عباس يبحث الخميس مع طنطاوي علاقة «مصر الجديدة» بالفلسطينيين

سيعرض مبادرته الأخيرة للمصالحة مع حماس ويطلب من مصر إقناع الحركة بقبولها

TT

أكد الدكتور صبري صيدم، مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن أبو مازن سيبحث مع رئيس المجلس العسكري الأعلى في مصر، المشير حسين طنطاوي، الخميس المقبل علاقة «مصر الجديدة» بالفلسطينيين. وقال صيدم لـ«الشرق الأوسط» إن أبو مازن الذي سيزور مصر الخميس، لأول مرة منذ تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، سيبحث مع طنطاوي 3 ملفات رئيسية، وهي عملية السلام، والمصالحة الفلسطينية، والدعم العربي للقضية الفلسطينية، ودور مصر في كل ملف من هذه الملفات. وسيلتقي أبو مازن في زيارته التي تستمر يومين عددا من كبار المسؤولين المصريين الآخرين، من بينهم رئيس الوزراء عصام شرف، ووزير الخارجية نبيل العربي، الذي يتابع ملف المصالحة الفلسطينية. وسيحتل ملف المصالحة مساحة كبيرة في لقاء أبو مازن وطنطاوي والمسؤولين الآخرين، خصوصا أن مصر أجرت عدة حوارات مع مسؤولين في فتح وحماس ووفد من المستقلين خلال الأسبوعين الماضيين، في محاولة لدفع عجلة المصالحة. وكان وفدان من فتح وحماس، الأول يرأسه عضو اللجنة المركزية لفتح عزام الأحمد، والثاني يرأسه عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار، التقى العربي في القاهرة كل على حدة الأسبوع الماضي، وهذا الأسبوع، لبحث مبادرة أبو مازن الأخيرة التي أبدى فيها استعداده لزيارة قطاع غزة، لتشكيل حكومة مستقلين محايدة، مهمتها بدء إعادة إعمار غزة، والتجهيز لانتخابات تشريعية ورئاسية خلال 6 شهور. وقال صيدم: «إن الرئيس ما زال متمسكا بمبادرته التي أعلنها الشهر الماضي، ولم يتراجع عنها». وأضاف: «ردود حماس حتى الآن نعتبرها أحد أشكال مخاضات هذه الزيارة.. لم نتلق ردا رسميا بعد، وما زلنا ننتظر». وسيعرض أبو مازن مبادرته بالتفصيل على طنطاوي والمسؤولين المصريين. وحسب مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» فإنه سيطلب من مصر مساعدته على إقناع حماس بقبول المبادرة. وينوي أبو مازن اصطحاب وفد رفيع من الجامعة العربية إلى غزة، في حال قبول حماس مبادرته واستقباله في غزة. وفق المصادر، فإن أمين عام الجامعة عمرو موسى عرض على أبو مازن مرافقته إلى القطاع. وقال صيدم «نعم، الأخ الرئيس سيبحث مبادرته مع المشير طنطاوي، نريد لمصر أن تستمر في دورها في هذه المسألة». غير أن دور مصر قد يكون محل خلاف بين فتح وحماس، ففتح عرضت مبادرة أبو مازن التي ترى فيها أنها تتجاوز الورقة المصرية، أما حماس فرفضت مبادرة أبو مازن وتريد تعديل الورقة المصرية.

وقال صيدم، ردا على سؤال ما إذا كانوا سيقبلون العودة لبحث الورقة المصرية، إذا ما رفضت حماس مبادرة أبو مازن: «إذا ما رفضوا المبادرة، فلكل حادث حديث». أما حماس فقالت إنها متمسكة بتطوير الورقة المصرية، بعد أن قالت في وقت سابق إنها ماتت. وقالت مصادر في الحركة لـ«الشرق الأوسط» إن حماس لمست تغييرا جذريا في العقلية المصرية. وأكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار أن مصر أبلغت حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية أنها لن تشارك بشكل مباشر في الحوار الفلسطيني كما كان متبعا في الجولات السابقة، وستترك الفلسطينيين ليقرروا بأنفسهم صيغة للاتفاق فيما بينهم في أي مكان يختارونه على أن يكون الإعلان عن الاتفاق والاحتفال في القاهرة. وأضاف الزهار الذي أنهى زيارة كان يقوم بها لمصر على رأس وفد من حماس «أن الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية جزء من الحوار وسيتم تطويرها». وقال: «إننا مصممون على المصالحة، فالانقسام خطر على القضية الفلسطينية ويؤثر على برامج مقاومة الاحتلال، وفصل غزة عن الضفة ليس في صالح القضية الفلسطينية». وأشار الزهار إلى «أن هناك عراقيل إسرائيلية تمنع المصالحة حتى الآن» غير أنه قال إنه «إذا توافرت الإرادة السياسية فسنستطيع التغلب عليها من خلال حوار بعقل مفتوح وجدول زمني محدد».