ساويرس يقبل برئيس إخواني لمصر ويرفض تولي مسيحي الرئاسة

وسط زيارات مكثفة من قيادات بالجماعة لكنائس وأديرة

TT

وسط زيارات مكثفة من قيادات بجماعة الإخوان المسلمين، لكنائس وأديرة في جنوب البلاد، أبدى رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عدم اعتراضه على تولي شخصية تنتمي إلى «الإخوان» رئاسة الجمهورية، مؤكدا في ذات الوقت رفضه تولي مسيحي هذا المنصب، «لما سيكون له من حساسيات في مصر» على حد قوله، وبينما تحفظت جماعة الإخوان المسلمين على التعليق على تصريحات ساويرس، معتبرة أنه «شخص محترم له الحق في أن يبدي رأيه كيفما يشاء»، قال المتحدث الإعلامي باسم الجماعة الدكتور عصام العريان لـ«الشرق الأوسط» إن «المخاوف من جماعة الإخوان وسيطرتهم على السلطة تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، ومن صنع النظام السابق».

ومنذ تخلي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن السلطة تحت وطأة الاحتجاجات الشعبية، قبل نحو شهرين، بدأت جماعة الإخوان التكثيف من حملاتها الدعائية «لإزالة أي مخاوف مسيحية من صعود الجماعة الملحوظ في الحياة السياسية المصرية»، بحسب المراقبين. وقامت الجماعة بمبادرات لزيارة عدد من الكنائس والأديرة في صعيد مصر «للتأكيد على حرصها على روح المواطنة وحقوق المسيحيين في مصر»، وقام أعضاء من الجماعة بمحافظة قنا، بقيادة محمود يوسف محامي «الإخوان»، بزيارة مطرانية الأقباط الأرثوذكس في حضور نائب الحاكم العسكري بقنا المقدم أحمد مسعود وعدد من القساوسة وشباب الأقباط و«الإخوان» وحقوقيين، واتفق الجميع على أن الشعب المصري بمسلميه وأقباطه يفتح صفحة جديدة لمواجهة الفتن والشائعات. وفي محافظة الأقصر، قام عدد كبير من جماعة الإخوان بقيادة مصطفى حسن أبو شريفة، عضو المكتب الإداري لـ«الإخوان» بزيارة لكنيسة السيدة العذراء كبرى كنائس المحافظة، استقبلهم خلالها ممثلون عن كنائس الأقصر، ودار خلال الزيارة حوار بين الطرفين والعلاقات القوية التي ربطت بينهم أثناء المظاهرات المليونية في ميدان التحرير التي كانت تطالب برحيل مبارك. وقال عبد الحميد السنوسي، القيادي بالجماعة، إن الهدف من هذه الزيارة إزالة جميع التخوفات التي يشعر بها المسيحيون تجاه «الإخوان»، خاصة أنه لم تحدث أي أعمال عنف بين الإخوان المسلمين والمسيحيين بمصر منذ تأسيس الجماعة عام 1928. وأشار المراقبون إلى أن تصريحات ساويرس حول من رئيس الجمهورية القادم، التي أدلى بها على هامش مشاركته في افتتاح جلسة التداول بالبورصة المصرية أمس، جاءت مقترنة مع النشاط الإخواني في أوساط الكنيسة المصرية. وكان ساويرس قال أيضا إن شرطه لتولي إخواني رئاسة الجمهورية «التزامه بمبادئ العدالة والمساواة بين المسلم والمسيحي والرجل والمرأة»، هذا على الرغم من أن «الإخوان» نفوا عزمهم المنافسة بمرشح في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى قبل نهاية هذا العام. ويقول «الإخوان» إن المخاوف من سيطرة الجماعة على السلطة تم تضخيمها بشكل مبالغ فيه، صنعها النظام السابق، وأوضح الدكتور العريان أن «العلاقة بين (الإخوان) والمسيحيين في مصر حسنة طوال التاريخ ومبنية على إطار المواطنة الحقيقية، ولا يمكن لأي أحد أن ينفرد بالسلطة في مصر، التي هي بلد الجميع». وقال العريان لـ«الشرق الأوسط»، إن موقف جماعة الإخوان واضح وصريح وهو أنه لن تقدم مرشحا للرئاسة خلال الانتخابات القادمة.