كازاخستان: نزار باييف يفوز بولاية خامسة بنسبة 95%

مراقبو «الأمن والتعاون»: الانتخابات شابتها نقائص ولم تكن ديمقراطية

TT

أعلنت اللجنة المركزية للانتخابات في كازاخستان عن فوز الرئيس الحالي نور سلطان نزار باييف بفترة ولاية خامسة بنسبة أصوات تقدر بـ95.6%، متقدما عن بقية منافسيه الثلاثة الذين لم يحصلوا جميعهم سوى على أقل من 4%. وقالت مصادر كازاخية إن أحد منافسي نزار باييف قام بالتصويت لصالح الرئيس الحالي، في الانتخابات التي جرت الأحد وقاطعتها المعارضة.

ونقلت المصادر عن ألفرد روبيكس، عضو البرلمان الأوروبي عن لاتفيا وزعيم الحزب الشيوعي السابق هناك، قوله إن المراقبين لم يصلوا إلى كازاخستان لانتقاد ما يجري بها، بل للتعرف على الأوضاع فيها، بينما أكد أنه رأى وجوها سعيدة واحتفالات بعيدا عن أي اشتباكات أو خلافات تستدعي تدخل الأجهزة الأمنية. وفي الوقت الذي سارعت فيه الكثير من المنظمات الدولية التي شاركت في الرقابة على الانتخابات بتأكيد أن الانتخابات جرت في أجواء تتسم بالنزاهة والشفافية، كشف أندريه كرافتشينكو، رئيس قسم مراقبة الشرعية في المجال والاجتماعي والاقتصادي في النيابة العامة، عن قيام مجهولين بإشعال النيران في إحدى اللافتات الدعائية التي كانت تحمل صورة نزار باييف في مدينة بافلودار شمال شرقي كازاخستان.

كما اعتبر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس، أن الانتخابات الرئاسية في كازاخستان «لم تكن انتخابات ديمقراطية فعلية». وجاء في تقرير بعثة مراقبة الانتخابات أن «الإصلاحات اللازمة لإجراء انتخابات ديمقراطية فعلية لا تزال بحاجة لأن تتبلور، هذه الانتخابات شهدت نقصا مماثلا لذلك الذي سجل في الانتخابات السابقة». وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أنها «سجلت تجاوزات خطيرة لا سيما وجود عدد كبير من التوقيعات المتشابهة على اللوائح الانتخابية، وحالات حشو صناديق اقتراع». وتابع التقرير أن «تعداد الأصوات يفتقر إلى الشفافية»، مؤكدا أن «وسائل الإعلام بمجملها تعمل في جو مقيد».

ومن المعروف أن نزار باييف كان قد وصل إلى قمة السلطة في كازاخستان منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي وقبل انهيار الاتحاد السوفياتي بسنوات طويلة. وتتناقل المصادر الرسمية في كازاخستان الكثير من تصريحات المسؤولين في أروقة السلطة حول ارتياحهم لاستمرار بقاء نزار باييف في قمة السلطة نظرا لعدم وجود المنافس المناسب، بينما استشهد البعض بأن هناك ملاكمين من أمثال محمد علي كلاي ومايك تايسون لم يجدا أي منافس ولم يشك أحد من ذلك.

وقال آخرون إن المنافسة الحقيقية ستكون في حال رحل نزار باييف، الذي يتوقعون استمراره لما يقل عن عشر سنوات أخرى يستطيع خلالها العبور بالبلاد إلى مرحلة الدولة العصرية على حد قولهم. وكانت صحيفة «فايننشيال تايمز» نقلت عن إحدى صحف المعارضة قولها إن نزار باييف قد يحاول خلال تلك الفترة توريث ابنته لمقاليد الحكم في كازاخستان لتسليم السلطة إلى حفيده نور علي علييف خريج كلية سانت هيرست العسكرية البريطانية. غير أن الصحيفة البريطانية أشارت أيضا إلى اختفاء ناشر الصحيفة وضياع أثره في الوقت الذي ثمة من يقول فيه باحتمالات رحيله إما إلى أوكرانيا أو بيلاروس.