أوباما يقرر خوض معركة الفترة الثانية مبكرا

أعلن رسميا ترشحه لانتخابات 2012 * سلاحه الرئيسي الإنترنت ومقر حملته شيكاغو

لقطة من شريط فيديو وزعتها حملة إعادة انتخاب أوباما أمس تزامنا مع إعلان عزمه الترشح لفترة جديدة (رويترز)
TT

تقدمت الحملة الانتخابية للرئاسة الأميركية لعام 2012 خطوة إلى الأمام أمس مع إعلان الرئيس باراك أوباما ترشحه لفترة رئاسية ثانية. وقدم أوباما أوراقه الرسمية إلى المكتب الفيدرالي للترشيحات أمس من أجل إطلاق حملته الانتخابية رسميا. وكان لافتا أن أوباما أعلن عن إطلاق حملته الرئاسية عبر موقعه الإلكتروني ومن خلال رسائل إلكترونية لمؤيديه، مبديا مرة ثانية اعتماده على شبكة الإنترنت للتواصل مع مؤيديه. وتقول الصفحة الأولى من موقع أوباما الإلكتروني، وهو يحمل اسم «باراك أوباما»، إن «الحملة تنطلق، نحن نفتتح المكاتب ونفتح الصناديق، وقد بدأ حوار مع المؤيدين مثلكم لتحديد طريقنا إلى النصر».

وفي رسالة أرسلت إلى الملايين من مؤيديه، قال أوباما إنه قرر تقديم أوراقه لبدء الحملة الانتخابية في وقت مبكر لأن «السياسة التي نؤمن بها لا تبدأ بالإعلانات التلفزيونية الغالية وصرف الأموال المفرط، بل معكم، الناس الذين ينظمون الحملة من شارع إلى شارع من خلال الحديث مع جيرانكم وزملائكم وأصدقائكم»، مضيفا: «مثل هذه الحملة تستغرق وقتا».

وفي إطار حرصه على عدم إظهار حرصه على الانتخابات بدل قيادة البلاد في هذا الوقت المبكر، قال أوباما: «رغم أنني أركز على العمل الذي انتخبتموني لأقوم به، ورغم أن السباق قد لا يصل سرعته الكلية لأكثر من عام، العمل لوضع أساس حملتنا يجب أن يبدأ اليوم». وطلب أوباما من مؤيديه السعي لبناء مؤسسة جديدة تبني تحالفات في مدن الولايات المتحدة لـ«خلق حملة أكثر انتشارا وأكثر تركيزا وابتكارا من الماضي». وبينما تحدث أوباما عن إنجازات الماضي، قال أوباما: «ستكون هذه حملتي الأخيرة، على الأقل كمرشح»، مطالبا أن تترك أثرا طويل الأمد على البلاد.

وطلب أوباما من مؤيديه الانضمام إلى الحملة الإلكترونية وتسجيل موقع بريدهم الإلكتروني للحصول على معلومات حول الحملة الانتخابية، مضيفا أنه من الضروري نشر تلك المعلومات. ووقع أوباما الرسالة باسمه الأول «باراك»، بينما ترك لعدد من مؤيديه الظهور برسالة تسجيلية مختصرة حول الحملة من دون أن يظهر هو فيه.

وينوي أوباما إقامة المقر العام لحملته الانتخابية كما في 2007 - 2008 في شيكاغو وليس في واشنطن، سعيا لاستعادة اتصالاته مع ناشطي القاعدة الديمقراطية الذين أحدثت تعبئتهم ومساهمتهم بالمال والمجهود فرقا ملفتا وحاسما في الانتخابات التمهيدية عام 2008. وقد غادر عدد من الشخصيات الأساسية في الفريق الذي قاد أوباما إلى السلطة مؤخرا البيت الأبيض للالتحاق بهيكليات شيكاغو، وفي طليعتهم مهندس استراتيجية حملته ديفيد إكسلرود وكذلك جيم ميسينا الذي سيتولى إدارة حملة تطمح لجمع مساهمات تتراوح قيمتها بين 750 مليون دولار ومليار دولار، بحسب صحيفة «بولوتيكو» الإلكترونية. وبينما تبقى نسبة شعبية أوباما 45 و48%، فإنه يواجه تحديا بسبب الأزمة الاقتصادية التي تبقي نسبة البطالة في البلاد بمعدل 9%. غير أن نشر أرقام الجمعة الماضي تظهر تراجع البطالة إلى أدنى مستوياتها منذ سنتين قد يساعد أوباما على إقناع الناخبين بأن نهجه كان صحيحا، في مواجهة غالبية جمهورية في مجلس النواب تريد الاقتطاع من النفقات.

وما لبث أن بث أوباما رسالته، وبدأ الجمهوريون في انتقاده في وقت يعاني الحزب المعارض من صعوبة ظهور مرشح قوي لمنافسة أوباما حتى الآن. وأطلق الحزب موقعا إلكترونيا يحمل أمس «الأمل لا يخلق الوظائف»، في إشارة إلى استخدام أوباما «الأمل» شعارا في حملته الانتخابية الأخيرة ولكن في وقت يعاني الاقتصاد الأميركي من أزمة مستمرة، لكن لم يكن شعار الأمل كافيا.

ورد الحاكم السابق لولاية مينيسوتا تيم بولنتي، هو الشخصية الجمهورية الوحيدة التي أبدت اهتمامها رسميا حتى الآن في خوض الانتخابات الرئاسية، على أوباما بشريط تسجيلي على الإنترنت. وبينما يظهر الشريط صورا لاستملاك بيوت أميركية بسبب إفلاس أصحابها، يقول تيم بولنتي في التسجيل «من أجل اتخاذ اتجاه جديد، علينا انتخاب رئيس جديد».