الأمن في السليمانية يعتقل رجلي دين بشبهة «التحريض على العنف»

مسؤول برلماني: الاعتقالات تدفع الأوضاع نحو أزمة كبيرة

TT

اعتقلت قوات الأمن في السليمانية في إقليم كردستان العراق اثنين من رجال الدين بتهمة التحريض على أعمال العنف إثر إلقائهما خطبا في المتظاهرين، بحسب عائلة أحدهما وناشطين.

وقالت فاطمة محمود زوجة رجل الدين محمد نصر الله لوسائل الإعلام إن «قوات الأمن قامت باعتقال زوجي واقتادته إلى مديرية الأمن». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كان نصر الله وهو إمام وخطيب مسجد علي كمال في السليمانية ألقى خطبة في المظاهرة الأولى التي جرت 17 فبراير (شباط) الماضي. وأضافت أن «قوة أمنية تستقل سيارتين داهمت منزلنا منتصف ليل الأحد/الاثنين».

وفي حادث آخر، قال ناشطون إن «قوة من البيشمركة اعتقلت رجل الدين كاميران علي قبل أربعة أيام بعد إلقائه كلمة في المتظاهرين أيضا». ودعا علي إلى «الجهاد الأبيض»، بحسب الناشطين. وأضافوا أن «القوة اعتقلته بتهمة التحريض على أعمال العنف وتمت إحالته إلى المحكمة حيث سيمثل بموجب قانون مكافحة الإرهاب». ولم يتسن التأكد من اعتقال رجلي الدين من مصادر أمنية.

وتشهد السليمانية ثاني كبرى مدن إقليم كردستان العراق، مظاهرات في ساحة بردرخي سراي بشكل شبه يومي منذ منتصف فبراير لكن أبرزها يكون الجمعة بعد انتهاء الصلاة. ويندد المتظاهرون بحكومة الإقليم مطالبين بمحاربة الفساد.

وفي وقت لاحق، قال رئيس لجنة الأوقاف في برلمان الإقليم بشير حداد وهو من التحالف الكردستاني الحاكم، «عقدنا اجتماعا طارئا للجنة». وأضاف «نعتبر الاعتقال إنذارا خطيرا سوف يدفع بالأوضاع باتجاه أزمة كبيرة.أكدنا ضرورة الإسراع بإطلاق سراح رجال الدين والتوقف عن القيام بمزيد من الاعتقالات». وأشار إلى «عمليات دهم لمنازل رجال دين آخرين لم يكونوا في منازلهم (...) نطالب وزارة الأوقاف باتخاذ موقف حازم حيال هذه الإجراءات ولن نقبل الاعتقال من أي قوة أن كانت من الآسايش أو الشرطة من دون مسوغ قانوني».

وقال حداد: «إذا كانوا يتهمون رجال الدين بإلقاء الخطب في المتظاهرين، فهناك العديد من المواطنين الذين يفعلون ذلك فلماذا لم يتخذوا هذا الإجراء ضدهم، ولماذا يعتقلون فقط رجال الدين؟».

من جهته، قال النائب بلال سليمان من الجماعة الإسلامية المعارضة إن «كاميران من أعضاء هذه الجماعة التي يتزعمها علي بابير وتمان ماماغا الشريك السابق الملا كريكر زعيم تنظيم أنصار الإسلامي». وأضاف: «أما نصر الله فلا أعرف انتماءه السياسي». إلا أنه رأى أن توقيفهما «مخالف لتوصيات البرلمان الذي أكد عدم اعتقال أي شخص دون قرار من المحكمة (...) لكن السلطات ما تزال تعمل خلافا لقرارات برلمان كردستان». وأوضح سليمان أن «جلسة البرلمان توقفت وطلبنا من رئاسة البرلمان استدعاء وزيري الداخلية والبيشمركة لكنها أعدت برنامجا آخر للجلسة ولم يخبرونا إلا بعد دخولنا القاعة ولهذا أحدثنا فوضى».

يشار إلى أن الجماعة الإسلامية خاضت الانتخابات المحلية مع ائتلاف يضم حركة كوران (التغيير) والاتحاد الإسلامي وأحزابا صغيرة. يذكر أن للمعارضة في برلمان إقليم كردستان 36 من أصل 111 مقعدا.