الولايات المتحدة تجلي عائلات دبلوماسييها في سورية وتحذر من السفر إليها

وزارة الخارجية الأميركية لـ «الشرق الأوسط»: لا نتوقع استهداف رعايانا

TT

بدأت الولايات المتحدة بإجلاء عائلات دبلوماسييها في سورية، أمس، في خطوة تشير إلى الحذر الأميركي من التطورات في سورية. وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا جاء فيه أن «وزارة الخارجية تحذر المواطنين الأميركيين من الاضطرابات السياسية والمدنية المتواصلة في سورية»، مناشدة الأميركيين بعدم السفر إلى سورية في الوقت الراهن إلا في الحالات الضرورية.

وطلبت وزارة الخارجية الأميركية من رعاياها في سورية بالتفكير في مغادرة البلاد، مضيفة أن «على المواطنين الأميركيين في سورية مراقبة الوضع الأمني بشكل وثيق» في الوقت الراهن. وأوضح ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «تهديدات في سورية» يجب اتخاذها في عين الاعتبار، قد تنتج عن الاضطرابات الحالية. ولكنه أردف قائلا إن «التهديدات ليست موجهة ضد المواطنين الأميركيين، وإنما تعكس الاضطرابات السياسية والمدنية الحالية، وعليه، يجب أن يتوخى رعايانا الحذر». وأضاف: «بيان التحذير الجديد يعكس قرارنا بإجلاء عائلات موظفينا، ولا توجد لدينا ازدواجية في تقييم التهديدات؛ فإذا عرفنا أن هناك تهديدات، فعلينا إبلاغ الشعب».

ويذكر أن هذا ثالث بيان تحذير تصدره الخارجية الأميركية حول سورية خلال أسبوعين.

وما زالت واشنطن تحذر رعاياها من زيارة اللاذقية ودرعا، المدينتين اللتين شهدتا اضطرابات. ومنذ أسبوع أصدرت الخارجية تحذيرا من التوجه إلى المدينتين، لتوضح مساء أول من أمس أن «تقارير حول قطع الاتصالات واستمرار الاضطرابات وإطلاق النار في ضواح عدة» في المدينتين تثير القلق. ولفت بيان التحذير إلى استمرار المظاهرات في المدن السورية، وإمكانية اندلاع العنف فيها، ولكن في الوقت نفسه أقر بأن «قيود الحكومة السورية على المراقبين تجعل من الصعب تقييم المخاطر الحالية بشكل مناسب، بخصوص العنف المستمر».

وأوضح الناطق باسم وزارة الخارجية أن الولايات المتحدة تراقب الأوضاع في سورية، وأن سفيرها في دمشق، روبرت فورد، على اتصال بالمسؤولين السوريين. وأضاف أن: «سبب إرسال السفير كان لهذا الغرض، كي نكون على اتصال ومعرفة بما يحدث». وهناك تساؤلات حول الموقف الأميركي من الاضطرابات في دمشق ورد فعلها على قمع المتظاهرين. وبينما كانت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قد قالت في مارس (آذار) إن «الكثير من أعضاء الكونغرس من الحزبين الذين زارا سورية في الأشهر الأخيرة قالوا إنهم يعتقدون أن (الرئيس السوري بشار الأسد) إصلاحي»، تراجعت كلينتون بعد يومين عن هذا التصريح، قائلة: «إنني كنت أعكس آراء آخرين، لم أتحدث عن رأيي أو رأي الإدارة»، تمتنع الإدارة الأميركية الحديث عن تقييمها للنظام السوري أو الرئيس السوري بشار الأسد.

واكتفى الناطق باسم وزارة الخارجية بالقول إن «على الشعب السوري تقييم ما يسمعه ويراه من حكومته، الأمر لا يعود لنا».

وأضاف أن «ما يهمنا احترام حقوق الشعوب في المنطقة، وذلك في سورية وكل الدول الأخرى».

وكان من المرتقب أن تلتقي كلينتون مع الرئيس الإسرائيلي، شيمعون بيريس، عصر أمس لبحث أوضاع المنطقة، حيث قالت مصادر أميركية إنه «لا شك» في أنهما سيبحثان الأوضاع في سورية والدول العربية.

ويلتقي أوباما مع بيريس اليوم، بعد أن التقاه المستشار الخاص في البيت الأبيض، دينيس روس، ومسؤولون أميركيون آخرون.