الجزائر تخشى من تهريب أسلحة ليبية إلى معاقل «القاعدة» في شمال مالي

مصدر أمني: قافلة من الشاحنات الصغيرة غادرت شرق ليبيا محملة بالأسلحة

دبابة تابعة لقوات القذافي تم تدميرها من قبل الثوار في بلدة الزويتينة الليبية امس (إ ب أ)
TT

قال مسؤول أمني جزائري إن تنظيم القاعدة يستغل الصراع في ليبيا كي يحصل على أسلحة، منها صواريخ أرض - جو ويهربها إلى معقله في شمال مالي. ويعكس هذا التصريح مخاوف الحكومة الجزائرية من سقوط السلاح الليبي بين أيدي قيادات «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ليزيد من قدرات التنظيم الإرهابي العسكرية بمنطقة الساحل.

ونقلت «رويترز» أمس عن المصدر الأمني قوله، إن قافلة من الشاحنات الصغيرة من طراز «تويوتا» غادرت شرق ليبيا، وعبرت الحدود إلى تشاد ثم إلى النيجر ومن هناك إلى شمال مالي، حيث سلمت خلال الأيام القليلة الماضية شحنة من السلاح». ولم يقدم المصدر تفاصيل إضافية. ويعكس ذلك، بحسب مصادر «الشرق الأوسط» التي تعمل على الملف الأمني، مخاوف الحكومة الجزائرية من أن يؤدي الاقتتال في ليبيا إلى سقوط كمية كبيرة من الأسلحة بين أيدي عناصر تنظيم القاعدة، الذين ينشطون بكثافة على تخوم الحدود بين الجزائر ومالي وموريتانيا.

وتخشى الجزائر، حسب المصادر ذاتها، من تعزيز قدرات التنظيم العسكرية بالحصول على مزيد من الأسلحة، معتبرة ما يحدث في ليبيا حاليا، فرصة كبيرة بالنسبة للتنظيم المسلح للحصول على أسلحة تمكنه من مواجهة الحملات العسكرية التي تشنها ضده جيوش الساحل بدعم من الجزائر. وأيضا مواجهة ما يتعرض له من عمليات عسكرية مركزة من طرف القوات الفرنسية الخاصة.

وعززت الجزائر إجراءاتها الأمنية مع ليبيا، بسبب أعمال العنف الجارية في هذا البلد، بغية منع محاولات تسلل قد تقوم بها عناصر من تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» إلى أراضيها. وقالت صحيفة «ليكسبرسيون» الجزائرية الناطقة بالفرنسية، أول من أمس، إن نحو 7 آلاف دركي وخمسة ألوية من الجيش انتشرت على طول الحدود الليبية - الجزائرية من أجل منع أي محاولة لتهريب أسلحة أو تسلل عناصر «القاعدة» إلى الجزائر، بصورة خاصة. ولم يؤكد هذه المعلومة أي مصدر رسمي. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية، أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» نجح في الاستحواذ على أسلحة ثقيلة وصواريخ مضادة للطائرات، بفضل «مقاتلين ليبيين هم اليوم حلفاؤه الجدد».

وتابعت الصحيفة أن التأهب يوجد في مستواه الأقصى، لا سيما أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة سيتوجه اليوم إلى ولاية تمنراست في أقصى الجنوب الجزائري، في زيارة عمل تفقدية، ولذلك ليس من الوارد إطلاقا السماح بأي خرق أمني في الجنوب.

وكان وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي، أعلن في مقابلة مع الصحيفة نفسها، نشرت في 24 مارس (آذار) الماضي، أن الأحداث في ليبيا تهدد بتشجيع الإرهاب، مشددا على أن هذا الوضع سيزداد تفاقما في حال تدخلت قوة أجنبية.