتجاجات التي شهدتها المنطقة ذات الأغلبية السنية. وتعد هذه الأحياء من أفقر الأحياء في المدينة وتعاني من سوء الواقع الخدمي والتعليمي والصحي. وقال بيان رسمي إن المحافظ استمع لمطالب الأهالي وقام بزيارة سوق الخضراوات والمستشفى. وتركزت المطالب على تحسين شبكة المياه والصرف الصحي وإيجاد مكان مناسب لسوق الخضراوات وتخديمه. وأشار المحافظ إلى ضرورة تحسين الواقع الخدمي في الأحياء وتنظيف الشوارع والأزقة بأسرع وقت ممكن.

وعلم من أحد سكان الصليبة أنه سبق للمحافظ أن حاول اللقاء بأهالي تلك المناطق إلا أنهم رفضوا ذلك وحطموا سيارته الأسبوع الماضي، لكنهم عادوا واستقبلوا وفدا من الفنانين السوريين منهم نضال سيجري وميس حجو (مخرج) وباسم ياخور وجمال سليمان، وقبلوا وساطتهم لحل الأزمة.

وفي ظل تصاعد التوتر في سورية، قرر الاتحاد السوري لكرة القدم تأجيل النشاط الكروي حتى إشعار آخر. وبرر الاتحاد أسباب التأجيل «بارتباط المنتخبات الوطنية الأربعة (رجال وأولمبي وشباب وناشئين) بنشاطات خارجية، ولمشاركة أندية الجيش والكرامة والاتحاد في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي وصعوبة تنفيذ البطولات المحلية مع هذه المشاركات». وأشار اتحاد الكرة إلى أنه سيقوم بإصدار التعليمات الخاصة ببدء النشاط ولكل الدرجات والفئات في وقت مناسب لإعادة الاستقرار لهذه النشاطات. وكان اتحاد الكرة أعلن قبل أيام عن استئناف بطولة الدوري المحلي اليوم قبل أن يعود اليوم ويؤجل البطولات المحلية كافة.