اتصالات بعيدة عن الأضواء لتشكيل الحكومة اللبنانية.. والبطريرك يجول على المسؤولين

مصادر ميقاتي لـ «الشرق الأوسط»: يعمل بإصرار لتذليل العقبات.. ومشاركته في اجتماع دار الفتوى تشاور مع «أهل بيته»

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مستقبلا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري في أنقرة أمس (أ.ب)
TT

جدد رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، التأكيد أمس على «استمراره في جهوده لتشكيل حكومة تتصدى للمشكلات الكبرى، وتسعى إلى تبديد الهواجس الكثيرة التي تقلق اللبنانيين»، معتبرا أن «مفتاح الحلول للأزمات السياسية هو التمسك بتطبيق نصوص الدستور وروحيته، التي تحفظ لكل الفئات اللبنانية موقعها ودورها الذي يتكامل مع مواقع الشركاء في الوطن وأدوارهم، بما يطمئن الجميع إلى أن أحدا لا يستطيع إلغاء الآخر، أو الانتقاص من حضوره الفاعل في الوطن ومؤسساته».

وأكد، خلال استقباله عددا من رجال الدين، أمس، أنه «قد ارتضينا الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف صيغة للحكم، ونحن حريصون على التمسك بها وحمايتها وصيانتها، لأن أي إخلال بهذه الصيغة يعيدنا إلى مرحلة صعبة جدا، ويفتح الباب أمام مشاريع وصيغ جديدة لن يكون سهلا التوافق عليها».

وفي إطار متابعة الوضع الحكومي، كشفت أوساط الرئيس المكلف لـ«الشرق الأوسط» أن «ثمة اتصالات تجري بعيدا عن الأضواء، والتوجه نحو التهدئة والابتعاد عن التصعيد»، وتعليقا على ما جاء على لسان النائب، ميشال عون، وما كرره نوابه أمس لناحية وجوب أن يعتذر ميقاتي إذا كان غير قادر على تشكيل الحكومة، أكدت مصادر أن «الرئيس المكلف ليس بوارد التعليق على موقف العماد عون أو سواه من الأطراف، انطلاقا من رفضه الدخول في سجال مع أحد، وحق كل طرف في التعبير عن رأيه».

وأوضحت المصادر أن «الرئيس ميقاتي مثابر على تشكيل الحكومة لبلورة الصيغة النهائية، وهو يعمل بكل دقة وإصرار لتذليل العقبات، ومقتنع بقدرته على تشكيل الحكومة، وليس في وارد الاعتذار»، منتقدة تحميل مشاركته في اجتماع المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى «أكثر مما تحتمل».

وعما إذا كانت عودة ميقاتي إلى دار الفتوى بهدف طلب شرعية ما في مقابل العراقيل التي تعترض مهمته في تشكيل الحكومة، ذكرت مصادر ميقاتي أنه «عضو في المجلس، وليست هذه المرة الأولى التي يشارك في اجتماعاته، وهو على تشاور مع كل الأطراف، وبالتالي من الطبيعي جدا أن يتشاور مع (أهل بيته)». وقالت: «لا يجب تحميل الموضوع أكثر؛ لأن اللقاء من باب التشاور واستمزاج الرأي»، متسائلة: «هل ينبغي أن ينكر الرئيس انتماءه الطائفي لتكون الناس راضية».

ودعا البطريرك الماروني، بشارة بطرس الراعي «لتشكيل الحكومة اللبنانية الآن، لأننا بأمس الحاجة إليها، ولأن الشعب لم يعد يستطيع التحمل».

وتوجه الراعي لرئيس الحكومة المكلف بالقول: «نقدر الصعوبات والمشكلات التي تواجهها، لكن نقدر فيك أيضا صبرك ومحبتك واهتمامك بأن تسلم الأمور في ضوء الدستور وفي روح الوفاق، لأنه في النهاية نحن عائلة واحدة، وإذا لم نعش جمالية العائلة الواحدة، لا نصل إلى نتيجة».

وفي جولة أولى له على المرجعيات السياسية والدينية، التقى الراعي رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وشيخ عقل الطائفة، الشيخ نعيم حسن، ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ عبد الأمير قبلان.

وشدد البطريرك الماروني في جولته على أهمية انعقاد المؤتمر الإسلامي - المسيحي الذي دعا إليه المفتي قباني في بكركي، آملا أن يصبح انعقاده بعدها مداورة بشكل دائم كي تستطيع المرجعيات الروحية دعم أهل الحكم.

وكان النائب في كتلة عون النيابية، نبيل نقولا، أشار أمس إلى أنه «إذا لم يكن لدى ميقاتي القدرة على تأليف الحكومة، أو أن يدخل في أي صراع معين، فليترك المجال لسواه، ونحن وميقاتي سنبقى على أحسن العلاقات»، متسائلا: «إذا كان هناك أكثرية سمّت ميقاتي، وضمن هذه الأكثرية، يمكن اعتماد القاعدة الثلاثية، بالتالي هل سيأتي ميقاتي بوزراء من (تايوان أو من كوريا الشمالية أو الجنوبية أو من الصين الشعبية)؟». وشدد على ضرورة أن «يؤلف ميقاتي حكومة من الأكثرية التي سمته»، موضحا «أننا مع مراعاة شعوره بحرية أن يختار أشخاصا من صفه، لكن دون أن ينتقص من تمثيل فريق كبير على الساحة اللبنانية».