نجمة جديدة في حزب الشاي تريد خوض سباق الرئاسة الأميركية

ميشيل باتشمان تزاحم بقوة سارة بالين على شعبيتها وسط المحافظين ودخلت الكونغرس منذ 5 سنوات

ميشيل باتشمان
TT

قدمت سارة بالين، التي يصفها عدد كبير من المحافظين الاجتماعيين بـ«البطلة»، إشارات قليلة على أنها ستترشح لانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل. كما أن لمايك هوكابي، الذي فاز في انتخابات ولاية أيوا عام 2008 بفعل قوة جاذبيته للمسيحيين الإنجيليين والدوائر الانتخابية الأخرى، في الغالب أسبابا تمنع انضمامه إلى سباق انتخابات الرئاسة.

وقد اقتحمت ميشيل باتشمان، عضو مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا، هذا المجال. وتدرس باتشمان، التي تشتهر بوجودها الحماسي على القنوات التلفزيونية وبأنها مؤسسة المجموعة الانتخابية لحزب الشاي في مجلس النواب، ما إذا كانت ستسعى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة المقبلة. ويشير رد الفعل الأولي تجاهها في ولاية أيوا، حيث ولدت وترعرعت، إلى أنها قد لا تفعل ذلك فحسب، وإنما يمكنها أن تملك أيضا تأثيرا بارزا على سباق الرئاسة.

وفي فترة الاستراحة ما بين مقابلة الناخبين وإجراء مقابلات إذاعية وتلفزيونية، وهو إجراء أساسي تقوم به باتشمان كل يوم تقريبا، أخذت باتشمان مقعدا في حانة بأحد الفنادق الموجودة هناك، ولم تدَع أي مجال للشك بأنها كانت جادة بشأن الترشح للانتخابات الرئاسية. وقالت باتشمان وهي تنحني وتتحدث بصوت أكثر نعومة وهدوءا مما كانت تفعله على التلفزيون أو في مسيرات حزب الشاي: «الأمر لا يتعلق بكوني ولدت وأنا أعتقد أنني يجب أن أكون رئيسة. أنا أتلقى قدرا كبيرا من التشجيع لأترشح لانتخابات الرئاسة من الناس في شتى أنحاء الولايات المتحدة. ولا أعتقد أن هذا قرار متسرع».

وكان رد فعل باتشمان التي تنتمي إلى حزب الشاي على خطاب حالة الاتحاد الذي ألقاه الرئيس أوباما قد أغضب قادة الحزب الجمهوري في مجلس النواب، الذين كانوا قد قاموا بصدها بالفعل عندما سعت للفوز بمنصب الزعامة في الكونغرس خلال العام الحالي. ولكن ليست هناك قواعد للأقدمية في السياسات الرئاسية، حيث تتطلب عملية الترشح للرئاسة أخذ أكثر من تذكرة طيران إلى ولاية تصويت مبكرة وقائمة من نشطاء الحزب الفضوليين. وبعد زيارة استمرت لمدة أربعة أيام إلى ولاية أيوا خلال الشهر الماضي صرحت باتشمان أنها قد دخلت سباق الرئاسة بقولها: «لقد دخلت!». واتضح في عدة توقفات أن الجمهوريين كانوا قد لاحظوا هذا الأمر. وفي حد أدنى، هدأ الصخب بين بعض المحافظين الاجتماعيين تجاه ترشح بالين مع تزايد الاهتمام الذي يحيط بترشح باتشمان. وقال تيري برانستيد، حاكم ولاية أيوا في مقابلة: «إذا دخلت باتشمان سباق الرئاسة فإن لديها القدرة على إقناع الكثير من الناس الذين كانوا سيميلون إلى انتخاب سارة بالين، حاكمة ولاية أريزونا، بالتصويت لها بدلا من بالين. وتخيلوا لو دخلت الاثنتان في سباق الرئاسة، يمكن أن يجعل هذا الأمر الوضع ممتعا بالفعل». وسيتعين على باتشمان التغلب على عدة عوائق رئيسية. وكانت باتشمان قد ارتكبت بالفعل بعض الزلات الجسيمة، بما في ذلك إعلانها في نهاية الشهر الماضي أن الطلقات الأولية للحرب الثورية قد وقعت في ولاية نيوهامبشاير، وليس ولاية ماساتشوستس، وهو ما يطرح أسئلة بشأن استعدادها لتدقيق حملة دعائية وطنية. وقد عاين مكتبها النيابي تحولا ملحوظا، بما في ذلك دخول خمسة رؤساء أركان خلال السنوات الأربعة الأخيرة. وقد استقال رون كاري، الرئيس السابق للحزب الجمهوري في ولاية مينيسوتا، بعد قضائه لخمسة أشهر في منصبه. وصرح كاري للصحافيين في مدينة مينيابوليس أنه لن يدعم ترشيحها للرئاسة بقوله: «لن تكون مرشحة منتخبة بالنسبة لنا».

ولكن باتشمان، التي أكملت عامها الخامس والخمسين خلال الأسبوع الحالي، أظهرت قدرتها على جمع التبرعات الوطنية عبر جمع مبلغ قياسي وصل إلى 13 مليون دولار خلال العام الماضي في سباق ترشحها لمجلس النواب. وبينما قد يكون الناخبون في هذه المرحلة أكثر ميلا للاستماع أكثر من التوقيع على الخط المنقط، فإن قدرتها على إحداث هذه الطاقة بين الجماعات المحافظة البارزة لا يضاهيها أي فرد آخر سوى بالين. وقد وقع كنت سورينسين، عضو الحزب الجمهوري الذي انتخب خلال خريف العام الماضي في مجلس الشيوخ بولاية أيوا وأصبح زعيما في حزب الشاي، على وثيقة تقضي بالعمل لصالح باتشمان إذا واصلت حملتها. وقال سورينسين: «لا أريد أن أهاجم سارة بالين، ولكنها تفتقر إلى رجاحة العقل. أنا أعتقد أن ميشيل باتشمان تتفوق على بالين في رجاحة العقل. وأعتقد أنها ستلحق بها هزيمة ساحقة ومذلة، إذا أردتني أن أكون صريحا».

وحكت باتشمان، التي انتقلت إلى ولاية مينيسوتا عندما كانت مراهقة، بحماس كيف استقر أجدادها النرويجيون بالقرب من مدينة واترلو في ولاية أيوا. واعترفت باتشمان أنها نشأت كديمقراطية، وأنها عملت هي وزوجها ماركوس في الحملة الانتخابية للرئيس الأسبق جيمي كارتر عام 1976، لكنها شعرت بصحوة عندما قرأت كتاب آل غور الذي يحمل عنوان «فيدال» والتي وجدت أنه «يسخر من آبائنا المؤسسين».

وليس هناك أي مرشح جمهوري محتمل آخر يلقي خطابات أكثر إبهاجا للحشود، عادة على حساب الرئيس أوباما. وتأتي هذه الخطب على شكل خطب نارية سريعة متقطعة مع عدم وجود وقت كاف للتصفيق والاستحسان. وقالت باتشمان: «ما نحتاج إليه هو تغيير لشكل الخطاب من الشخص الذي يعيش في البيت الأبيض». وأثناء حديثها عما وصفته بأنه توسع للحكومة بموجب قانون الرعاية الصحية الجديد، صرحت باتشمان: «أريد تنازلا من العامين الأخيرين للرئيس أوباما!».

وبغض النظر عن تأثيرها على أي ترشح محتمل لبالين، قد يكون لدخول باتشمان إلى سباق الترشح لانتخابات الرئاسة تداعيات بالنسبة للمرشحين الآخرين الذين يسعون للتأثير على نفس الشرائح من جمهور الناخبين. ويقيم تيم بولينتي، الحاكم السابق لولاية مينيسوتا، في نفس الولاية، وهو يحاول استهواء حركة حزب الشاي. وقد يخسر ريك سانتوروم، عضو مجلس الشيوخ السابق عن ولاية بنسلفانيا أي ميزة قد يملكها بين الناخبين الذين يتمثل مصدر قلقهم الأساسي في معارضة حقوق الإجهاض. ويكافح ميت رومني بالفعل لتوضيح قانون الرعاية الصحية الذي وقع عليه عندما كان حاكما لولاية ماساتشوستس، ولا ينتقد أي مرشح خطة الرعاية الصحية التي مررها الرئيس أوباما بشكل أكثر حدة من باتشمان.

وقالت باتشمان إنه في حال قررت الانضمام إلى سباق الرئاسة فإنها ستقوم بذلك مع بداية الصيف الحالي، تاركة الكثير من الوقت للاستعداد للاقتراع حول مرشح الحزب الجمهوري الذي يجري في أغسطس (آب) المقبل، والذي سيكون الاختبار الأول لنفوذها على أرضية الميدان. وفي الفندق بدت باتشمان أقل ثقة في نفسها عندما أجابت على أسئلة عفوية مقارنة بوضعها عندما كانت تلقي خطابات على مسيرات كبيرة. وعملت باتشمان لمدة ست سنوات في مجلس الشيوخ بولاية مينيسوتا، وهي في طريقها لإكمال عامها الخامس في الكونغرس. وعندما سئلت عما إذا كانت تعتقد أنها ستواجه أسئلة بشأن تجربتها، توقفت للمرة الأولى في المقابلة وقالت: «أعتقد أن هذا سؤال جيد لأن الناس يحتاجون إلى معرفة خلفية الشخص الذي سوف يضعون ثقتهم فيه بهذه الدولة التي تعتبر أعظم الدول على وجه الأرض». وأضافت: «أنا من خلفية متواضعة، وأنا حاصلة على شهادة ليسانس حقوق، إضافة إلى برنامج ما بعد الدكتوراه في قانون الضرائب».

كما ربت باتشمان 5 أبناء و23 طفلا لقيطا، وهو ما يجعلها تحظى بشعبية خاصة بين أوساط العائلات المحافظة. وظهرت باتشمان أمام جمع من الآباء الذين يعلمون أبناءهم في مدارس داخلية، حيث ذكر عدة ناخبين في مقابلات اسم بالين. وقد تكون الصفات الأكثر وضوحا التي تشترك فيها باتشمان مع بالين هي شعرهما البني ونوعهما. ولا يقترب الناس غالبا من نيوت غينغريش، ويقولون إنه يذكرهم بهيلي هاربور، حاكم ولاية ميسيسيبي، ولكنها ذكرت أنها لا تشعر بضيق عندما تسأل عن أوجه الشبه بينها وبين بالين. وقالت باتشمان: «أنا أحب سارة بالين من الناحية الشخصية، وهي شخصية محبوبة. وقد حظيت بشرف لقائها والاجتماع معها في ثلاث مناسبات مختلفة». وقالت باتشمان إن المرشحين المحتملين كانوا يحتاجون إل اتخاذ قراراتهم الخاصة حول دخول السباق الرئاسي، وإن قراراتها لن تتأثر بترشح أي شخص آخر. وأضافت قائلة: «نحن نحتاج إلى مرشح قوي وجريء ومحافظ من الناحية الدستورية، لن يقدم تنازلات وسوف يقاتل في سبيل القيم التي نؤمن بها. وهذا ما نريده من مرشحنا، سواء كان هذا المرشح هو أنا أو أي شخص آخر».

* خدمة «نيويورك تايمز»